اقتصاد دولي

هل تنجح تهديدات شركات التكنولوجيا في تغيير قرارات "ترامب"؟

مؤسس "فيسبوك" طالب دونالد ترامب بضرورة حماية الإدارة الأمريكية للمهاجرين - أرشيفية
مؤسس "فيسبوك" طالب دونالد ترامب بضرورة حماية الإدارة الأمريكية للمهاجرين - أرشيفية
تستعد شركات تكنولوجية كبرى في الولايات المتحدة للانضمام إلى الحملة القانونية ضد قرار الرئيس "دونالد ترامب" بحظر سفر مواطني 7 دول إلى أمريكا.

وتعتزم شركات من بينها "تويتر" و"نتفليكس" تقديم مذكرة معارضة ضد الأمر التنفيذي لـ"ترامب" بشأن السفر للمحكمة، بحسب ما أوردته "سي إن إن موني" عن مصادر مطلعة على المسألة.

وقالت المصادر إن شركات "سيلز فورس" و"أوبر" و"AppNexus" انضمت إلى الحراك القانوني ضد الحظر، فيما قالت شركتا "ليفت" لخدمات تشارك الركوب و"بينتريست" لتشارك الصور إنهما ستنضمان أيضا.

وجاء في مسودة المذكرة المقرر تقديمها للمحكمة: "يمثل قرار "ترامب" تحولا قويا ومفاجئا في القواعد التي تحكم الدخول إلى الولايات المتتحدة، كما أنه يبتعد بشكل كبير عن المبادئ التي حكمت قانون الهجرة لدينا منذ عقود".

تباين الآراء

فيما انقسم المسؤولون والمديرون التنفيذيون لكبرى الشركات الأمريكية حول قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بحظر مواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.

وأثار هذا القرار الذي علقه قاض في سياتل بولاية واشنطن يوم الجمعة، سخط الكثيرين فيما أعرب البعض عن تفهمهم له، ونشرت "فاينانشيال تايمز" تقريرا عن آراء أبرز مسؤولي كبرى الشركات الأمريكية وقادة الأعمال في البلاد إزاء سياسة "ترامب" بخصوص المهاجرين.

قال جيف بيزوس، رئيس شركة "أمازون"، إنه لا توجد دولة لا تستفيد من طاقات ومواهب المهاجرين مشيرا إلى أن لديهم مميزات تنافسية فريدة يجب الاستفادة منها.

وتابع: "لطالما استهدف "ترامب" شركة "أمازون" أثناء حملته الانتخابية متهما إياها بعدم دفع ما يكفي من الضرائب وزعم أن "بيزوس" يستغل صحيفة "واشنطن بوست" التي يمتلكها لأغراض سياسية".

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت "أمازون" توفير 100 ألف وظيفة في أمريكا بدوام كامل على مدار الثمانية عشر شهرا القادمة فيما اعتبر ردة فعل مباشرة على دعوات "ترامب" بتوفير المزيد من الوظائف.

"آبل" تنتقد

وانتقد تيم كوك، رئيس شركة آبل، إدارة "ترامب" بسبب قرارها حول الهجرة مشيرا إلى أن هذه ليست السياسة التي يدعمها وأفاد بأن المؤسس الشريك لـ"آبل" "ستيف جوبز" كان نجل أحد اللاجئين السوريين.

واعتبر "كوك" من أبرز المدافعين عن الحقوق المدنية في وادي السيليكون وكان قد التقى "ترامب" العام الماضي ومستشاريه، وتعرضت الشركة المصنعة لـ"آيفون" لانتقادات من جانب الرئيس الأمريكي بسبب تصنيع منتجاتها في الصين.

"فيسبوك" تتخوف

وأعرب رئيس شركة "فيسبوك" مارك زوكربيرج، عن مخاوفه حيال تداعيات قرار "ترامب" بخصوص الهجرة وكتب على صفحته الرسمية على "فيسبوك" أن آباء زوجته "تشان" كانوا لاجئين قادمين من الصين وفيتنام.

وطالب مؤسس "فيسبوك" بضرورة حماية الإدارة الأمريكية للمهاجرين معتبرا إياهم بمثابة مستقبل للولايات المتحدة وصرح قائلا: "نحن أمة مهاجرين وسوف نحقق أكبر استفادة من وجودهم".

