صورة سابقة من قنص تنظيم الدولة لأحد عناصر البيشمركة- أرشيفية
كانت الرصاصة التي أطلقها القناص التابع لتنظيم الدولة، راميا ماهرا، أصابت جبهة الجندي العراقي من خلال فتحة في حائط لا يزيد اتساعها عن 25 سنتيمترا.
صاح أحد الجنود بعد لحظات من دوي إطلاق النار: "تعالوا، لقد أصيب!"، هرع جنديان على السطح واحدا تلو الآخر إلى الداخل، وقد خفضا رأسيهما أسفل فتحات أخرى للمراقبة؛ خشية أن يرصدهما القناص.
حملا زميلهما عمر عبد الواحد، وهو في أواخر العشرينات من عمره، شبه غائب عن الوعي على درج، مخلفين وراءهم خطا من الدم الأحمر.
ووضع الجريح في عربة مدرعة انطلقت به إلى المستشفى.
وقالت "رويترز" إن القوة العراقية لا تزال تواجه قناص تنظيم الدولة، الذي يتحداهم منذ أسابيع، داخل منطقة أصبحت تحت سيطرة القوات العراقية.
كانت الوحدة التابعة للفرقة المدرعة التاسعة شغلت المنزل في حي الانتصار بشرق الموصل منذ يومين أو ثلاثة، مع تقدم القوات تدريجيا ضد التنظيم، في إطار الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاسترداد المدينة.
لكن القناص ذاته يعطل تقدمهم في منطقة دخلها الجيش في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وتابعت "رويترز": "قال أحد الجنود، ويدعى ستار ريكان، إن القناص بجوار المسجد على بعد أكثر بقليل من 200 ياردة".
وأضاف: "ما زلنا نحاول التعامل معه. ستضربه غارة جوية للتحالف".
ونجحت الحملة التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر في استرداد القرى المحيطة بالموصل سريعا. لكن التقدم تباطأ مع دخول القوات العراقية الموصل ذاتها، في قتال تزداد تكلفته بدرجة كبيرة. وقال جندي آخر عرف نفسه باسم صادق (45 عاما): "هذه ثاني إصابة بيننا في المنطقة في اليومين الماضيين".
وتابع قائلا: "الطلقة تفتتت ودخلت (في جزء من الجمجمة)، لكنها لم تضربه في عينه مباشرة".
باسم صادق قال إن "التحدي الأكبر هو تأمين المناطق التي تمت السيطرة عليها مؤخرا".
وتابع: "إنها معركة قذرة. ليست تقليدية. إنهم يستخدمون القناصة والسيارات الملغومة والعبوات الناسفة. لا تسيطر على المنطقة حتى تمشي بها وتفتشها بالكامل".
وأكمل: "نريد أن ننهي القتال في منطقة معينة في أسرع وقت ممكن؛ حتى نبدأ في عمليات التفتيش".