ملفات وتقارير

ماذا حملت بطاقة معايدة الحكومة التركية لصحفيين أجانب؟(صور)

الحكومة التركية تواصلت مع الصحفيين والمراسلين الأجانب ببطاقة معايدة وتهنئة بالعام الجديد-أرشيفية
الحكومة التركية تواصلت مع الصحفيين والمراسلين الأجانب ببطاقة معايدة وتهنئة بالعام الجديد-أرشيفية
ببطاقة معايدة تحمل قطعة من حجارة مبنى البرلمان الذي قصف خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز / يوليو الماضي ، هنأت الحكومة التركية عبر بطاقات معايدة خاصة بالعام الجديد، المراسلين والصحفيين الأجانب العاملين والمعتمدين في تركيا.    

ولفت أسلوب المعايدة الجديد انظار وملاحظات الصحفيين، ممن تذكروا الأيام الصعبة والتغطيات الخطرة التي تعرض لها الصحفيون الأتراك والأجانب على حد سواء .

واعتبر إعلاميون في تصريحات لـ "عربي21" أن شكل المعايدة عبر عن شعور جميل لدى الأتراك فيه من معاني الإحترام والتمسك بالديمقراطية الشيء الكثير رغم ما دفع من دماء .

ورأى مراسل الجزيرة في تركيا عامر لافي في شكل المعايدة الجديدة " فكرة عبقرية إذ يتم التهنئة بالعام الجديد وفي الوقت نفسه التعريف بقضية الإعتداء على الديمقراطية في تركيا" . 

وقال لافي لـ"عربي21" إن من معاني المعايدة حرص الحكومة التركية على إيصال اهتمامها بقضية تمكين الديمقراطية لكافة المراسلين الأجانب على الأراضي التركية ، بعد استهدافها البرلمان بصاروخين من مسافة قريبة جداً لا تتجاوز 20 مترا.

وأضاف أنه لمس غضبا عارما لدى كافة نواب البرلمان والمواطنين الأتراك من مختلف الاتجاهات والمدن بسبب قصف البرلمان، اثناء عمل فيلم عن تفاصيل الانقلاب لحظة بلحظة بعنوان "ليلة الانقلاب"، فضلا عن تاثير ذلك عالميا بشكل إيجابي لصالح تركيا.

ولفت إلى أن الحكومة التركية نجحت في إيصال فكرة استهداف البرلمان للخارج، وهو ما عبر عنه - أثناء اعداد الفيلم عن قصف البرلمان -  كل من تحدث من الصحفيين والمراسلين الاجانب ممن هاجموا بشدة قصف البرلمان ومعقل الديمقراطية.

بدوره أكد إبراهيم بوعزي، الإعلامي التونسي المقيم في تركيا أن الشعب التركي يعتبر الاعتداء على البرلمان "انتهاكا للإرادة الشعبية المتمثلة في أعلى مؤسسة ديمقراطية في الدولة" .

وأضاف بوعزي لـ "عربي21" أن قصف البرلمان التركي في ليلة الـ15 من تموز / يوليو  الماضي، تعيد إلى ذاكرة الاتراك عملية إحراق الرايخستاغ الألماني عام 1933 ، والتي سيطر بعدها الحزب النازي على ألمانيا لينشأ أول نظام دكتاتوري معاد للديمقراطية بقيادة هتلر.

وأوضح بوعزي أن فكرة ارسال كروت المعايدة في مطلع العام 2017 وبها قطعة من حجارة قبة البرلمان التي قصفها الانقلابيون فكرة ترويج اعلامي ممتازة ومؤثرة؛ لاسيما وان تركيا تواجه حملة من التشويه المتعمد على الصعيد الغربي، ويقف التظيم الموازي وداعموه الدوليون وراء تلك الحملة المغرضة.

ويرى الإعلامي التونسي، أن مبادرة التواصل مع المراسلين الأجانب مهمة جدا لتصحيح الصورة، ويجب أن تعقبها حملات لاستضافة إعلاميين وصحفيين أجانب إلى تركيا، وتنظيم برامج بث مشترك بين القنوات التركية الناطقة بالعربية والانجليزيه مع قنوات أخرى في الخارج، وعقد شراكات بين مختلف المؤسسات الإعلامية التركية والأجنبية.

وأوضح أن الفضل يعود الى الوعي الشعبي الذي نما وتطور في تركيا خلال العقد الأخير، وتجسد في الاستجابة لنداء الرئيس طيب أردوغان، الذي لم يهرب إلى الخارج ولكنه تحدى طائرات الانقلابيين رغم سيطرتهم على العديد من المقرات العسكرية والمطارات.

 من جانبه استعرض الإعلامي المصري محمد جمال، في برنامجه "من الآخر"  تفاصيل رسالة التهنئة بالعام الجديد مرفقة بقطعة من حجارة البرلمان مزيلة بعبارة باللغتين التركية والانجليزية : (نحن حريصون على اهدائكم قطعة من حجر من اثار قصف قبة البرلمان والتي بقيت شامخة .. بينما رحل الانقلابيون).

 ودعا الشعب المصري وفي القلب منه الثوار الى استلهام روح التجربة التركية في دحر الانقلاب وارسال قطع تذكار من ركام الانقلابيين الى المراسين الأجانب للدفاع عن الديمقراطية والتعريف بقضيتهم باسلوب عبقري مبدع .

وطالب المصريين بالاحتفاظ بفوارغ طلقات الرصاص والخرطوش والتي استخرجوها من أجساد الثوار والشهداء، وقنابل الغاز المسيل ، وبقايا ركام مجزرتي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وبقايا أبواب ونوافذ المساجد التي أحرقها الانقلابيون، والحجارة التي احتمى بها المتظاهرون من الرصاص في ميادين الثورة، لاسيما ميدان التحرير.

واكد أن الآثار مجتمعة ستحتاج الثورة المصرية لعرضها في متحف الثورة بعد اسقاط الإنقلاب العسكري يوما ما، مشيرا إلى أن ثورة 25 يناير ما تزال باقية ومستمرة.






0
التعليقات (0)