استعرض مسؤول ودبلوماسي
إسرائيلي سابق، مواقف ورؤية "تل أبيب" في العديد من القضايا الشائكة، التي لها علاقة بالجانب الفلسطيني والدول العربية.
وأكد مدير عام وزارة
الخارجية الإسرائيلية سابقا، دوري غولد، أن "إسرائيل" على استعداد للتفاوض والتوصل لـ"حلول وسط" بعيدا عن الفلسطينيين، وقال: "إذا ما كان الفلسطينيون مستعدون لوقف (الإرهاب) وتمويله، ولمفاوضات جدية، نستطيع أن تتفاوض وتتوصل إلى حلول وسط".
وذكر الدبلوماسي الإسرائيلي في لقاء له مع قناة "i24" الإسرائيلية، أن "إسرائيل مستعدة للتوصل إلى حل وسط مع الفلسطينيين وجيرانها"، مؤكدا أن "من يعتقد أن إسرائيل ستعود إلى حدود 1967 فهو مخطئ".
وتابع: "إسرائيل لن تعيش مع الحدود التي تضعها قرارات الأمم المتحدة"، منوها لرؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدولة الفلسطينية، أن "على أي دولة فلسطينية تقام أن تتماشى والمصالح الأمنية لإسرائيل".
واتهم غولد الذي أدى دورا في المفاوضات مع الفلسطينيين، الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أنه "لم يقم بتنفيذ التزاماته بحسب اتفاقيات أوسلو"، كاشفا أن "أول تنازل فلسطيني تم في عهد نتنياهو، والمتمثل في إغلاق مكاتب السلطة بالقدس، تم في عهد رئيس السلطة محمود عباس".
الأردن والقدس
ومن خلال دورة في "تأسيس العلاقات بين إسرائيل والأردن"، وحول استقرار الأردن، قال: "نحن نرى دولا عربية في الشرق تنهار، وأعتقد أن الأردن أقوى مما يعتقده الكثيرون"، وفق قوله، حيث أشار إلى أهمية أن "يتم فتح المنقطة باتجاه المبادرات التجارية، كي يستطيع الفلسطينيون أن يزوروا الأردن والأردنيين الضفة الغربية".
وتابع: "يجب توسيع قابلية المعابر الحدودية، وليس سرا أن الدول التي كانت تقيم تجارة مع الدول العربية مثل
سوريا تتجه الآن إلى الحدود الإسرائيلية، وهذا يخلق حركة أكبر بين إسرائيل والأردن ودول الشرق".
ورفض المسؤول الإسرائيلي، "تقسيم القدس"، وقال: "يجب أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية؛ والأمريكيون يعتقدون أنها غير قابلة للتفاوض من الجانب الإسرائيلي"، كاشفا أن "قيادات شرق أوسطية جاءت من الخليج للقدس (المحتلة)، كما جاءت شخصيات من دول عربية لعلاج في مستشفى هداسا الإسرائيلي".
إيران وسوريا وإسرائيل
وأما على الجانب السوري، كشف غولد عن وجود "مفاوضات أجرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية في الماضي بشكل غير مباشر، عبر وسطاء أمريكيين".
ونبه إلى ما أسماه "تقليد إسرائيلي - سوري" منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1992، وقال: "بعد هذا المؤتمر التقى السوريون والإسرائيليون في مفاوضات بواشنطن، وبعد سنوات عدة التقوا في واي بلانتيشن ومواقع أخرى، وكانت هناك اتصالات بيننا وبين سوريا بوساطة أمريكية".
وفي العام 1980 سنت "إسرائيل" قانون ضم هضبة
الجولان، الذي لم يعترف به المجتمع الدولي، ولكن "هضبة الجولان تبقى حيوية لأمن إسرائيل" بحسب غولد الذي لفت النظر للتطورات على الساحة السورية، التي "تقلق إسرائيل؛ خوفا من أن تتحول سوريا إلى دولة ظل لإيران".
وشدد على أن "إسرائيل لن تسمح بنقل أسلحة من شأنها أن تغيّر موازين القوى بينها وبين القوى التي تنشط على الأرض السورية.. ".
العلاقات مع دول الخليج
ويذكر غولد، هو "رجل المهام الصعبة" لدى نتنياهو، حيث "أدى دورا كبيرا في هندسة العلاقات الخليجية الإسرائيلية"، ويتميز بعلاقات قوية مع الجنرال السعودي السابق أنور عشقي الذي زار "إسرائيل"، حيث لا تزال الكثير من التفاصيل حول العلاقات الإسرائيلية - الخليجية في طي الكتمان، بحسب موقع "i24" الإسرائيلي، الذي لفت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت "تقاربا غير مسبوق بين إسرائيل ودول الخليج العربي"، وعلى رأسهم السعودية.
وألمح الموقع، إلى نجاح غولد في "فتح خط ملاحة جوي مباشر بين إسرائيل والسعودية، للحجاج العرب من سكان إسرائيل على أقله الآن، الذي قد يتحوّل في يوم من الأيام إلى خط تجاري مفتوح للعموم".
وحول هدفه الأسمى، بين غولد أنه "منع إيران من استغلال المنطقة، فالإيرانيون يعتبرون البحرين مقاطعة إيرانية، ويتصرفون إقليما وكأن الشرق الأوسط ملكهم"، مضيفا: "نشاهد الجنرال قاسم سليماني يصول ويجول في المنطقة كما لو كان المندوب السامي البريطاني، يجب وضع حد لهذا".
وشدد على أهمية أن "يلتقي الإسرائيليون مع شركائهم من دول الخليج لأننا نواجه تهديدات مشتركة"، واعتبر غولد في نهاية حواره، أن الراحل عرفات "ولد إرهابيا وتوفي إرهابيا"، بينما عباس: "رجل كان يستطيع قيادة الفلسطينيين، لكن أخشى أنه اليوم لديه مصالح أخرى".