أفاد مصدر عسكري كردي لـ"
عربي21"، عن وضع اللمسات الأخيرة على خطة دخول بيشمركة "روج آفا" (غرب كردستان)، إلى داخل الأراضي السورية، بدعم تركي وأمريكي، لتعبئة الفراغ الأمني الذي سينجم عن انسحاب وحدات حماية الشعب، من المناطق الكردية الواقعة غربي نهر الفرات، بما فيها مدينة عفرين.
وقال المصدر إن "عداد القوات التي ستدخل إلى الداخل السوري يبلغ قرابة 10 آلاف مقاتل"، موضحا أن "عدد
المقاتلين السوريين منهم يبلغ نحو 3500 مقاتل، بينما البقية هم أكراد من خارج
سوريا".
وألمح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن أنقرة تدفع بكل قوتها لتسريع دخول هذه القوات، مستفيدة من تنسيقها مع موسكو، مضيفا أن بعض ضباط
البيشمركة الأكراد أنهوا مهامهم العسكرية في إقليم كردستان العراق، تمهيدا لدخولهم إلى الأراضي السورية.
وأشار المصدر إلى وجود بعض الخلافات في وجهات النظر بشأن البوابة الحدودية التي سيتم دخول تلك القوات منها، موضحا، أن الخلاف يتعلق بعدم موافقة قوات البيشمركة على الدخول إلى الأراضي السورية من بوابة
جرابلس الحدودية، كما تريد
تركيا، مؤكدا أن قوات البيشمركة طلبت الدخول من محافظة الحسكة، عبر معبر "سيمالكا" الحدودي مع إقليم كردستان العراق.
وحسب المصدر، فإن طلب أنقرة يعود إلى حرصها على تجنّب الاحتكاك المباشر بين قوات البيشمركة ووحدات الحماية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "PYD".
من جانبه، استبعد الناشط الإعلامي الكردي جوان رمو، دخول قوات البيشمركة إلى الداخل السوري، على الأقل في الوقت الراهن، مؤكدا وجود تباين في بعض وجهات النظر، بين رئاسة إقليم كردستان، وبين أنقرة.
وقال رمو لـ"
عربي21" إن "رئاسة الإقليم تعول على الدور الذي ستقوم به الإدارة الأمريكية، لجهة ممارسة الضغط على وحدات الحماية، حتى تعلن عن انسحابها إلى شرق نهر الفرات، تجنبا للقتال الكردي الكردي".
وأضاف أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على ممارسة الضغط على الوحدات، مشيرا إلى أن الأخيرة في "موقف صعب، بسبب التقارب الروسي التركي".
ويعتقد عضو الهيئة العامة للثورة السورية كاوا شيخو، أن قوات البيشمركة ستدخل إلى الداخل السوري، بعد الانتهاء من معركة مدينة الباب، لافتا في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن الوحدات قد تماطل في الانسحاب من مدينة عفرين، لما تمثله المدينة من أهمية كبيرة.
يذكر أن رئيس الائتلاف السوري أنس العبده، كان قد قال خلال زيارة أجراها لإقليم كردستان العراق الشهر الماضي، أنه ناقش مع رئيس الإقليم مسعود البارزاني، مسألة عودة البيشمركة إلى الداخل السوري، معتبرا أن تواجدهم داخل الأراضي السورية "عامل قوة يعزز من استقرار أنحاء سوريا".