ملفات وتقارير

حرب بيانات بـ"الرئاسي الليبي": ما علاقة حفتر ومصراتة؟

ما مصير المجلس الرئاسي؟
شهد المجلس الرئاسي الليبي، المنبثق عن الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية، حرب بيانات بين رئيس المجلس فائز السراج ونائبه الأول أحمد معيتيق، بشأن آلية اتخاذ القرارات داخل المجلس.

فقد أصدر رئيس المجلس فائز السراج؛ تعميما إلى وزراء الحكومة ورؤساء الهيئات والمؤسسات والمصالح والأجهزة العامة، طالبهم فيه بـ"عدم الاعتداد بأية قرارات أو مكاتبات أو رسائل صادرة عن المجلس ما لم تكن موقعة منه شخصيا أو ممن يفوضه كتابيا بذلك"، مؤكدا أن "كل ما يصدر خلاف ذلك يعد باطلا"، بحسب تعميم السراج.



وفي المقابل، عارض نائب رئيس المجلس أحمد معيتيق ما ورد بتعميم السراج، مؤكدا أن "اثنين من القرارات الصادرة عن رئيس المجلس والمتعلقة بالتكليف بمهام في حكم الملغيين استنادا لمواد الاتفاق السياسي المبينة لآلية اتخاذ قرارات مجلس رئاسة الوزراء والمجلس الرئاسي، بما في ذلك تعيين كبار الموظفين وإعفاؤهم".

وشدد معيتيق، في رسالة وجهها إلى مدير إدارة الشؤون القانونية والشكاوي، على أن الأمر "سينسحب على أية قرارات قد تصدر باسم المجلس مستقبلا، ما لم تعرض علينا بشكل مسبق ووفقا للآليات المتفق عليها لكي تحظى بالموافقة والمشروعية"، حسب رسالته.



وأكدت هذه "الحرب"، والتي خرجت للعلن في شكل بيانات رسمية للطرفين، الأزمة الداخلية التي يعانيها المجلس الرئاسي الليبي، والذي شهد عدة صدامات من قبل أعضاء فيه ورئيس المجلس الذي يصفونه بصاحب "القرارات الفردية".

حفتر

وكشف مصدر مقرب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، لـ"عربي21"، أن "بداية الاحتقان بين السراج وبعض الأعضاء، وخاصة نائبه أحمد معيتيق، كانت بعد رفض (اللواء المتقاعد خليفة) حفتر مقابلة السراج في القاهرة، وأنها ظهرت للعلن بعد اللقاء الذي جمعهما في العاصمة الإماراتية أبو ظبي".

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "بعض أعضاء الرئاسي تفاجؤوا بلقاء أبو ظبي، وأن السراج سافر دون إبلاغ أحد، وحصلت مشادات بينه وبين الأعضاء بعد عودته، لكنه برر ذلك بعدم إعطاء اللقاء صبغة رسمية وأنه كان يمثل نفسه"، وفق المصدر.

وقال الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر، لـ"عربي21"، إن "التقارب مع حفتر من قبل السراج ولقاءاته معه، هي السبب الرئيس في حالة الاحتقان داخل المجلس الرئاسي، خاصة أن هناك تسريبات حول اتفاق مبدئي بين الطرفين (السراج وحفتر) حول الرجوع للمسودة الرابعة، والتي تقضي أن يكون المجلس مكون من رئيس ونائبين فقط، وهو ما يرفضه بعد الأعضاء"، وفق رأيه.

مصراتة

لكن المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، رأى من جانبه؛ أن "الصراع ليس بين السراج ونائبه الأول فقط، لكن الخلاف كبير الآن بين السراج ومدينة مصراتة (غرب ليبيا)، خاصة بعدما وجد قادتها الذين دعموا حكومة الوفاق من البداية، أنفسهم خارج العاصمة طرابلس".

وأضاف لـ"عربي21"، أن "إبعاد شخصيات هامة من مصراتة عن التأثير فى الأحداث تحت إشراف السراج نفسه، هو ما تسبب في هذا الخلاف الدائر الآن في المجلس، وليس لحفتر أو لقاءاته علاقة بالأمر"، وفق تقديره.

وأكد الباحث الليبي، أحمد فتحي، أن "حرب النفوذ قائمة بين تركيبة الرئاسي ذي التسع رؤوس؛ منذ نشأته، وهذه ليست الأولى، فقد قامت قبل ذلك حرب قرارات لا هوادة فيها بين السراج وعضو المجلس فتحي المجبري، وهكذا".

وتابع: "لكن هذه الحرب لن تحدث تغييرا في السياسات، وليس لها علاقة أيضا بلقاء حفتر بالسراج، وخاصة الأخير في باريس"، حسب قوله لـ"عربي21".

علامة فارقة

لكن، الناشط السياسي الليبي، أسامة كعبار، رأى أن "حفتر ومن خلفه كان لهم تأثير في حالة التباين، والتي ظهرت للعلن بين السراج ونائبه معيتيق"، مشيرا إلى أن "الأخير يعتبر الشخصية الثانية التي تملك نفوذا في المجلس، وقرارات السراج تعد إجراء لتهميش معيتيق وإبعاده عن صنع القرار والنفوذ في المشهد الليبي"، وفق تقديره.

 وأشار كعبار، في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "أن هذا التباين له دلالة أخرى تؤكد فقدان كتائب مدينة مصراتة لعامل التأثير على حكومة السراج وعلى العاصمة، خاصة بعدما تم إبعاد المدينة ومسلحيها وقادتها عن مراكز النفوذ الليبي، وهذا تحول مهم في المشهد الليبي، ولربما يشير إلى أن الأيام القادمة ستكون فارقة في المشهد السياسي والعسكري"، كما قال.