سياسة عربية

هدنة بين "حفتر" وحكومة السراج.. هل ستوقف الحرب؟

تضاربت الآراء بخصوص نجاح الهدنة في ليبيا - أرشيفية
تضاربت الآراء بخصوص نجاح الهدنة في ليبيا - أرشيفية
توصل مجموعة من حكماء الجنوب وبعض دعاة المصالحة الوطنية في ليبيا إلى اتفاق يقضي بهدنة عاجلة لوقف فوري لإطلاق النار أو القصف بين قوات حكومة الوفاق الوطني وبين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، في منطقة الجنوب الليبي.

وتم التوصل للاتفاق وسط توقعات بعدم جدوى أو نجاح هذه الهدنة في ظل حالة الاحتقان والاتهامات المتبادلة.

وأكد عضو الوفد الذي توجه إلى الجنوب وتوصل للهدنة، هشام شكيوات أن "اللقاءات بين أطراف النزاع في الجنوب (حفتر والحكومة) كانت إيجابية، وأسفرت عن مجموعة من النتائج، من ضمنها اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بشكل فوري لمدة ثلاثة أيام"، بحسب تصريحات تلفزيونية الأحد. 

اختراق

من جهته، أكد القيادي في عملية "غضب الصحراء"، التابعة لحكومة الوفاق الليبية، صفوان القنيدي أن "القوات التابعة لـ"عملية الكرامة" ولحفتر اخترقت مساء الأحد الهدنة التي تمت برعاية وفد للمصالحة من الجبل الأخضر، من خلال إطلاق أكثر من 20 قذيفة على قاعدة تمنهنت الجوية والمطار المدني، ما أدى إلى إصابة خمسة من قواتهم بجراح وصفها بالطفيفة"، مؤكدا أن "قواتهم ملتزمة بالهدنة حتى الآن"، حسب تصريحات لقناة "الرائد" المحلية.

وقال المتحدث باسم القوات التابعة لـ"حفتر"، العقيد أحمد المسماري، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إنه "لا توجد هدنة أصلا حتى يتم اختراقها، وأن المعارك في الجنوب مستمرة، من أجل تطهير ليبيا من "المليشيات" المسلحة والإرهابية"، حسب قوله.
 
سذاجة.. الصراع ليس ليبيا

وشدد الكاتب الصحفي الليبي عز الدين عقيل، على أنه "من شبه المستحيل أن تنجح هذه التحركات من قبل شيوخ القبائل والحكماء للإصلاح بين المتنازعين العسكريين لوجود مصالح معقدة لكل طرف، وكلهم يؤكدون لهؤلاء المصلحين أنهم وطنيون ويريدون مصلحة البلاد، ثم يمارسون عكس ذلك". 

وأشار إلى أن "الصراع الآن ليس ليبيا، لكنه صراع دولي على أرض ليبيا، والمتصارعون ما هم إلا بيادق لهذه القوى الدولية"، مضيفا: "وبخصوص طلب حكومة السراج التدخل الدولي في الجنوب، فهو طلب ساذج، ولن يستجيب له المجتمع الدولي لأن الأخير نفسه في حالة تصارع بخصوص ليبيا".

لكن الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، استبعد "حدوث تدخل دولي في الجنوب"، قائلا لـ"عربي21"، إن "الدول التي تدعم تلك الأطراف المتقاتلة قد ترفع يدها هذه المرة عنها، نتيجة للتغيرات السياسية التي شهدتها أروقة مؤتمر القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الأردن"، وفق تقديره.

أين مصر؟

وفي رده على سر الصمت فيما يحدث في الجنوب الليبي، من قبل مصر الداعمة لحفتر، أكد الباحث السياسي الليبي علي أبو زيد، أن "الجنوب الليبي صعب السيطرة عليه لاتساعه وصعوبة تضاريسه الصحراوية، لذلك فمن الطبيعي أن تصمت مصر بل وتتراجع عن دعم "حفتر"، لأنه لم يحقق نتائج ملموسة حتى الآن"، حسب تعبيره.

وأبدى تخوفه من "استغلال حفتر لما تقوم به قوات حكومة الوفاق من عملية عسكرية لمكافحة التهريب والهجرة، فهي ستهيج هذه العصابات وستتحالف معها ضد الحكومة ومن ثم ستستغلها في حرب الجنوب".

وأكد العضو السابق في القوة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق محمد الطويل، لـ"عربي21" أن "مصر اتخذت طريقا منحازا منذ البداية ودعمت قوات حفتر بكافة الأشكال العسكرية والإعلامية والمعنوية، ولازالت القنوات المصرية تستضيف المتحدث باسم قوات "الكرامة" والتي تسمي نفسها بالجيش الليبي وتنقل تحركاته وانتصاراته كما تصفها، وهذا فيه انحياز واضح يؤكد أن مصر لا يمكن أن تكون طرفا محايدا".

التعليقات (0)