في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، طلب الرئيس الفرنسي الراحل (فرانسوا ميتران) من الحكومة المصرية استضافة مومياء الفرعون المصري الأشهر رمسيس الثاني لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية عليها.
تم اختيار البروفيسور موريس بوكاي أستاذ التشريح بالجامعات
الفرنسية لدراسة تلك المومياء، وكان بوكاي مهتما بمعرفة كيفية موت هذا الفرعون، لأن
جثة رمسيس الثاني لم تكن كباقي جثث الفراعين التي تم تحنيطها من قبل، فعندما قاموا
بفك أربطة التحنيط بيده اليسرى إذا بها تمتد للأمام! وهذا معناه أن من قاموا
بتحنيطه، أجبروا يديه على الانضمام لصدره كباقي الفراعين الذين ماتوا من قبل!!
كما تم اكتشاف بقايا للملح معلقة في جسد الفرعون، وتبين أيضا مع
صورة بأشعة إكس أن عظام الصدر مكسورة دون أن يتمزق الجلد المحيط بها، فاستنتج
بوكاي أن الفرعون مات غرقا، وأن سبب انكسار عظامه دون تمزق اللحم كان بسبب ضغط
المياه في أعماق البحر.
ولكن الغريب أن جثة الفرعون رمسيس الثاني رغم سقوطها في قاع البحر
العميق، يبدو عليها أنها طفت بشكل غريب على سطح البحر بسرعة ليتم تحنيطها فورا قبل
تحلل الجثة!
واستطاع بوكاي أيضا تفسير الوضعية الغريبة ليد رمسيس اليسرى، أن
فرعون كان يمسك لجام فرسه أو السيف بيده اليمنى، ودرعه باليد اليسرى، وأنه في وقت
الغرق رأى شيئا غريبا أدى لتشنج أعصابه بشكل فظيع ساعة الموت.
أعد بوكاي تقريرا نهائيا لكي يعلن للعالم عن اكتشافه الجديد، فقرر
أن يعقد مؤتمرا صحفيا لكي يعلن ذلك.
وهنا كانت مفاجاة صادمة للبروفيسور حيث قال له أحد مرافقيه : «لا
تتعجل يا مسيو بوكاي، فإن قرآن المسلمين ذكر هذا الشيء بالفعل!
فتعجب البروفيسور، حيث إن تلك الاكتشافات لا يمكن معرفتها إلا من
خلال أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، ثم إن مومياء رمسيس تم اكتشافها أصلا عام
898!
جلس موريس بوكاي ليلته بالمختبر محدقا بجثمان الفرعون، وهو يسترجع
في ذهنه ما قاله زميله من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق!
ورجع إلى الكتاب المقدس وقرأ: «فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون
الذي دخل وراءهم في البحر، ولم يَبقَ منهم أحد «ولا يوجد ذكر لنجاة جثة الفرعون !!
بقي موريس بوكاي حائرا، الكتاب المقدس الذي يزعم علماء النصارى أن
محمدا قد سرق منه قصص الأنبياء السابقين، لم يتحدث من قريب أو بعيد عن نجاة هذه
الجثة وبقائها سليمة! فمن أين أتى هذا البدوي ( محمد صلي الله عليه وسلم) بهذه
الحقيقة العلمية وهو في أعماق الصحراء قبل 1400 عام ؟!!!
اتجه بوكاي إلى بلاد المسلمين يريد مقابلة عدد من علماء التشريح
المسلمين ليعلم حقيقة الأمر .. فواجهته الآية الكريمة{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ
بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ
آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)} [يونس: 92]
قرأ بوكاي ترجمة هذه الآية وصرخ في الحاضرين: «لقد آمنت برب هذا
الكتاب، لقد آمنت بالرسول الذي جاء به! لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن».
رجع موريس بوكاي إلى فرنسا وهناك ظل عشر سنوات يدرس مدى تطابق
الحقائق العلمية المكتشفة حديثا مع القرآن الكريم، وخرج بعد ذلك بتأليف كتاب
(القرآن والكتاب المقدس والعلم) الذي يصنف من أعظم الكتب التي صدرت طوال القرن
العشرين.
وقع الكتاب كان بمنزلة الزلزال في أوساط الكنيسة في روما، ومن أول
طبعة نفد من جميع المكتبات في أوروبا كلها!
ثم أعيدت طباعته مئات الطبعات بعد أن ترجم من لغته الأصلية
(الفرنسية) إلى العربية والإنكليزية والإندونيسية والتركية والألمانية، لينتشر
بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب، وليدخل من خلاله آلاف الناس في الإسلام.
عن صحيفة العرب القطرية