سياسة عربية

هل وافقت قوى السنة بالعراق على التسوية.. فما الضمانات؟

السامرائي قال إن القوى العراقية خرجت بشبه اتفاق على التسوية- فيسبوك
السامرائي قال إن القوى العراقية خرجت بشبه اتفاق على التسوية- فيسبوك
خرجت قيادات تحالف القوى السنية مع نظيرتها في القوى الشيعية، الاثنين، باتفاق على تجاوز أخطاء الماضي والانطلاق من نقطة جديدة مبنية على الصراحة والمكاشفة وتقديم التنازلات، مشددين على ضرورة بلورة رؤية مشتركة ومحددة ضمن إطار تسوية تاريخية تنعكس على الأرض.

وقال النائب عن تحالف القوى العراقية مطشر السامرائي في حديث لـ"عربي21" إن "الجلسة كانت بحضور رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم وعباس البياتي وخالد الأسدي في بيت رئيس البرلمان سليم الجبوري وحضور قيادات من تحالف القوى، حصل فيها شبه اتفاق على التسوية".

وأضاف أن تحالف القوى طالب التحالف الوطني بأن "يقوم بمبادرات تفضي إلى زرع الأمل بين الأطراف السياسية، ومن تلك المبادرات عودة النازحين إلى مدنهم وأخذ الأرض من أبناء المناطق بعد استعادتها من تنظيم الدولة وإطلاق سراح الأبرياء من السجون الذين يقر الجميع بوجود أبرياء في السجون".

ولفت السامرائي إلى أنه إذا مضوا في هذا، فإن تحالف القوى لن يكون حجر عثرة في طريق التسوية وإجراء مصالحة تنهض بالبلد وتأسيس دولة المؤسسات، مؤكدا أن الاجتماع شهد شبه اتفاق على تشكيل لجان تتبنى هذه المواضيع، لأن هذا اللقاء الأول خطوة أولى تليها خطوات.

وشدد على أن الكرة الآن في ملعب التحالف الوطني لزرع الثقة عند تحالف القوى الذي أصبح يشكك في جميع المبادرات، فإذا ذهب التحالف الوطني وطبق إحدى هذه الفقرات الرئيسية وأبرزها عودة النازحين، بالتأكيد ستكون رسالة مفادها الآن بدأ العمل الجاد في إرساء دولة المؤسسات ومن يعارض اليوم سيرضى غدا.

واستدرك السامرائي قائلا: "أما إذا كانت مجرد وعود وصرف كلام دون واقع على الأرض، فستكون التسوية مثل سابقاتها، ولا نعدم الأمل لكننا مازلنا ننتظر"، مشيرا إلى أن "تحالف القوى لم يعد لديه شيء يخسره فقد فقدنا الأرض والمال والولد".

وأردف: "على شركائنا في البلد أن يعلموا بأنه إذا لم يصحوا من غفلتهم ويساهموا في رأب الصدع بين الشعب العراقي، فإن الدائرة ستدور عليهم لأننا فقدنا كل شيء، فبالتالي عليهم أن ينفذوا ما جاء في التسوية السياسية لإعادة بناء الثقة ودولة المؤسسات ليعش الشعب بأمان".

وشدد النائب عن تحالف القوى السنية على أن الضمانات هي بـ"تطبيق ما طلبه تحالف القوى على الأرض سريعا، وإلا ستبقى الشكوك وتكون التسوية كسابقاتها، لأن تحالف القوى بالعموم يرى عدم الجدية في إجراء المصالحة ولاسيما أنها صرفت عليها أموال ولم نخرج بشيء".

وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري عقد في منزله، مساء الاثنين، اجتماعا مع رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم وبحضور العديد من قيادات تحالف القوى العراقية والتحالف الوطني.

وأكد الحاضرون على ضرورة تجاوز أخطاء وإخفاقات الماضي والانطلاق من نقطة جديدة مبنية على الصراحة والمكاشفة وعدم الركون إلى مبدأ الغالب والمغلوب، والعمل على تقديم التنازلات من قبل الجميع، والتعاون لتحقيق الأهداف المنشودة.

كما أوضح المجتمعون أن مرحلة ما بعد تنظيم الدولة تتطلب من الجميع توحيد الجهود وبناء دولة الشراكة مع الآخرين بعيدا عن كل المزايدات ومحاولة فرض الإرادات.

وأكد رئيس البرلمان أن هذه المبادرة جاءت في ظرف حساس ومهم ونستطيع أن نقول إن هذا اللقاء هو الأول الذي جرى فيه الحوار لرسم إستراتيجية قادمة لما بعد تنظيم الدولة ضمن أجواء صريحة وواضحة أخذت بالاعتبار كل التحديات التي يمكن أن تواجهنا والتغيرات التي تحصل على الأرض سواء كانت المحلية أو الإقليمية أو الدولية.

وشدد الجبوري على ضرورة بلورة رؤية مشتركة وواضحة ومحددة ضمن إطار تسوية تاريخية تنعكس على الأرض ويستشعر المواطن العراقي من خلالها أن هناك عملية بناء لدولة مستقرة وآمنة ولا بد من تهيئة الأجواء الإيجابية كإعادة النازحين للمناطق المحررة وتحديد مصير المختطفين في مواطن عدة وسن التشريعات التي تعزز التوافق الوطني وتحقيق التوازن.
التعليقات (0)