سياسة عربية

ترامب يلتقي عباس بالضفة.. وينهي اللقاء بأقل من ساعة (فيديو)

استقبل عباس ترامب في رام الله- أ ف ب
غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بيت لحم بعد زيارة سريعة الثلاثاء، جنوب الضفة الغربية المحتلة، ضمن جولته للمنطقة، بعد زيارته للرئيس الإسرائيلي في القدس المحتلة. 

والتقى ترامب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي من المتوقع أنه أثار معه قضية قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو موضوع لم يدل الرئيس الأمريكي بموقف واضح منه حتى الآن، ولم يعقب عليه في المؤتمر الصحفي.

وقال عباس لترامب خلال مؤتمر صحفي من بيت لحم تابعته "عربي21": "نجدد التأكيد على استعدادنا للعمل معكم كشركاء لمحاربة الإرهاب في العالم".

وأضاف أن "مشكلتنا الأساس مع الاحتلال هي الاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بنا".

وأشار إلى أن "تحقيق السلام سيفتح الأفق واسعا أمام النهوض باقتصادنا على أساس سيادة القانون".

وطالب عباس في كلمته أمام ترامب، بأن تعترف إسرائيل بدولة فلسطينية "كما اعترفنا بها دولة"، وفق قوله.

وقال: "نحرص على فتح باب الحوار مع جيراننا الإسرائيليين لتعزيز الثقة معهم".

من جانبه، لم يتطرق ترامب في كلمته لدولة فلسطينية، رغم حديث عباس عنها، ولم يبد أي موقف تجاهها، ولكنه شدد على أهمية "سلام دائم وشامل".

وقال ترامب: "جئنا لبيت لحم من أجل عالم أكثر تسامحا وتحقيق سلام دائم".

وأضاف: "ملتزم باتخاذ الإجراءات الحازمة لمحاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة".

ولفت إلى أنه خلال زيارته للرياض، "دعوت القادة العرب إلى الانصمام إلينا بتحالف وتعاون لمحاربة الإرهاب، والتقيت بهم في اجتماع تاريخي".

وأشاد بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، قائلا إنه "كان لطيفا وهو رجل حكيم".

وقال ترامب: "أتطلع للعمل مع القائدين عباس ونتنياهو لإحلال سلام دائم"، مشددا على أنه "ملتزم بمحاولة تحقيق السلام".

وتعهد بانه سيبذل "كل جهد ممكن لذلك، وأدان في معرض حديثه هجوم مانشستر الذي وقع الليلة الماضية، وتوجه بالتعازي لأسر ضحايا التفجير".

وغادر ترامب بيت لحم مباشرة بعد المؤتمر الصحفي، بعد أقل من ساعة على وصوله، وسيعود إلى الأراضي المحتلة ليلقي خطابين أمام الإسرائيليين.



زيارة مثيرة للجدل
 
ويأتي لقاء ترامب بعباس السريع، بعد زيارة مطولة ومثيرة للجدل للرئيس الأمريكي وعائلته لحائط البراق، الذي يسميه اليهود "حائط المبكى"، في البلدة القديمة في القدس المحتلة، ليصبح أول رئيس أمريكي يزور هذا الموقع أسفل باحة الأقصى، أثناء وجوده في السلطة.


ووضع ترامب الذي ارتدى قلنسوة يهودية تقليدية سوداء اللون، يده اليمنى على الحائط ثم قام، بحسب التقليد المتبع، بوضع ورقة بين حجارة الحائط. وعادة تتضمن الأوراق صلوات أو أمنيات.

وفي بيت لحم في جنوب الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ خمسين عاما تقريبا، سيتعرف ترامب على جانب آخر من أقدم نزاع في العالم.

وسيرى ترامب جدارا من نوع آخر، هو جدار الفصل العنصري الذي يبنيه الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

اقرأ أيضا: بماذا هدد ترامب عباس بواشنطن؟.. صحيفة إسرائيلية تكشف

اقرأ أيضا: رسائل دافئة لإسرائيل بزيارة ترامب التاريخية لـ"البراق" (صور)

وتبعد بيت لحم أقل من عشرة كيلومترات عن مدينة القدس. وبدأ الاحتلال في عام 2002 بإقامة جدار الفصل العنصري فيها خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وفي المدينة، توجد كنيسة المهد. وانتشرت في مدينة بيت لحم قوات الأمن الفلسطينية والحرس الرئاسي.

"رجل السلام"

ونصبت لافتة كبيرة فيها كتب عليها بالإنجليزية "مدينة السلام ترحب برجل السلام"، مع صور لعباس وترامب في الطريق التي من المفترض أن يسلكها الرئيس الأمريكي.

ونقلت الوكالة الفلسطينية الرسمية "وفا"، عن محمود عباس تعليقا على زيارة اليوم، "حرصه على إنجاح لقائه بترامب الثلاثاء"، قائلا: "إن من واجبنا متابعة قضيتنا والعمل على حلها".

وقال: "إننا وجهنا دعوة لترامب لزيارة بيت لحم، وكررنا هذه الدعوة خلال لقائنا به في واشنطن"، مضيفا أن "هذه اللقاءات سواء التي جرت في واشنطن، أم خلال لقائنا به الأحد في الرياض، ولقاء اليوم في بيت لحم، كلها مفيدة ومثمرة لمتابعة قضايانا السياسية معه، التي نأمل أن تثمر وتكون الزيارة مفيدة".

وتسعى إدارة ترامب التي تبحث عن سبل لإحياء المفاوضات المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلى دفع الجانبين إلى اتخاذ تدابير تساعد على بناء جو من الثقة لاستئناف مفاوضات السلام.

اقرأ أيضا: الكشف عن تفاصيل عرض مثير سيقدمه عباس لترامب الثلاثاء

وعند استقباله محمود عباس الشهر الماضي في البيت الأبيض، أبدى ترامب تفاؤله "بإمكان التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وفق قوله.
 
وكان أشار في وقت سابق إلى "فرصة نادرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط"، معتبرا أن  توافق المصالح بين الدول العربية وإسرائيل في مواجهة خطر التطرف والتهديد الإيراني، سيساعد في حل النزاع.

وكان ترامب قال في تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الإسرائيلي، إنه لمس "شعورا جيدا رائعا" تجاه إسرائيل من القادة السعوديين.

قضايا لم يتطرق لها ترامب

ولم يتطرق ترامب علنا خلال زيارته إلى إسرائيل إلى القضايا الرئيسة مثل الاستيطان وأعمال العنف ووضع القدس المحتلة، ولكنه شدد على "الروابط الصلبة" التي تجمع بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، الجنرال هربت ريموند ماكماستر، إن ترامب عبر عن "رغبته بتحقيق الكرامة وتقرير المصير للفلسطينيين".

وتعدّ الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتنياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي ترامب الرئاسة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن رئيس السطلة الفلسطينية (82 عاما) لا يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، بينما سيواجه نتنياهو صعوبات كبيرة في تقديم تنازلات تقبل بها قاعدته الجماهيرية اليمينية، بحسب محللين.

تظاهرات في غزة

وفي قطاع غزة المحاصر،  تظاهر مئات من أنصار حركة حماس ليل الاثنين في مخيّم جباليا للاجئين رفضا لتصريحات ترامب في الرياض، التي وصفت الحركة بـ"الإرهابية". 

وحملوا رايات الحركة الخضراء، ولافتات كُتب على إحداها "المقاومة ليست إرهابا".

وسيعود ترامب مجددا بعد ظهر الثلاثاء إلى القدس المحتلة، قبل أن يسافر إلى الفاتيكان.