انظر يا حبيب..
قد تكون الثورة مؤامرة كونية على رئيسكم الذي لم تنجب الأرحام المظلمة مثله منذ نيرون حتى هتلر، فهتلر كان يتخلص من الضعفاء ورئيسكم يتخلص من الأقوياء!
وقد نكون قمنا بثورة من أجل صندويشة، أو من أجل ألف دولار، وليس من أجل الحرية ومحاربة الاستبداد والفساد، فسوريا كان يحكمها رئيس عادل، ينام مثل عمر بن الخطاب تحت الأشجار من غير حرس جمهوري وفروع لا تحصى من المخابرات، والصحافة والعدالة لم تكن تسكت عن العيوب والنواقص يا حبة عيني.
وقد نكون قمنا بثورة وتركنا الوطن والبيت والأهل من أجل الاصطياف في مخيمات أردوغان على الجانب التركي كما تزعمون. وقمنا بثورة ضد أشرس نظام مخابراتي طائفي ساكن "قصاد العدو ويحبه"، ولديه فرع مرعب سُمّي باسم إحدى أطهر بقاع الأرض هي فلسطين، وليس فرع إسرائيل كما ينبغي، من أجل عينيك.
وقد يكون قائد ثورتنا هو بندر بن سلطان، وقد صار هذا نسيا منسيا في إعلامكم..
وقد يكون برهان غليون أول رئيس لهيئة ثورية انتخبناها بالتزكية من وراء البحار والدماء إخوانيا أو داعشياً ولم تكن داعش وقتها قد ظهرت..
وقد يكون عبد الباسط سيدا مستعربا أو مستغربا من اتهامه بالاستعراب، والمسعودي يجعل الكرد عربا لقبيلة من اليمن. وفي النهاية والبداية نحن لآدم وآدم من تراب، إلا إذا كان متهموه بالاستعراب والخيانة مخلوقين من الجبصين، أو من غوريلا حسب نظرية أصل الأنواع.
وقد تكون بسمة القضماني عميلة إسرائيلية، وقد تكون سهير الأتاسي سليلة عائلة إقطاعية، ومتهمة بالفساد حقا أو باطلا..
وقد يكون ميشيل كيلو، الذي سجن ست سنوات، وهو مناضل سابق، صحيح أن السجن لا يعصم ولا يمنح صكا على بياض إلى يوم الدين، فلؤي خليل أيضا كان سجينا سياسيا. قد يكون صاحب قصة العصفور التي تسخرون منها، وكأنها أغنية طروب "والله لكشو ها العصفور"، محبا "للرز"، أو الظهور، أو الزعامة، أو عميلا للسعودية، أو أمريكا.. أو متلونا..
وقد يكون الجربا لصا وفاسدا، ويتحرش بالسكرتيرات وأميّا، وهو أميّ بالسياسة حقا، وقد يكون من محبي حضن الوطن وحضن السكرتيرات، وقد يكون نواف البشير محبا للولائم، فهو يقصد الوليمة الكبرى مثل أشعب، وهو ليس من رموز الثورة المنتخبة بالتزكية، ولا من قشورها ، نحن لم ننتخب أحدا حتى الآن. هذه الثورة كانت من أجل أن ننتخب، أن نقول لا، يا حبيب.
وقد يكون أبو صقار محبا لسندويشات "الكبداكي"، وليس رجلا انتقم لأهله المذبوحين، وهو نباتي على الأقل لمدة سنتين بسبب الحصار..
وقد يكون طيب تيزيني، وهو إصلاحي، وليس ثوريا، فيلسوفا، كتبت عنه صحيفة ألمانية مصادفة، فنال تلك الشهرة..
وقد يكون عبد الباسط ساروت حارس مرمى، يبحث عن فريق يبيع نفسه له، وبائع بطيخ سابق، وجد نفسه عاطلا ففعل ما فعل.
وقد يكون الفنان علي فرزات عبدا متمردا على أسياده كما قلتم له عندما كسرتم أصابعه.
وقد يكون الشيخ جورج صبرا إخوانيا كما تسخرون منه..
وقد يكون غسان عبود صاحب دكانة فضائية، ويحب تمجيد الذات وبناء الجداريات، وإن من فلوسه وليس من فلوس الوطن الذي سرقتموه.
وقد يكون معاذ الخطيب خطيب جمعة لا يفهم في السياسة، ويحب العودة إلى منبره، ويعمل على شاكلته..
وقد يكون رياض نعسان آغا وزير الثقافة الذي يحنّ إلى أيام زمان، ويمسك العصا من الربع.
وقد يكون هيثم المالح شيخا في الهزيع الأخير من العمر، بدليل أنه طالب باغتيال بوتين، ونحن غير قادرين على اغتيال سوى أخوة السلاح، مع أنه مناضل حقيقي وحقوقي اعترفت به منظمات الغرب المنافقة.
