سياسة عربية

محلل إسرائيلي بارز يقرأ وثيقة حماس الجديدة.. ماذا قال؟

المحلل الإسرائيلي قال إن وثيقة حماس مناورة هدفها تقويض منظمة التحرير- أرشيفية
أكد محلل إسرائيلي، أن "وثيقة المبادئ والسياسات العامة" التي كشفت عنها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأسبوع الماضي، ما هي إلى "مناورة" علاقات عامة، لا تختلف عن ميثاقها القديم سوى في "النغمة"، وتفتقد إلى التغيير الحقيقي في المحتوى.

الوثيقة الجديدة والميثاق القديم

وقال المحلل الإسرائيلي البارز لشؤون الشرق الأوسط في موقع "تايمز أوف إسرائيل"، آفي يسسخاروف: "قلائل فقط لاحظوا أنه عندما قام رئيس المكتب السياسي لحماس (خالد مشعل) برفع الستار عن الوثيقة الجديدة، فهو لم يكن يقدم ميثاقا جديدا يحل محل الميثاق القديم".

ولفت يسسخاروف في تقرير له نشر اليوم، أن "حماس لم تتخل عن ميثاقها التأسيسي"، معتبرا أنها "موجهة في الأساس كعلاقات عامة، في الوقت الذي تمر فيه الحركة في أسوا الفترات"، منوها إلى أن الحركة التي "تسيطر على قطاع غزة، ركزت جهودها مؤخرا على المجتمع الدولي، وقامت بتنظيم مؤتمرات دولية في بلدان أوروبية وأفريقية، مع استمرار تدهور وضعها المالي".

اقرأ أيضا: مشعل في إعلان وثيقة حماس الجديدة: لا اعتراف بإسرائيل


وأضاف: "الوثيقة موجهة في الأساس إلى الرأي العام في العالم العربي والفلسطيني، في الوقت الذي تواصل فيه حماس محاولة تصوير نفسها كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تعتبر حتى الآن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

وأرجع المحلل الإسرائيلي، تقديم هذه الوثيقة، إلى أن "دول الخليج بدأت تقفل صنابير التمويل واحدة تلو الأخرى، والدخل من داخل غزة آخذ بالانخفاض، لذا فإنه لزم حماس تقديم وجه أكثر ودية للعالم من خلال تلك الوثيقة".

وزعم أن الوثيقة، "هي محاولة من قبل مشعل لترك وصية سياسية وراءه تبدو أكثر اعتدالا، لكنها لا تشمل فعليا سوى تغييرات طفيفة على ميثاق عام 1988 ومبادئ الحركة الأساسية".

ولفت يسسخاروف، إلى أن "رسالة مشعل لقيادة حماس والرأي العام الفلسطيني؛ هي أن حماس حركة قادرة على إظهار مرونة معينة، لكنها تبقى في الوقت نفسه مخلصة لمبادئها، وهي قادرة أيضا على أن تقوم بدور منظمة التحرير الفلسطينية".

وقال: "هذا مثال بارز على الألعاب البهلوانية اللفظية في اللغة العربية والخط الرفيع الذي تسير عليه الشخصيات الرفيعة في حماس"، مضيفا أنه "لا توجد هناك دعوة مباشرة للقضاء على إسرائيل، ولكن الاعتراف بالدولة اليهودية محظور، وفلسطين المحررة ستمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط".

إسرائيل: الوثيقة شبه سخيفة


وأشار إلى أنه في مكان آخر بالوثيقة، "تعلن حماس عن استعدادها لقبول دولة فلسطينية داخل "خطوط" ما قبل عام 1967 - ليس حدودا، لأن الحدود تفصل بين دولتين وذلك يعني الاعتراف بدولة إسرائيل، لكنها تؤكد على حقها في القتال على كل سنتيمتر من فلسطين"، بحسب المحلل الإسرائيلي.

ونوه يسسخاروف، إلى اختلاف الوثيقة الجديدة عن الميثاق القديم، في ما يتعلق بعلاقة الحركة بجماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن الرسالة من ذلك "تفيد بعدم وجود صلة بين المنظمتين، وهي موجهة إلى مصر، التي يحارب زعيمها عبد الفتاح السيسي الجماعات الإسلامية منذ الإطاحة بالرئيس السابق، محمد مرسي، في عام 2013"..

اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية: وثيقة حماس فرصة مزدوجة للحرب والسلام

كما أن الوثيقة الجديدة "ترفض الاتفاقيات والمبادرات السابقة، مع تلميح قوي لمبادرة السلام العربية دون ذكرها مباشرة"، وفق المحلل الإسرائيلي، حيث "تقدمت السعودية بتلك المبادرة عام 2002، وعرضت اعترافا بإسرائيل من قبل عشرات الدول العربية والإسلامية مقابل السماح بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية".

ورأى يسسخاروف، أن "التغيير الرئيس هو في النغمة؛ فلا توجد هناك عبارات ضد اليهود، وهناك عدد أقل بكثير من الاقتباسات من القرآن والأحاديث النبوية، ولكن من دون وجود تغيير حقيقي في المحتوى".

وأما بالنسبة للعديد من الفلسطينيين، فإن "هذه الوثيقة هي دليل على أن حماس تمر في تغيير وعلى استعداد لإظهار مرونة"، بحسب المحلل الذي قال: "الوثيقة تسببت بضجة داخل صفوف حماس، وأثارت معارضة من أولئك الذين رأوا فيها نوعا من التسوية، في حين رأت إسرائيل أن الوثيقة شبه سخيفة أيضا"، وفق قوله.