وركز "زوكربيرج" على حث "ترامب" على ترك الباب مفتوحا أمام اللاجئين وأخذ أسرته الشخصية كمثال بدلا من الجدل حول المهاجرين ذوي الكفاءة والمهارة.

كانت "فيسبوك" قد تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب مزاعم بنشر أخبار كاذبة تسببت في تحولات سياسية خلال الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية.

"غوغل" تعترض

وقال سوندار بتشاي، رئيس شركة "غوغل"، إنه يشعر بالغضب الشديد جراء قرار "ترامب" وتجاه أي إجراءات أو مقترحات تفرض قيودا على موظفي "غوغل" وذويهم أو وضع حواجز أمام جلب المواهب المميزة للولايات المتحدة.

وأوضح أن "غوغل" كانت تضع رؤيتها على سياسة الأبواب المفتوحة أمام الجميع وسوف تواصل تبني هذه الرؤية.

يعد "بتشاي" نفسه مهاجرا من الهند وكان دوما يتجنب أي صدامات عامة، ولكن على غرار قادة القطاع التكنولوجي الآخرين، قرر التحدث بلهجة قوية ضد قرار "ترامب".

وفي ردة فعل على قرار "ترامب"، نظم موظفو "غوغل" مسيرة مناهضة لسياسة غلق الباب أمام المهاجرين، وانضم إليها المؤسس الشريك لمحرك البحث الإلكتروني "سيرجي برين" الذي تنحدر أصوله من روسيا.

أعباء صعبة

وتسبب القرار في أعباء صعبة على كاهل الشركات الأمريكية، بحسب ما أفاد رئيس شركة "مايكروسوفت"، براد سميث، وحث في خطاب على إعفاء المهاجرين من التأشيرات لاسيما المتضررين من قرار "ترامب" مؤكدا على وجود تداعيات خطيرة بسبب هذه السياسة.

وقال "سميث" إن 76 موظفا لدى "مايكروسوفت" قد تأثروا مباشرة بقرار "ترامب" بالإضافة إلى أسرهم، واقترح السماح بدخول حاملي التأشيرات الخاصة بالطلبة أو العمالة.

تسلا موتورز: شخص غير مناسب

وقال الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك، رئيس شركة "تسلا موتورز"، قبل الانتخابات، إن "ترامب" ربما لا يكون الشخص المناسب لمنصب الرئاسة، ولكنه بعد ذلك انضم إلى الفريق الاستشاري لـ"ترامب" في البيت الأبيض.

ولم يفضل "ماسك" الهجوم على "ترامب" ولكنه شدد على ضرورة وجود قنوات مفتوحة للتواصل معه وأوضح أن قرار "الهجرة" ليس الحل لمواجهة تحديات البلاد، وطلب من متابعيه على "تويتر" اقتراح إصلاحات على القرار.

وطالب بفرض ضرائب على انبعاثات الكربون لمكافحة التغيرات المناخية، وهو الأمر الذي تعارضه إدارة "ترامب" ولا تريد الاعتراف به كما تود الانسحاب من اتفاقية "باريس" التي أبرمها "أوباما".

"أوبر": قرار خاطئ

فيما استقال ترافيز كالانيك، رئيس شركة "أوبر" من المجلس الاستشاري لـ"ترامب" في الثاني من شباط/ فبراير واصفا قرار الرئيس الأمريكي بـ"الخاطئ وغير العادي".

وتعهد "كالانيك" بتعويض قائدي مركبات "أوبر" الذين لا يقدرون على العمل في أمريكا نتيجة للقرار كما تعهد باستخدام عضويته في المجلس الاستشاري لإلغاء القرار.

وجاء اثنان من كبار مساعدي "كالانيك" كلاجئين إلى الولايات المتحدة ووقعت الشركة تحت ضغوط شديدة بسبب دور المدير التنفيذي في المجلس الاستشاري، كما أغلق محتجون أبواب المبنى الرئيسي لـ"أوبر" يوم تنصيب "ترامب".
التعليقات (0)