وقد يكون هيثم مناع يساريا منسقا، أو غير منسق (بمعنى انتهاء صلاحيته حسب التوصيف السوري) وحربه الأصلية هي الانتصار للأقليات ضد الإسلام، وهو ليس محسوبا على الثورة أصلا حتى يذكر في هذا السياق.
وقد تكون الألوية والكتائب والفصائل المتقاتلة، جماعات إرهابية مسلحة، تتحارب على الضرائب، والنظام حمائمي لطيف يقصف شعبه بالورود ويرمى لها بأكياس الرز ..
وقد تكون فتح الشام مثل داعش أو أفضل بقليل..
وقد يكون الجولاني هو بن لادن سوريا ، ومن المعلوم أن ابن لادن رجل ترك كل شيء من أجل كلمة آمن بها، رضينا بها أو أبيناها، تذكر هذا يا غالي ويا حبيب، وقد يكون الجولاني مراهقا وسيما يحب الظهور.
وقد تكون داعش تمثل الإسلام الحقيقي كما تزعمون وتروجون، ويمثل رئيسكم العلمانية الحقيقة..
وقد يكون مصطفى علوش هاويا أو ظلاميا، ولا يصلح للسياسة وإنما للمنجل والمنكوش..
يا حبيب: لم يسلم وجه إعلامي وسياسي ثوري من نقدنا، بل من شتائمنا وسخريتنا، فلا مقدس لنا في السياسة.
وقد يكون رياض سيف تاجرا سياسيا، وكان نائبا، وسجن من أجل كلمة، وفقد ابنه قبل الثورة عقوبة له ونكالا...
وقد يكون فيصل قاسم أول مخترع سوري لقنبلة نووية، فعاقبه النظام على إبداعه العلمي، فصادر العفش والبيت بغسالاته وبرادته وصراميه، بدلا من أن يحتفل بالقنبلة، ويهدد بها إسرائيل..
وقد تكون أمريكا نصيرة الثورة، بدليل أنها سكتت على قنبلة فيصل القاسم النووية، مع العلم أنها تحب مصادرة الأسلحة الفتاكة خوفاً على المحمية الصناعية إسرائيل المسالمة..
وقد تكون سميرة المسالمة حنّت إلى نفق الذل، فمن شبَّ على شيء شاب عليه، وقد لاتكون..
وقد يكون مالك الجندلي موسيقي من الدرجة العاشرة..
وقد يكون حسن عبد العظيم "لقلوقا"، أي انتهازيا من الدرجة الثالثة..
وقد يكون قادة الفصائل مسبقي الدفع على عكس النظام العشاري الدفع (روسيا، إيران، و الغرب عن جنب)..
وقد تكون ثورتنا عرعورية ثم صارت داعشية كما صار مهرجان المحبة والسلام، مهرجان المحبة ، ثم صار اسمه مهرجان الباسل..
ليس بين الأحياء مقدسون.. فكلهم خطاؤون، وقد يكونون هؤلاء أبطالا أو ضالين أو مجرمين أو لصوصا، كلهم أو جلّهم أو بعضهم ..
لكن يا حبيب ويا غالي أرجو أن تقر أن الأسد وريث جمهوري نال الرئاسة وهو تحت السن الدستورية، وأنه ابن دكتاتور، وأنه طائفي، وقد حكم حتى ما يعادل أربع ولايات أمريكية، وأنه دمّر بلده وشعبه، وخسئ أن نكون شعب هذا العجي..
أيها الطائفيون بين الكلمات الطافية
عندكم "الفرع" - ومنا الأصل
منكم البراميل والنار- ومنا الثوار
منكم دبابة أخرى- ومنكم الحمار
منكم السارين والكلور ومنّا الشهيد ومنّا النور
هتافنا: الله سوريا وحرية بس، هتافكم هو: الله سوريا وبشار وبس.
تضعون ثوراً مقابل الثورة و ابن الروميّة مقابل الحرية؟
من أشداقكم ندينكم..
انظروا كم نحن مشركون في السياسة وكم أنتم موحدون فيها.
كم نوحد الله في الدين وتشركون أسدكم في الإلوهية مع خامنئي وبوتين
أيها العابرون في الدماء الطاهرة كل ذئاب الأرض ومشتركون فيها..
لنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا...والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من قمحنا ....من حمصنا
انصرفوا..
نضع النعال في أقدامنا وتضعونها على رؤوسكم!
ساء ما تحكمون.
لن تنصرفوا إلا بالنعال التي تعبدونها، وجعلتم لها الأصنام تتقربون إليها بالورود والقرابين زلفى.