سياسة عربية

الوحدات الكردية بسوريا تفرض يوم عطلة بذكرى اعتقال أوجلان

دخلت الوحدات الكردية منبج بغطاء جوي أمريكي - أرشيفية
دخلت الوحدات الكردية منبج بغطاء جوي أمريكي - أرشيفية
لم يقتصر قرار الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، بفرض عطلة رسمية في ذكرى اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني التركي، عبد الله أوجلان، على المناطق ذات الأغلبية الكردية، بل شملت مناطق ذات طابع عربي، مثل مدينة منبج في ريف حلب الشرقي.

وتخضع مدينة منبج لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري. وكانت قد طردت تنظيم الدولة من المدينة، بدعم أمريكي مباشر، في تموز/ يوليو الماضي.

وطلبت "قسد"، ومجلس المدينة المسيطر عليه من الوحدات الكردية، من الأهالي إغلاق المحال التجارية، كما تم إغلاق الدوائر الرسمية والمدارس، بذكرى اعتقال أوجلان.

وبدا لافتا أنه تم تبليغ القرار للسكان في منبج شفهيا. ويقول أبو أحمد، وهو صاحب محل تجاري في منبج: "كان القرار شفهيا، وتوعدونا بعقوبات صارمة في حال رفض الإضراب"، وفق قوله لـ"عربي21".

ويقول الناشط الإعلامي يوسف الأحمد، لـ"عربي21"، شارحا السبب بجعل القرار شفهيا: "تريد قسد أن تظهر للعالم أن التعاطف كان عفويا، كما تريد أن تقول إن لها شعبية".

وترافق توقف العمل في المدينة مع مسيرة أعدت لها قوات سوريا الديمقراطية مسبقا، حيث يقول الأحمد: "أبلغت قسد الجميع، بما في ذلك المدارس، بالمسيرة قبل يومين، وبدا لافتا استخدامها أسلوب داعش، حيث جابت السيارة الشوارع تدعو الناس للمشاركة عبر مكبرات الصوت". لكن، ووفق الأحمد، "لم تنجح كل محاولات قسد في حشد الشارع رغم إشاعات توزيع الهدايا"، مضيفا: "لم يتجاوز عدد المشاركين 500 غالبيتهم الساحقة من الكرد".

ولاقت تصرفات قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية؛ رفضا من المكونين العربي والتركماني اللذين يشكلان أكثر من 93 في المئة من سكان مدينة منبج، بحسب مصطفى حاج عبد الله، رئيس المجلس المحلي السابق في مدينة منبج.

ويضيف حاج عبد الله لـ"عربي21": "ندين ونرفض ما تقوم به قوات الاحتلال من إجبار للأهالي إغلاق محلاتهم، والخروج بمسيرات"، على حد قوله.

وقد ساعدت الظروف الجوية على توقف العمل في المدينة بشكل تلقائي، ولكن دون المسيرات، حيث وجد الأهالي في تساقط الثلوج والبرد الشديد فرصة لأخذ إجازة. وقد انتشرت بين الأهالي مقولة "منبج تكتسي باللون الأبيض في اليوم الأسود"، للتعبير عن السخرية من قرار فرض يوم عطلة.

ويؤكد أهالي منبج أن قضية أوجلان لا تخصهم من قريب أو بعيد، حيث يؤكد حاج عبد الله أن "قضية أوجلان لا تعني أبناء وأهالي منبج، فهي شأن داخلي لدولة مجاورة (تركيا)، كما أن مدينة منبج عربية، وذات طابع عشائري"، كما قال.

ويرى مراقبون أن أهداف "قسد" تتجاوز التضامن مع أوجلان، ومحاولة إظهار وجود شعبية لها، فالأمر أبعد من ذلك، كما يرى حاج عبد الله، قائلا: "الأحزاب الكردية الانفصالية تسعى لفصل منبج عن سوريا ضمن كيان كردي، ولن ينجح مسعاهم مادام فينا عرق ينبض"، بحسب تعبيره.

ويتهم سكان في منبج؛ الوحدات الكردية بارتكاب انتهاكات بحقهم، ويقول حاج عبد الله: "ينبغي وضع حد لجرائمهم بالمدينة، بدءا من تجنيد الأطفال مرورا بعمليات التهجير، وليس انتهاء بالمحاكمات الظالمة، ونشر أفكار متطرفة".

ويشار إلى أن قرار العطلة في هذا اليوم يشمل كافة المناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، حيث قرر ما يطلق عليه "المجلس التشريعي" في الإدارة الذاتية الكردية؛ يوم 15 من شباط/ فبراير يوم عطلة رسمي تعطل فيه المؤسسات في هذه المناطق.

يذكر أن السلطات التركية اعتقلت أوجلان في 15 شباط/ فبراير عام 1999 في كينيا، في عملية استخباراتية شاركت فيها المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، ثم حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة القيام بأعمال تخريبية، ومحاولة إقامة دولة كردية جنوب شرق تركيا.

وتمت العملية الاستخباراتية بعد طرد عبد الله أوجلان من سوريا في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، بعدما هدد الأتراك حينها باجتياح الأراضي السورية، ليتدخل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بوساطة؛ أسفرت عن ترحيل أوجلان إلى خارج الأراضي السورية.

ودخل أوجلان عام 2012 بمفاوضات مع الحكومة التركية لإنهاء التمرد المسلح الذي بدأ في ثمانينيات القرن الماضي، وأدى لسقوط قرابة 50 ألف قتيل، لكن سرعان ما انهارت المفاوضات، وعاد القتال بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني المُصنف كحزب إرهابي. ويعد حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، الذي تتبع له الوحدات الكردية العسكرية، بمثابة الفرع  السوري للحزب التركي.
التعليقات (1)
Rafat
الخميس، 16-02-2017 03:03 م
هؤلاء إرهابيين إنفاصليين يجب القضاء عليهم مثل جاحش

خبر عاجل