سياسة عربية

مقتل قيادي من "الدولة" بالموصل.. ومحاولات لاستعادة جسر

القوات الحكومية توغلت في مناطق بغرب الموصل آخر معاقل تنظيم الدولة - أرشيفية
القوات الحكومية توغلت في مناطق بغرب الموصل آخر معاقل تنظيم الدولة - أرشيفية
قتل قيادي بتنظيم الدولة "داعش" في الحي القديم بالموصل، الثلاثاء، فيما تواصل القوات العراقية تركيز المعركة التي ترمي إلى استعادة آخر معاقل التنظيم المسلح في العراق على جسر فوق نهر دجلة.
 
وقال ضابط بالشرطة الاتحادية إن "الشرطة قتلت عبد الرحمن الأنصاري القائد العسكري لتنظيم الدولة في الحي القديم أثناء عمليات لتطهير حي باب الطوب".

وتدفق مدنيون للخروج من الأحياء الغربية التي استعادتها القوات الحكومية وهم يعانون من البرد والجوع لكنهم يشعرون بالراحة لتخلصهم من قبضة تنظيم الدولة. 

اقرأ أيضا: "التايمز" تكشف إرسال إيران لعناصر من "الحرس" للموصل

وقال ضباط إن "قناصة الدولة أبطؤوا تقدم وحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية على الجسر الحديدي الذي يربط بين غرب الموصل وشرقها ولكن القوات ما زالت تتقدم ببطء".

كما توغلت القوات الحكومية في مناطق بغرب الموصل آخر معاقل تنظيم الدولة في المدينة التي كانت معقلا لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في مناطق بالعراق وسوريا.

ومع انسحاب كثير من قادة التنظيم بالفعل من الموصل يعد مقتل الأنصاري ضربة للمتشددين الذين يدافعون عن منطقتهم المنطقة الخاضعة لسيطرتهم الآخذة في الانكماش. 

أهمية الجسر الحديدي

والسيطرة على الجسر الحديدي يعني أن القوات العراقية تسيطر على ثلاثة من خمسة جسور في الموصل فوق نهر دجلة التي دمرت جميعها على أيدي المتشددين أو بسبب الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة. واستعادت القوات بالفعل السيطرة على الجسرين الواقعين في أقصى الجنوب.

وقال العميد مهدي عباس عبد الله من وحدات الرد السريع، إن "القوات ما زالت تتقدم باتجاه الجسر الحديدي وتتخلص من القناصة المختبئين في المباني المحيطة، وبالقرب من متحف الموصل استخدمت القوات العراقية مركبات مدرعة ودبابات لمهاجمة القناصة الذين يعرقلون تقدم القوات وتطهير المناطق المحيطة بالجسر".

ومنذ بدء الهجوم في تشرين الأول/ أكتوبر تمكنت القوات العراقية بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة من استعادة شرق الموصل ونحو 30 بالمئة من غرب المدينة من قبضة المسلحين الذين هم أقل عددا، لكنهم يقاومون بشراسة دفاعا عن آخر معقل رئيسي لهم في العراق. وعلى مدار اليوم ظلت القوات على بعد 100 متر من الجسر. 

اقرأ أيضا: المنسق الأمريكي لهجوم الموصل: هذا ما سيحدث لمقاتلي داعش

وقال متحدث باسم وحدات الرد السريع صباح الثلاثاء، إنه "مهم جدا لقواتنا تأمين ضفة النهر ومنع مقاتلي داعش من الالتفاف حول القوات المتقدمة"، مضفيا أنه "من المتوقع أن تستعيد القوات السيطرة على الجسر الحديدي والمنطقة المجاورة له بنهاية اليوم". 

وشدد على أن "السيطرة على الجسر سوف تضيق الخناق بشكل أكبر على مقاتلي "داعش" المتحصنين داخل المدينة القديمة".

قصف عنيف

وسمعت أصوات القصف وزخات الأسلحة الآلية الثقيلة من وسط الموصل، صباح الثلاثاء، بينما أطلقت طائرات الهليكوبتر نيران مدافعها الرشاشة على الأرض.

وفي غمرة القتال تدفق النازحون من الأحياء الغربية وهم يحملون أمتعتهم وزجاجات مياه ومتعلقات أخرى، فيما كان بعضهم يدفع أطفالا أو عجائز مرضى في عربات يد.

ونقل الجنود النازحين إلى شاحنات على طريق الموصل بغداد بهدف نقلهم إلى مناطق لفحصهم، وغادر معظم النازحين قبل طلوع الشمس أو بعد أن سيطر الجيش على أحيائهم.

وقال حامد هادي وهو معلم: "هربنا الساعة الخامسة صباحا بعد أن وصل الجيش، كان هناك الكثير من القصف من تنظيم الدولة".

وأضاف: "في الغالب كنا نأكل المياه الممزوجة بالبندورة (الطماطم)".

وقال "أشرف علي" وهو ممرض فر مع زوجته وطفليه إن "قذائف المورتر كانت تسقط وهم يلوذون بالهرب، وانتهزت الأسرة فرصة سيطرة الجيش على حيها لتتمكن من الفرار".

وتابع علي: "أراد تنظيم الدولة أن ننتقل إلى مناطقه لكننا هربنا عندما وصل الجيش".

ونحو 600 ألف مدني محاصرون مع مسلحي "داعش" داخل الموصل التي عزلتها القوات العراقية تماما عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، فيما تشمل القوات العراقية قوات من الجيش وقوات خاصة وعناصر البشمركة الكردية ومقاتلين شيعة.

وتسببت العملية التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر في نزوح ما يربو على 200 ألف من سكان الموصل، فيما أكدت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن نحو 13 ألف شخص من النازحين من غرب الموصل يحصلون على مساعدة ومأوى مؤقت يوميا.
التعليقات (0)