سياسة عربية

العاهل الأردني يؤكد على حل الدولتين عشية لقائه مع السيسي

جيتي- ارشيفية
جيتي- ارشيفية
يلتقى رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته لمصر، الثلاثاء.

ويأتي اللقاء بعد أيام من الكشف عن لقاء سري جمع السيسي وعبد الله الثاني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل حوالي عام في مدينة العقبة الأردنية، بحسب صحيفة هاآرتس. 

واستبق العاهل الأردني اللقاء، الأحد، بتصريحات أكد فيها أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومن المقرر أن يستضيف الأردن القمة العربية في شهر آذار/ مارس المقبل.

وفي لقائه رؤساء الكتل النيابية في قصر الحسينية، بحضور رئيس الوزراء هاني الملقي، ورئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، الأحد، قال العاهل الأردني إن أي تحركات لإنهاء الجمود في العملية السلمية، وإعادة إطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يجب أن تكون على أساس حل الدولتين؛ كونه الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

وفي السياق نفسه، قال مصدر أردني رفيع، الاثنين، إن العاهل الأردني تمكن من تغيير توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وأوضح المصدر أن فتور ترامب في الفترة الأخيرة تجاه هذه القضية المهمة بالنسبة لإسرائيل، رغم إعلانه سابقا أنه مصمم على نقل السفارة إلى القدس، جاء بعد لقاء الملك به قبل شهر مباشرة، ما يدلل على تأثير العاهل الأردني في هذه القضية الحساسة بالنسبة للأردن والمسلمين، حسب ما نشره موقع "24" الإماراتي.

وكان العاهل الأردني أول زعيم عربي يلتقي ترامب، وكان ذلك قبل شهر تقريبا، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وبحسب وكالة "بترا"، أكد الملك عبدالله لترامب، خلال اللقاء، على ضرورة تقييم عواقب هذه الخطورة، وما قد تسببه من غضب فلسطيني وعربي وإسلامي، ومخاطر على حل الدولتين، وذريعة يستخدمها الإرهابيون لتعزيز مواقفهم، بحسب تعبيره.

ومن المقرر أن يلتقي الملك عبدالله، للمرة الثانية، مع الرئيس الأمريكي في واشنطن، نهاية الشهر الحالي، قبل انعقاد القمة العربية في عمان الشهر المقبل، بحسب ترجيحات مصادر أردنية.

 وأشارت هذه المصادر إلى أن اللقاء سيركز على استئناف عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يضمن حلا عادلا للشعب الفلسطيني، وفق حل الدولتين.

ومن جهتها، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن السيسي سوف يلتقي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة في القاهرة، الثلاثاء، مع ملك الأردن، في زيارة قصيرة له إلى القاهرة.

ويبحث اللقاء، بحسبها، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والأردن، وآخر الاستعدادات الأردنية لاستضافة القمة العربية، ولَم الشمل العربي، وإيجاد حلول للازمات والقضايا التي تواجه دول المنطقة، وعلي رأسها الأزمات السورية والليبية واليمنية.

كما يبحث اللقاء آخر تطورات الملف الفلسطيني، والجهود المصرية والأردنية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، علاوة على ملف الإرهاب، ومكافحة التنظيمات الإرهابية، والجهود المصرية في هذا الشأن.

وكان الملك عبدالله الثاني تسلم دعوة رسمية من السيسي، عن طريق وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال زيارة الأخير إلى عمان، الأسبوع الماضي.

وكانت الرئاسة المصرية أصدرت بيانا للرد على ما تم تداوله بشأن اللقاء الرباعي السري بمدينة العقبة الأردنية قبل عام، لكن البيان لم ينف عقد اللقاء، وإن كان قد انتقد تقرير صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عنه.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، علاء يوسف، إن مصر لا تدخر وسعا في سبيل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، استنادا إلى حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أساس حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، دون أي مواءمات أو مزايدات، وهو "الموقف الذي يتنافى مع ما تضمنه التقرير من معلومات مغلوطة"، وفق وصفه.

وكان الباحث الفلسطيني المتخصص في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، اعتبر، في سلسلة تغريدات بموقع "تويتر"، أن موافقة السيسي وملك الأردن، في لقاء العقبة، على يهودية إسرائيل يعني التخلي عن حق اللاجئين في العودة، وتشريع طرد فلسطينيي الداخل، معتبرا تكتمهم على رفض "نتنياهو" لـ"التسوية الإقليمية" -التي يطبل لها حاليا- تمثل شراكة في التضليل الصهيوني"، على حد قوله.

وأشار في تغريداته إلى أن الإعلام الصهيوني وبّخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقسوة؛ لرفضه تنازلات السيسي وملك الأردن في لقاء العقبة السري، مشيرا إلى أن الصمت سيد الموقف في عمان والقاهرة.
التعليقات (0)