ملفات وتقارير

بعد تهديداته الجديدة: هل يستطيع حفتر فعلا اقتحام طرابلس؟

جاءت تهديدات حفتر بعد أيام من لقائه بالسراج وتصريحات سيالة بـ"شرعيته"
مجددا، يعود قائد "عملية الكرامة" في الشرق الليبي، اللواء خليفة حفتر، للتلويح بالتوجه نحو العاصمة الليبية، لكن هذه المرة يأتي تهديده بعد أيام من لقاء مثير للجدل مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج في أبو ظبي.

وقال حفتر إن قواته لن تترك طرابلس "وكرا للمجرمين والعابثين"، وأنها لن تهنأ "حتى تعود العاصمة إلى أرض الوطن"، مضيفا: "نسمح بوجود أجسام عسكرية موازية في أي مكان في ليبيا"، بحسب كلمة له بمناسبة الذكرى الثالثة لعمليته العسكرية (الكرامة).

وجاءت تهديدات حفتر الضمنية بعد حالة تقارب بينه وبين المجلس الرئاسي في طرابلس، وخاصة رئيسه فائز السراج، وتصريحات لوزير الخارجية في حكومة الوفاق، محمد سيالة، بأن "حفتر هو القائد الشرعي للجيش"، وهو ما أثار تخوفات حول صفقة بين حفتر وأعضاء في المجلس الرئاسي الجنرال للعاصمة والسيطرة عليها.

في المقابل، رفضت قيادات عسكرية في الغرب الليبي وجود حفتر أصلا في المشهد العسكري، مطالبة بمحاكمته كـ"مجرم حرب"، مع ضرورة إقالة سيالة بعد تصريحاته التي وصفت بـ"المستفزة".

تهديدات

وكشف مصدر مقرب من المجلس الرئاسي لـ"عربي21" أنه "تم منع السراج نفسه، من قبل بعض القيادات العسكرية والسياسية في طرابلس، من الذهاب إلى القاهرة وإجراء لقاء آخر مع حفتر"، وأنه تم تهديد السراج بعدم السماح له بالعودة للعاصمة. وأوضح المصدر أن "سيالة متواجد حاليا في تونس، وسط أنباء عن رفض السماح بدخوله العاصمة، وربما يقال قريبا"، وفق قوله.

وأثارت تصريحات حفتر حول طرابلس، عدة تساؤلات من قبيل: هل سينقل حفتر معركته العسكرية من بنغازي (شرق ليبيا) إلى طرابلس في الغرب؟ ومن سيدعمه في ذلك، داخليا وخارجيا؟

سلام وليست حربا

وفي هذا السياق، أكد الكاتب الصحفي الليبي، عز الدين عقيل، أن "تصريحات حفتر ليس معناها دخول العاصمة عبر الحرب، لكن يقصد استخدام كل الأدوات المتاحة لطرد الإرهاب من طرابلس، لمساعدتها في التعافي وطرد الميليشيات والمجموعات الإرهابية"، حسب وصفه.

وقال إن "حفتر يسعى إلى تأسيس جيش ليبي حقيقي، وهو ما رأيناه في حفلات التخرج الأخيرة، خاصة الاهتمام بزيادة عدد الجنود، وهو ما لم يحدث في عهد القذافي"، معتبرا أن "ما حدث من رفض له من قبل بعض القيادات في الغرب ما هو إلا شو إعلامي، حيث لا ثقل لهؤلاء الرافضين ولا قيمة"، وفق قوله لـ"عربي21".

وتابع: "بخصوص نقل المعركة من بنغازي إلى طرابلس، سيكون الأمر صعبا جدا إن لم يكن هناك توافق سياسي بين قوى أساسية قوية ودعم من قبل الوجهاء وشيوخ القبائل لحفتر، لكن غير ذلك ستمنعه العصابات المسلحة وبعضها تابع للقاعدة وداعش"، وفق  قوله.

غير قادر

أما الباحث الليبي من مصراتة، علي أبو زيد، فقد رأى من جانبه؛ أن "حفتر حاليا غير قادر على نقل المعركة إلى طرابلس، وإن كان قادرا على إثارة شيء من الفوضى عن طريق خلايا نائمة، خاصة في بعض المناطق جنوب العاصمة، لكنه لا يستطيع الدخول".

وأضاف لـ"عربي21": "أما تقارب السراج مع حفتر وإمكانية التنسيق بينهما، فليس معروفا إلى الآن طبيعته ونتائجه، خاصة أن السراج بدأ يتأنى في تقاربه مع حفتر بعد ما أثارته تصريحات وزير خارجيته الأخيرة من ردود أفعال غاضبة"، وفق تقديره.

لكن الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، أكد لـ"عربي21"، أنه "نظرا لاستحالة الحسم العسكري دون وجود قيادة عسكرية موحدة للجيش تحت سلطة مدنية، لن يستطيع حفتر دخول العاصمة، والتي أعتقد أنه يقصد بتصريحاته الأخيرة القضاء على بعض الميليشيات المسيطرة على بعض المواقع ولا يقصد الصدام المباشر"، كما قال.

وأين بنغازي؟

وتساءلت الناشطة السياسية الليبية، ميرفت السويحلي، عن بنغازي وزعم حفتر تحريرها، مشيرة إلى أنه "لم يحسم المعارك هناك حتى الآن، فكيف يفكر في طرابلس؟"، مضيفة لـ"عربي21": "حفتر لن ينجح في دخول العاصمة، ولن يجد من يدعمه في ذلك، فالغرب الليبي في أغلبه يرفض حفتر".

وبخصوص لقاء السراج وحفتر وتأثيره على الأمر، أوضحت السويحلي أن "ما حصل مع السراج هو محاولة فرض أمر واقع على المنطقة الغربية للتفاوض مع حفتر، لكنهم لن ينجحوا في ذلك؛ لأن السراج نفسه ليس طرفا في النزاع العسكري حتى يتفاوض مع حفتر"، وفق قولها.