سياسة عربية

مبارك يتجول في احتفاله بعيد ميلاده بعد 25 يناير (شاهد)

عاد مبارك إلى منزله في الرابع والعشرين من آذار/ مارس الماضي- ا ف ب
احتفل الرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك، بذكرى "عيد" ميلاده التاسع والثمانين، وسط أفراد أسرته وأنصاره، في الفيلا الخاصة به بمنطقة هليوبوليس بمصر الجديدة، مساء الأربعاء، وذلك لأول مرة عقب خروجه من مستشفى المعادي العسكري، (الذي أقام فيه جبريا سنوات عدة)، بعد حصوله على البراءة في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام حكمه.

وعاد مبارك إلى منزله في الرابع والعشرين من آذار/ مارس الماضي، وذكر مقربون منه، بحسب صحيفة "اليوم السابع"، الخميس، أن عائلته كاملة كانت موجودة في الاحتفال (زوجته سوزان وابناه جمال وعلاء وزوجتاهما وأحفاده)، وأشارت إلى أنهم أحضروا "قالب حلوى" (تورتة) كبيرة بهذا المناسبة، فيما اصطحبه نجلاه في جولة ترفيهية بالسيارة في شوارع المنطقة الراقية.
وتلقى مبارك، بهذه المناسبة، برقيات وورودا، كما تلقى اتصالات من فنانين ولاعبين سابقين وشخصيات عامة، وبعض الملوك والأمراء العرب.

وهنأت الكاتبة الكويتية فجر السعيد، مبارك، بعيد ميلاده، وكتبت تغريدة بموقع "تويتر"، الخميس، قالت فيها: "كل عام والرئيس المصري السابق حسني مبارك بخير.. عيد ميلاد مبارك".

وذكرت تقارير إعلامية إن مبارك قضى 1200 يوم بين جدران مستشفى المعادي العسكري، قبل أن يتركه لمنزله، مشيرة إلى أن الجناح "د"، الذي كان يقيم فيه؛ تم إغلاقه، بدعوى أنه تحت الصيانة، ولم يدخله نزيل.

هكذا يحتفل أنصاره به

وبثت صفحة "إحنا آسفين يا ريس"، رسالة تهنئة للرئيس المخلوع تحمل صورته، وكتبت عليها "عيد ميلاد مبارك الـ89"، فيما تقدمت صفحة "أنا آسف يا ريس"، بالتهنئة له، ونشرت سجل النياشين والميداليات والجوائز التي حصل عليها.

ونشر مؤسس الصفحة، كريم حسين، على موقع "فيسبوك"، أحدث صورة التُقطت لمبارك، داخل فيلته، أثناء احتفاله بهذه المناسبة، الأربعاء، وظهر جالسا على أريكة، وهو بصحة جيدة، بينما يقف من خلفه ابنه الأكبر علاء، وحفيده عمر علاء.

وعلق كريم على الصورة قائلا: "كل سنة وحضرتك طيب، أدام الله عليك نعمة الصحة والعافية، وأيدك بنصره على كل من ظلمك"، فيما نشرت الصفحة "بانر"، يحمل كلمات الخطاب الآخير لمبارك قبل التنحي.

وعلى صعيد متصل، قالت مجموعة "أبناء مبارك" (جروب على الفيسبوك) إنهم سينظمون احتفالية اليوم الخميس، بنادي الجزيرة بالمعادي، بمناسبة عيد ميلاده.

وفي مسقط رأسه، يستضيف مركز شباب مبارك، بكفر المصيلحة بالمنوفية، حفلا بالمناسبة نفسها تنظمه حركة "بلدياته في حب مبارك" (الفلولية)، تحت شعار "يوم في حب مصر".

وقالت منظمة الحفل، أصيلة عبد المعطي، في تصريحات صحفية، إنها حصلت على موافقة من مديرية أمن المنوفية لإقامة حفل عيد الميلاد الـ 89 لمبارك.

إلى ذلك، تشهد تحركات أفراد عائلة مبارك، خلال الفترة الأخيرة، تسليطا مكثفا للضوء عليها، من قِبل الإعلام المصري، ومن ذلك انتشار مقطع فيديو وصور تظهر نجله الأكبر علاء وهو يلعب "الطاولة" في أحد المقاهي الشعبية، ويتناول الطعام بمطعم شعبي شهير بمنطقة إمبابة شمال الجيزة، قبل أيام.


نشطاء يناير: "سنرجعك السجن تاني"

وأثار الاحتفال مشاعر نشطاء ثورة 25 يناير. وكتب المحامي الحقوقي مالك عدلي، قائلا: "يمد في عمرك لحد ما نرجعك القفص تاني، ونكمل حسابنا".

وأضاف، في تدوينة بموقع "فيسبوك": "النهارده عيد ميلاد الديكتاتور التافه حرامي الشوك والمعالق الشهير بأبو علاء.. الله لا يهنيك، ولا يوريك طيب بحق ما ارتكبته من جرائم في حق هذا البلد، وفي حق مواطنيه.. ويمد في عمرك لحد ما نرجعك القفص تاني، ونكمل حسابنا".

وعلق ناشط بالقول: "سبحان الله.. أصبح بريئا.. والشعب هو الجاني"، فيما قال ثالث: "أنا أو الفوضى.. قالها مبارك من قبل، وعندما سقط، ومعه داخليته، ولم يوجد شرطي بالشارع كانت أكثر الأوقات أمنا، ولم تحدث حالة إرهاب واحدة".

قضيتان ضده أمام المحاكم

 
وكانت النيابة العامة قد انتهت من فحص أوراق قضية "هدايا الأهرام" المتهم فيها مبارك، ونجلاه علاء وجمال، و19 آخرين، وتدرس في الوقت الراهن استدعاء مبارك، ورموز نظامه، للاستماع إلى أقوالهم.

ومن جهتها، حجزت محكمة شمال القاهرة استشكال مبارك، ونجليه جمال وعلاء، للمطالبة بإلغاء قرار الحجز الصادر عن المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة، في 8 كانون الثاني/ يناير الماضي، الذي نص على توقيع الحجز الإداري على أسهم مبارك لدى شركة "مصر المقاصة"، التي تقدر بنحو 61 مليونا و934 ألفا و173 جنيها، للحكم بجلسة 25 أيار/ مايو الحالي.

وأقام مبارك ثلاث سنوات في مستشفى المعادي العسكري، بعد صدور قرار بالإقامة الجبرية من رئيس الوزراء الأسبق حازم الببلاوي، بصفته نائب الحاكم العسكري، في آب/ أغسطس 2013، عقب قرار إخلاء سبيله في قضية "هدايا الأهرام"، بدعوى الظروف الأمنية التي كانت تمر بها البلاد عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

وعاد مبارك لمنزله بمصر الجديدة في شهر آذار/ مارس الماضي بعد ست سنوات قضاها ما بين سجن طرة ومستشفى المعادي، عقب اندلاع ثورة 25 يناير، وذلك بعد قرار نيابة شرق القاهرة الكلية، بإخلاء سبيله.

ومبارك هو الرئيس الرابع لمصر، بعد حركة 1952 العسكرية، واستمر في الحكم من 14 تشرين الأول/أكتوبر 1981 إلى 11 شباط/فبراير 2011، حيث أطاحت به ثورة 25 يناير 2011 من الحكم.