سياسة عربية

انطلاق حافلات تقل آلاف النازحين السوريين من عرسال إلى إدلب

تنفيذا للمرحلة الثانية من اتفاق بين "جبهة النصرة" وحزب الله- أ ف ب
بدأت حافلات تقل آلاف النازحين السورين تغادر مخيمات لاجئين في منطقة جرود عرسال الحدودية اللبنانية، الأربعاء، بينهم أمير "جبهة النصرة" أبو مالك التلي، وعناصر من الجبهة وعائلاتهم، في إطار صفقة تبادل مع حزب الله، حسبما أفاد مصدر أمني ومصادر ميدانية وإعلام حزب الله.

وبموجب الاتفاق سيغادر آلاف السوريين ومن بينهم متشددون وعائلاتهم ولاجئون المنطقة الحدودية متوجهين إلى محافظة إدلب السورية. وقال تلفزيون المنار إن 26 حافلة خرجت من منطقة عرسال إلى وادي حميد باتجاه الشمال الشرقي في طريقها إلى الحدود السورية.

وقال إعلام حزب الله إن "عدد المشمولين باتفاق الجرود من المقيمين في مخيمات عرسال يبلغ 6214 شخصا؛ والمشمولون بالاتفاق من مناطق النصرة يبلغ 1560 شخصا بينهم ألف مسلح و554 مدنياً، وبالتالي، فإن مجموع المشمولين بالاتفاق 7777 شخصا سينقلون إلى إدلب السورية"، وفقا لبيان "حزب الله".

ويتضمن الاتفاق كذلك إطلاق سراح خمسة عناصر من "حزب الله" كانوا قد أسروا في "تلة العيس" بمدينة حلب السورية عام 2015، استكمالا لصفقة التبادل المبرمة بين حزب الله وجبهة النصرة (حلت نفسها واندمجت مع فصائل أخرى تحت مظلة "هيئة تحرير الشام").

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ الأسبوع الماضي بعد أيام من إطلاق حزب الله والجيش السوري حملة لطرد مقاتلي جبهة النصرة وغيرهم من المقاتلين الإسلاميين من آخر معقل لهم على الحدود السورية اللبنانية.

وتقول مصادر أمنية إن نحو 1000 مقاتل من جبهة النصرة سيكونون ضمن المغادرين إلى إدلب على متن عشرات الحافلات.

وأفادت المصادر الميدانية، بأن الحافلات السورية ستسلك طريق جرود عرسال اللبنانية لغاية الحدود بإشراف الأمن العام والجيش اللبنانيين، بينما ستمر بـ"فليطا" السورية ومن ثم طريق حمص الدولي وحماه وريف حلب وصولاً إلى إدلب، بمرافقة الهلال الأحمر السوري وهيئات دولية.

وأضافت أنه فيما يتعلق بـ"سرايا أهل الشام" (الجيش الحر) من النازحين السوريين، وعددهم يناهز 3 آلاف، فسوف يتم نقلهم إلى قرى القلمون والرحيبة السورية في منطقة "عسال الورد".

من جانبه تحدث "الإعلام الحربي التابع لحزب الله" اليوم عبر صفحته على "تويتر"، عن أن "جبهة النصرة تقوم بإحراق مقراتها في مناطق انتشارها بوادي حميد والملاهي ومبنى الأركان الأساسي في مخيم الباطون بعرسال".

ومنتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء، تمت المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين "حزب الله" اللبناني، ومسلحي "جبهة النصرة" بإشراف الأمن العام اللبناني، وقالت وكالة "الأناضول" إن "عملية التبادل تمت بتسليم جبهة تحرير الشام 3 موقوفين ممن لم تصدر بحقهم أحكام قضائية مقابل إطلاق سراح 3 أسرى من حزب الله".

والأحد الماضي، أعلن "حزب الله" بدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل بينه وبين مسلحي "النصرة"، بتبادل جثامين مقاتلين من الطرفين (9 لجبهة النصرة مقابل 5 لحزب الله).

كما أعلن الإعلام، التابع لـ"حزب الله"، الخميس الماضي، وقف إطلاق النار على جميع جبهات جرود عرسال الحدودية، شرقي لبنان.

تجدر الإشارة إلى أن "حزب الله" بدأ معاركه في جرود عرسال، في 19 تموز/ يوليو المنصرم، ضد مجموعات سورية مسلحة، أبرزها "جبهة النصرة"، وتمكن من السيطرة على مواقع عدة، كانت تحت سيطرته، بدعم من طائرات النظام السوري.

وشن الحزب الهجوم من محورين، أحدهما من الجانب السوري، والثاني من داخل الأراضي اللبنانية.

ولم يُشارك الجيش اللبناني مباشرة في هذه المعركة، واقتصر دوره على التصدي لهجمات تشنها المجموعات المسلحة، قرب مواقعه الموجودة على أطراف الجرود من جهة عرسال.