يثير القيادي المفصول من حركة فتح، محمد
دحلان، تساؤلات لاتجاهه نحو استقطاب جيل واسع من حركة فتح، لا سيما عقب
مؤتمر "الشباب الفلسطيني الأول" الذي عقده في
القاهرة الأربعاء الماضي، ووسط التركيز الملحوظ على فئة الشباب، الذي عانى لسنوات من التهميش والإقصاء، ولم يعط فرصة لاختراق المواقع القيادية، التي تسند دائما للجيل القديم.
وعلق المحلل السياسي، الدكتور فايز أبو شمالة، على ذلك بالقول إن دحلان يتمتع بتأييد "جارف" لدى الشباب في حركة فتح، خاصة في قطاع غزة، وفق قوله.
وقال لـ"
عربي21" إن "الشباب في غزة يحلمون بالوظيفة والسفر، وانفتاح أفق جديد، ويعولون على الاستفادة من تأييدهم لدحلان، لا سيما أن الحصار المفروض على قطاع غزة قيد الشباب، وحولهم إلى عاطلين عن العمل، في ظل انعدام الوظائف والفرص".
الشباب مغيبون
ولفت أبو شمالة إلى أن الحضور في مؤتمر الشباب الذي انعقد في القاهرة؛ ركز على شباب من قطاع غزة والشتات، في ظل حضور لا يذكر لشباب الضفة الغربية، الذين امتنعوا عن الحضور "خشية الملاحقة والمساءلة، من أجهزة أمن السلطة التابعة للرئيس محمود
عباس".
اقرأ أيضا: اللجنة التحضيرية لمؤتمر دحلان بمصر تغادر قطاع غزة
وعلق على "تغييب عباس لدور الشباب الفتحاوي"، بالقول: "عباس يمتلك مفاصل السلطة من مال ونفوذ، لذلك، فإن مستقبل انفراج الوضع خاصة فيما يتعلق بفئة الشباب في يده، فهو الذي يتحكم في مصيرهم ومستقبلهم، ويعاني من عقلية غير منفتحة على الأجيال الجديدة داخل الحركة".
وأضاف أن "صراع المصالح داخل حركة فتح أدى إلى سيطرة النمط القيادي القديم على الواجهة، ويلاحظ أن الشباب مغيبون عن المشهد، والدليل على ذلك، استثناء الأسير مروان البرغوثي من أي منصب في اللجنة المركزية لحركة فتح، رغم أنه يمثل حضورا وجدانيا لدى
شباب فتح، وغيرهم".
تعميق الانقسام
وفي قراءته للمشهد مستقبلا، قال المحلل السياسي: "سياسة عباس تعمل على تعميق الانقسام داخل حركة فتح، وأتوقع مزيدا من التفرقة الجغرافية بين غزة والضفة، ومزيدا من التفرقة الزمنية أيضا بين الشباب والعجائز التي تتولى قيادة الحركة".
اقرأ أيضا: مصادر إسرائيلية: هكذا يُعدّ السيسي دحلان لخلافة عباس
وفي رده على سؤال حول مدى نجاح دحلان في استقطاب "شباب فتح"، قال أبو شمالة: "دحلان يستغل إخفاق عباس، ويحشد الشباب المهمشين حوله، وقد نجح في ذلك، خاصة في قطاع غزة، الذي يتمتع فيه شباب فتح بحرية أكثر من شباب الضفة، في التعبير عن رأيهم، وإظهار تعاطفهم مع دحلان".
وأوضح: "في الضفة، يعاقب المتعاطفون أو المؤيدون لدحلان بالملاحقة والاعتقال، من الأجهزة الأمنية التابعة لعباس".
وكان دحلان عقد مؤتمر "شباب فلسطين الأول" الأربعاء، في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور أكثر من 500 شاب فلسطيني، معظمهم ينتمي لحركة فتح، حضروا من قطاع غزة ودول الشتات، في خطوة رأى فيها محللون "سعيا من دحلان لكسب تأييد الشباب والتفافهم حوله"، في ظل تهميشهم واستبعادهم من قبل رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة فتح محمود عباس.