ذكرت صحيفة "الغارديان" أن وزير الخارجية الإيطالي تعرض العام الماضي لهجوم إلكتروني، تم من خلاله الحصول على معلومات، مشيرة إلى أن هذا الهجوم استمر لأشهر قبل أن يتم كشفه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه يشتبه بأن الروس ربما كانوا وراء هذا الهجوم، حيث أكد مسؤولون في الحكومة الإيطالية الهجوم، الذي حدث في الربيع الماضي، واستمر لمدة 4 أشهر، مستدركا بأن المهاجمين لم يستطيعوا اختراق النظام المشفر للاتصالات السرية.
وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤولين، قولهم إن رئيس الوزراء الحالي باولو جينتلينو، الذي كان يعمل وزيرا للخارجية في حينه، لم يتأثر بعملية
القرصنة، لأنه تجنب استخدام البريد الإلكتروني عندما كان وزيرا للخارجية.
ويلفت التقرير إلى أنه تندرج ضمن صلاحيات وزير الخارجية متابعة السفارات والطاقم العامل معه، الذين يرسلون تقارير إلى روما حول لقاءات مع مسؤولين أجانب، التي تأثرت بالهجوم الإلكتروني، مستدركا بأن الحكومة الإيطالية تقول إنه لم يتم الكشف عن معلومات حساسة؛ لأن أي معلومات حصل عليها الروس كانت مشفرة.
وتذكر الصحيفة أن المسؤول الإيطالي لم يؤكد فيما إن كان الروس هم من وراء الهجوم، إلا أن شخصين علما بالهجوم لا يستبعدان وقوف الدولة الروسية وراء الهجوم، مشيرة إلى أن المدعي العام في روما يقوم بالتحقيق في الهجوم.
وينقل التقرير عن مسؤول حكومي، قوله: "لم يتم الهجوم على المستوى المشفر، ولهذا فإن المعلومات الحساسة التي يتم التبادل بها على قناة الاتصال المنحصرة فيها لم تتعرض أبدا للهجوم"، وأضاف المسؤول أن الخارجية بعد الهجوم قامت بتعديل شكل اتصالاتها على الإنترنت، وأدخلت أداة جديدة لتعزيز الأمن الداخلي في النظام، لافتا إلى أن المسؤول لم يقدم معلومات حول كيفية اكتشاف الهجوم.
وتفيد الصحيفة بأن الحديث عن الهجوم يأتي وسط قلق من استهداف
روسيا لأعضاء الناتو، بمن فيها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا وبلغاريا، كجزء من حملة إلكترونية تعمل على إضعاف الحكومات هناك، وتخريب البنى الحيوية فيها.
وبحسب التقرير، فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية أشارت إلى روسيا بإصبع الاتهام، وحملتها مسؤولية الهجوم على اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، وعلى مسؤولين في حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016.
وقالت المصادر التي تحدثت لـ"الغارديان" إن الهدف وراء الهجوم هو الحصول على معلومات، عن طريقة اتخاذ القرار داخل الحكومة الإيطالية.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "استهداف
إيطاليا مثير للغرابة؛ لأنها تظل أقل عدوانية لروسيا من دول أخرى، مثل ألمانيا وبريطانيا، وفي الوقت الذي فرضت فيه روما عقوبات على روسيا، إلا أنها فعلت ذلك بعد ضم موسكو لجزيرة القرم، فيما رفض رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، فرض عقوبات على موسكو بسبب دورها في سوريا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن عملية القرصنة تثير مخاوف من محاولة روسيا التأثير في الانتخابات الإيطالية، التي ستعقد في حزيران/ يونيو المقبل، خاصة ان الموجة الشعبوية التي تجتاح أوروبا بسبب أزمة المهاجرين داعمة لروسيا.