سياسة عربية

هل ستنسحب الوحدات الكردية من مدينة حلب؟

قوات النظام السوري في حلب- أ ف ب
قوات النظام السوري في حلب- أ ف ب
يظهر التوتر الحالي بين قوات "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" أو ما يعرف بـ"الوحدات"، وقوات النظام في مدينة حلب، من خلال حديث وسائل إعلام مقربة من النظام مؤخرا عن طلب الأخير من الوحدات الانسحاب من أحياء تسيطر عليها داخل مدينة حلب، ما يعكس العلاقة الآنية التي تجمع بين الطرفين.

ويبدو أن هذه الخطوة، إن صحت، تعطي مؤشرا على طبيعة التحالف الذي أراد له النظام أن يكون وثيق الصلة بالشق العسكري فقط، وذلك منذ أن سلم الوحدات شؤون إدارة المناطق السورية ذات الأغلبية الكردية، منتصف العام 2012. 

وقبيل استعادة النظام لكامل مدينة حلب، ومع بدء هجومه الأخير على الأحياء الشرقية من المدينة، بادرت الوحدات الكردية بالتقدم من منطقة نفوذها في حي الشيخ مقصود، إلى أحياء عدة كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، الأمر الذي سرع من تداعي قوات المعارضة، التي كانت تتعرض لأكثر من هجوم، أما اليوم وبعد أن بسط النظام سيطرته على كامل المدينة، لم يعد هنالك من مبرر لوجود سلطة داخل حلب، حتى وإن كانت موالية له.    
  
وعلى الرغم من نفي مصادر مقربة من الوحدات الكردية للحديث عن انسحاب الأخيرة من حلب، إلا أن شخصيات كردية سلمّت بقرب تنفيذ الانسحاب، وتساءلت في الوقت ذاته عن مصير مدينتي عفرين وعين العرب.

وقال العضو في "المنظمة الوطنية للشباب الكردي" آزاد عطا، لـ"عربي21": "إن مطالبة النظام للوحدات بالانسحاب من مدينة حلب تدل على أمرين، الأول مرتبط بتصور النظام للمشهد العسكري في الشمال، إذ كان يرى في "الوحدات" طرفا قويا قادرا على تحقيق توازن عسكري مع المعارضة، والثاني مرتبط بنتائج الاتفاق الروسي-التركي.

وحول ما شهدته مدينة الحسكة من اشتباكات بين قوات النظام والوحدات في آب/أغسطس الماضي، وتحديدا فيما يتعلق بتصريح الناطق العسكري باسم قوات النظام، أن قواته تخوض اشتباكات مع حزب الـ"P K K"، أضاف: "إن ذكر النظام لاسم هذا الحزب، لم يكن إلا رسالة واضحة لتركيا، مفادها بأن عليكم مساعدتنا إن أردتم التخلص من كابوس الدولة الكردية على حدودكم".

وتابع: "بعد ذلك دخلت تركيا جرابلس، وسُلمت حلب للنظام، وهذا الأمر شهدته العلاقات السورية- التركية في عام 2000، وذلك حين تم طرد عبد الله أوجلان من الأراضي السورية، ثمنا لتحسين العلاقات الثنائية فيما بعد".

وتوقع عطا أن تتخذ الوحدات الكردية قرارا سريعا بالانسحاب من مدينة حلب، إلى عفرين التي ينتظرها مصير مرتبط بالسيناريو الناجم عن التفاهم الروسي-التركي، وبموقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي لن تبقى متفرجة، على حد قوله. 

ومن ناحيته، قلل عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، عبد الرحمن آبو، من شأن الحديث عن خلاف بين النظام والوحدات، واصفا ما يجري بـ"المسرحية".

ولفت إلى إعلان النظام قبل أيام عن "تحريره" لمدينة حلب بالكامل، موضحا أن هذا الإعلان قد جاء بالرغم من سيطرة الوحدات على سبعة أحياء في مدينة حلب وهي: الشيخ مقصود وبني زيد والأشرفية وبستان الباشا والهلك والشيخ خضر وبعيدين، مضيفا أن النظام يعترف بهذه القوات على أنها قوات شرعية تابعة له.

وردا على المراقبين الذين يذهبون إلى القول إن النظام ما دام ضعيفا فإن قوات الاتحاد الديمقراطي ستكون قوية والعكس صحيح، قال آبو لـ"عربي21": "بالعكس هم يقومون بتبادل الأدوار فيما بينهم".

ولم يستبعد آبو انسحاب الوحدات من بعض الأحياء التي تقدمت إليها مؤخرا في مدينة حلب، لكن بدون الانسحاب من حي الشيخ مقصود، على حد تقديره.
التعليقات (0)