سياسة عربية

ما تداعيات منح إدارة ترامب مدرعات لـ"سوريا الديمقراطية"؟

مسؤول عسكري أمريكي أكد إرسال بلاده مدرعات للقوات سوريا الديمقراطية- أرشيفية
مسؤول عسكري أمريكي أكد إرسال بلاده مدرعات للقوات سوريا الديمقراطية- أرشيفية
قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها حصلت للمرة الأولى على مدرعات أمريكية إلى جانب تلقيها وعدا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمزيد.

وقال المتحدث باسم "سوريا الديمقراطية" طلال سلو إن الدفعة الأولى من المدرعات الأمريكية وصلت إلى "قواتنا خلال الأسبوع الأول من استلام الإدارة الأمريكية الجديدة الحكم" مضيفا أن إدارة ترامب "وعدتنا بدعم إضافي في إطار القتال ضد تنظيم الدولة".

ولفت سلو إلى أن "هناك تحضيرات لعمل جديد ستقوم به قوات سوريا الديمقراطية باتجاه تنظيم داعش الإرهابي خلال أيام معدودة." دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

اقرأ أيضا: هل يدعم أوباما الأكراد عسكريا أم يترك الأمر لترامب؟

وأضاف "هذا دليل أن هناك بوادر دعم.. سابقا لم يكن يأتينا بهذا الشكل وكل ما كان يصل عبارة عن أسلحة خفيفة وذخائر وهذه هي المرة الأولى التي يأتينا فيها هذا الدعم العسكري بهذا الشكل".

وأكد مسؤول عسكري أمريكي أن بلاده سلمت للمرة الأولى مدرعات من نوع "اس يو في" إلى التشكيلات العربية في قوات سوريا الديموقراطية تنفيذا لقرار اتخذته إدارة الرئيس السابق باراك اوباما.

وقال المتحدث الكولونيل "جون دوريان" إن تسليم المدرعات جاء "استنادا الى اذونات قائمة" وليس بناء على إذن جديد من إدارة الرئيس دونالد ترامب بخلاف ما أعلنته قوات "سوريا الديموقراطية".

من جهته قال أحد مسؤولي المليشيات الكردية في سوريا إن المرحلة القادمة من الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة بسوريا تهدف إلى عزل مدينة الرقة نهائيا وقطع الطريق بينها وبين مناطق يسيطر عليها التنظيم في محافظة دير الزور جنوبا.

وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن "المرحلة القادمة من الحملة ضد الدولة الإسلامية بسوريا تهدف إلى عزل الرقة نهائيا عن محيطها الجغرافي ومن أجل تنفيذ ذلك يستوجب الوصول إلى طريق الرقة دير الزور لكن هذه المهمة ستكون قاسية".

تقسيم لسوريا

من جانبه حذر المحلل العسكري السوري العميد أحمد الرحال من خطورة الخطوة الأمريكي على مستقبل الوضع في سوريا وقال إنها تعزز عملية تقسيم الأراضي السورية.

وقال الرحال لـ"عربي21" إن الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية التي تعد المليشيات الكردية الأغلبية فيها ليس بجديد وهم حلفاء للولايات المتحدة منذ 20 عاما في الشرق الأوسط وتقديم دعم نوعي لهم بهذا الشكل يأتي في هذا الإطار.

ولفت إلى أن تقديم تسليح نوعي للأطراف الكردية في سوريا "سيلحق الضرر بفصائل الجيش الحر لأن هذا السلاح لن يتوقف عند حد قتال تنظيم الدولة بل ربما يتعداه لضرب الجيش الحر وفصائل الثورة السورية والهجوم على المناطق المحررة".

وقال إن منح المدرعات للمليشيات الكردية "سيعزز نفوذها في مناطق عفرين ومنبج"مضيفا أن: "صالح مسلم وعلى الرغم من نفيه سابقا النية لإقامة دولة كردية في سوريا إلا أن ممارساته تقول عكس ذلك".

وأشار إلى أن: "صالح مسلم لم يستخدم سابقا السلاح الذي كان معه ضد نظام بشار الأسد بل استخدمه ضد طرفين تنظيم الدولة وفصائل الثورة السورية".

وشدد على أن "ممارسات المليشيات الكردية ضد القرى السورية جنوب الحسكة وجنوب عين العرب لم تنسى بعد حرقها وتهجير سكانها ومحاولة إحداث تغيير ديمغرافي فيها خدمة لمشروعهم في سوريا".

بدوره قال استاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس الدكتور رامي العلي إن الخطوة الأمريكية في تأتي في سياق الحديث العمومي عن إقامة مناطق آمنة في سوريا في ظل إبقاء تفاصيل أقانمة هذه المناطق طي الكتمان وعدم تحديد أماكنها سواء في المناطق الكردية أم عموم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.

وأوضح العلي لـ"عربي21" أن منح إدارة ترامب مدرعات للقوات الكردية "يعزز الصراع على مناطق نفوذ تنظيم الدولة الذي تتشارك فيه 3 أطراف وهي قوات النظام السوري وقوات الجيش الحر وما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية في إطار خطتها لعزل معقل تنظيم الدولة في الرقة والسيطرة عليها".

استفزاز لتركيا

وفي السياق ذاته رأى العلي أن الخطوة الأمريكية بمنح مدرعات للقوات الكردية عمل استفزازي بالنسبة لتركيا التي تعتبرهم فرعا من حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا.

وأشار العلي إلى أن التوافق الأمريكي التركي حول وجود مناطق آمنة في سوريا ربما يتغير الآن بعد منح طرف مرفوض تركيا أدوات قتالية كبيرة.

ولفت إلى أن هذا الخطوة ستضر بالمصالح التركية في حال تعزز نفوذ الجماعات الكردية قرب حدود تركيا بالإضافة للإضرار بالثورة السورية وتعزيز الانقسام فيها.

ورأى أن عملية الجيش الحر "درع الفرات" المدعومة بالقوات التركية تسير في حقل ألغام أصبح الآن أكثر خطورة لكن تركيا بالتأكيد تعول على تفاهماتها مع روسيا بخصوص حلب ومحادثات أستانة للحيلولة دون تعزيز نفوذ الأكراد شمال سوريا.

واعتبر أن اتخاذ الأتراك إجراءات على الأرض والتقدم بشكل أسرع باتجاه الباب ثم الرقة بالتأكيد سيعزز قوتها في تلك المنطقة مع عدم التغافل عن أنها ستواجه عوائق شديدة إذا ما قررت ذلك.

التعليقات (0)

خبر عاجل