تحدثت صحيفة "البايس" الإسبانية في افتتاحيتها عن الأوضاع التي تعيشها مدينة
حلب السورية، والتي وصفتها بأنها "وصمة عار في تاريخ الإنسانية"، في ظل صمت المجتمع الدولي، الذي اقتصر فقط على التعبير عن تضامنه معها، عبر تغريدات على موقع "تويتر".
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها التي ترجمتها "
عربي21"، إن كلا من طهران وموسكو تمكنتا من إنقاذ حليفهما في المنطقة بشار الأسد، الذي يعد الرجل الضامن لمصالحهما في
سوريا، مقابل ثمن باهظ جدا، ذهب ضحيته أرواح الآلاف من المدنيين السوريين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المرجح في المستقبل، أن تعتبر
المجازر والفظائع التي تشهدها مدينة حلب السورية، إحدى أكثر الأحداث المخزية في مطلع القرن الحادي والعشرين.
وبيّنت الصحيفة أنه تم إهمال الآلاف من المدنيين، الذين تحول وطنهم العريق إلى ساحة معركة دامية، أمام عجز ولامبالاة الرأي العام الدولي، في الوقت الذي يغرق فيه المجتمع الدولي في سيل من البيانات العامة؛ غير القادرة على إيجاد حلول على أرض الواقع، أو حتى ضمان الحد الأدنى من الأمان للمدنيين.
وأوردت الصحيفة أن قوات "الديكتاتور السوري" بشار الأسد، تمكنت بعد تنفيذ حملات دامية استخدمت خلالها الأسلحة المحظورة دوليا، من استعادة جزء من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة، التي قالت الصحيفة إنها استعملت أيضا أسلحة محظورة حسب الاتفاقيات الدولية للحرب.
وأضافت الصحيفة أن كل هذه الجرائم التي يقوم بها النظام السوري، تحدث بدعم من
روسيا التي قدمت أدلة كافية على نفاقها في سوريا، التي استهلت تدخلها بذريعة محاربة تنظيم الدولة.
وعلقت الصحيفة على تقدم مقاتلي تنظيم الدولة نحو مدينة تدمر التاريخية، حيث أصبحوا لا يواجهون صعوبات جمة في سوريا، على عكس ما يواجهونه في العراق بسبب
الحصار المفروض عليهم.
وفي هذه المرحلة، من المرجح أن تقوم قوات بشار الأسد، أو "بالأحرى مليشيا حزب الله الموالية لإيران"، باسترجاع مدينة حلب كليا، وبذلك يمكن القول إن موسكو وطهران قد أنقذتا حليفهما في المنطقة، على حساب أرواح المدنيين، من خلال عرقلة مباحثات السلام. وحتى هذه اللحظة، لا زلنا في انتظار بيانات تنديد وإدانة المجتمع الدولي لما يحصل في سوريا، كما تقول الصحيفة.
وتساءلت صحيفة البايس قائلة: "إلى متى ستتواصل عرقلة محادثات وقف إطلاق النار في سوريا؟ ومتى سيتم التوصل إلى حل لهذه الحرب الدامية؟ وإلى متى ستستمر هذه الكارثة الإنسانية في حلب؟".