في الأسبوع الماضي قامت إسرائيل بتسريب خبر بالغ الخطورة بشأن استعداد الأسطول الأمريكي الخامس في البحر المتوسط، لتوجيه ضربة صاروخية ضد معاقل تنظيم ولاية سيناء التابع لداعش في شبه جزيرة سيناء المصرية. ما يؤكد أن التسريب متعمد هو نشر الخبر في موقع ديبكا المعروف بارتباطه بجهاز الاستخبارات الخارجية لإسرائيل (الموساد).
وقال موقع ديبكا، إن هذا الهجوم حال تنفيذه سوف يصبح ثاني هجوم صاروخي أمريكي خلال شهر واحد ضد أهداف في منطقة الشرق الأوسط، عقب تدمير 20 % من القوات الجوية السورية التابعة لنظام الأسد يوم السابع من أبريل الجاري بنحو 59 صاروخا من طراز توما هوك، للرد على قيام نظام الأسد بشن هجوم كيميائي على مدنيين سوريين.
وأضاف الموقع أن الهجوم الصاروخي الأمريكي المرتقب في سيناء، سوف يرفع من وتيرة الحرب على داعش إلى مستوى غير مسبوق، مؤكدا أن هذا الهجوم تمت مناقشته خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لواشنطن ولقائه مع ترامب بالبيت الأبيض يوم 3 أبريل الجاري.
وكشف الموقع النقاب عن أن السيسي شرح لترامب الصعوبة الهائلة التي تكتنف عملية التغلب على تنظيم ولاية سيناء التابع للدولة الاسلامية في سيناء، حيث تتمركز قوات التنظيم في شبكة متصلة من الكهوف والأنفاق داخل جبل الحلال بوسط سيناء، التي يطلق عليها " تورا بورا سيناء"؛ نظرا لوعورة المنطقة وصعوبة الوصول إليها، وهو ما يشبه شبكة الكهوف الأفغانية القريبة من الحدود الباكستانية، التي تم تدميرها يوم 13 أبريل الماضي بواسطة أكبر قنبلة غير نووية في الترسانة العسكرية الأمريكية، التي تعرف باسم " أم القنابل".
وأشار ديبكا إلى أن آخر هجوم مصري على داعش في سيناء كان في الثاني من أبريل الجاري، قبل ساعات من بدء زيارة السيسي لواشنطن، وقد أعلن الجيش المصري أنه قتل خلال هذا الهجوم 31 إرهابيا، ودمر العديد من الكهوف، وصادر الكثير من الأسلحة والذخيرة التي كانت بحوزة الإرهابيين في سيناء، غير أن الضرر الذي سببه الهجوم لم يكن مدمرا بالدرجة الكافية لوقف عمليات تنظيم داعش، حيث قام العديد من أعضاء التنظيم بالهرب بمساعدة حلفائهم من رجال القبائل من بدو سيناء، الذين يعرفون كل زاوية وشق من شقوق سيناء، حيث قادوهم إلى الأمان في كهوف جبل الحلال. إلى هنا انتهي الاقتباس من الخبر المنشور في الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي، غير أن الأسئلة التي يطرحها هذا التسريب لم تنته بعد.
من بين تلك الأسئلة: لماذا يقدم الكيان الصهيوني على مثل هذا التسريب الذي يحرج أصدقاءه في القاهرة وواشنطن؟
وما الهدف منه؟ وما أسباب عدم تنفيذ الضربة حتى الآن؟!
وهل يرتبط عدم التنفيذ بالتحركات التي تتم حاليا في الكونجرس وضغوط التهديد بتقليص المساعدات الأمركية لمصر بنسبة 50%؟
والأهم في حال تنفيذ الهجوم الصاروخي، هل يستطيع السيسي ونظامه أن يتحدث عن الأمن والأمان الذي يوفره للمصريين؟
وهل يمكن أن يتذرع بما يحدث في سوريا والعراق لاستمرار تخويف المصريين، إذ يستطيع أصغر طفل مصري أن يضعه في نفس إطار الصورة مع السفاح بشار الأسد. ضربة صاروخية أمريكية لقاعدة الشعيرات التابعة لجيش الأسد، وبعدها بأسابيع قليلة ضربة مماثلة لجبل الحلال في سيناء، لأن جيش السيسي فشل في التعامل مع المشكلة؟!
الأيام المقبلة ربما تحمل إجابة لتلك التساؤلات.
العرب القطرية