بينما تواصل القوات
العراقية استعادة مناطق من
تنظيم الدولة خلال معركة
الموصل، ينزح الآلاف من المدنيين هربا من الأحياء التي تشهد القتال، وهو ما أثار تخوف الجيش العراقي من تسلل انتحاريين وسط النازحين.
آلاف النازحين
نزح، خلال 48 ساعة الماضية، أكثر من 3 آلاف مدني من الأحياء التي استعادتها القوات العراقية من يد تنظيم الدولة بالموصل، والأحياء التي مازالت تشهد قتالا.
وقال عضو جمعية الهلال الأحمر العراقية، إياد رافد، إن " 3200 مدني نزحوا خلال الساعات الـ48 الماضية، من أحياء الموصل المحررة، إضافة إلى الأحياء التي تشهد قتالا"، مشيرا إلى نقل أغلب النازحين إلى مخيمي الجدعة جنوبي الموصل، وحسن شام شرقي المدينة.
من جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر، اليوم، عن أن إجمالي عدد النازحين في مخيمي "حسن شام" و"الخازر"، بلغ أكثر من 35 ألفا.
اصطياد الانتحاريين
رفع المئات من سكان الموصل قمصانهم الواحد تلو الآخر تباعا كي يثبتوا أنهم لا يربطون أي عبوات ناسفة على أجسادهم تحت رقابة لصيقة فرضتها القوات الخاصة العراقية، خوفا من التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة حتى في المناطق التي تسيطر عليها القوات حاليا.
ثم سلم الرجال بطاقات هوياتهم حتى يجري التحقق من أسمائهم في قاعدة بيانات تحمل أسماء أعضاء تنظيم الدولة المطلوب القبض عليهم ضمن عملية شاقة لطردهم من كل حي من أحياء الموصل معقل التنظيم.
وكان أحد هؤلاء عمر عبد الله (51 عاما) الذي جلس بجوار ابنه إبراهيم (16 عاما) في انتظار مراجعة الأسماء.
كان إبراهيم حضر لمدة عشرة أيام المحاضرات الدينية التي نظمها التنظيم قبل أن يتمكن عبد الله من إقناعه بترك التنظيم، لكن الحظ لم يحالفه مع ابن آخر أصبح أحد مقاتلي التنظيم في مدينة تلعفر المجاورة.
وقال: "ابني كان يشتغل بمطعم جامع باب الهدى وهناك جامع الهدى كان موجودين الدواعش قلبوا مخه وفي نفس الوقت كان يحاول يتزوج ما بيلاقي بنية يعني ما تصير قسمة فاتجه اتجاه أنه في سبيل فلوس وزواج".
وفي كل مرة تسيطر فيها القوات العراقية على قطاع في الموصل في هجومها على تنظيم الدولة ربما يستغرق الأمر أسبوعا لضمان خلو المنطقة من المتشددين.
ويختبئ البعض في شبكة أنفاق شيدوها في حين يختلط آخرون بآلاف النازحين، أو يبقون لتشكيل خلايا نائمة في أحياء الموصل المكتظة بالسكان.
وقال ضابط عراقي رفيع المستوى في المخابرات العراقية: "التحقق والإجراء الأمني لكل المناطق التي يتم تحريرها من قبل تشكيلات جهاز مكافحة الإرهاب عندنا قاعدة بيانات إضافة إلى المصادر المحليين والمصادر الخاصين بينا بندقق معلومات المواطنين المتواجدين بشقق حي الخضراء التي تم تطهيرها من قبل تشكيلات جهاز مكافحة الإرهاب قيادة العمليات الخاصة الثانية واليوم جايين بنجري عملية التدقيق الأمني للمواطنين".
ورغم أن العراقيين واثقون على ما يبدو من النصر إلا أن الإجراءات الأمنية المشددة في حي شقق الخضراء في الموصل تشير إلى أن تنظيم الدولة ما زال يمثل تهديدا حتى إذا خسر أراضي.
ألف قتيل من تنظيم الدولة
قال قائد كبير إن القوات العراقية الخاصة التي تقاتل لطرد تنظيم الدولة من شرق الموصل قتلت نحو 1000 من عناصر التنظيم المتشدد.
وبعد ستة أسابيع من شن هجوم كبير لاستعادة الموصل سيطرت القوات العراقية على نحو نصف القطاع الشرقي من المدينة وتتحرك من منطقة إلى منطقة في مواجهة قناصة وانتحاريين وسيارات ملغومة يستخدمها التنظيم المتشدد.
و"الفرقة الذهبية" -وهي وحدة خاصة من القوات العراقية- هي الفرقة العسكرية الوحيدة التي تمكنت من دخول الموصل من جهة الشرق، بينما يطوق الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية ووحدات البشمركة الكردية المدينة من جهة الشمال والجنوب.
ويحاول مقاتلون شيعة استكمال تطويق المدينة من ناحية الغرب.
واخترقت وحدة جهاز مكافحة الإرهاب التي تلقت تدريبها على أيدي الأمريكيين دفاعات تنظيم الدولة في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر لكن أبطأ من تقدمها تكتيكات المتشددين في التنقل كما أن قلقها من وقوع ضحايا بين المدنيين حال دون استخدام الدبابات والمدرعات الثقيلة.
وقال اللواء عبد الغني الأسدي، أحد قادة القوات الخاصة، إن القوات عدلت تكتيكاتها وأصبحت لا تطوق أكثر من حي واحد في آن واحد لقطع إمدادات المسلحين وحماية المدنيين.
وتابع أن "التقدم كان سريعا في البداية لأن القوات كانت تعمل في مناطق خالية من السكان"، موضحا أن "القوات وصلت الآن إلى مناطق مأهولة وبالتالي كيف لنا أن نحمي المدنيين؟ أغلقنا حيا تلو الآخر".
وذكر أن نحو 990 متشددا قتلوا في الاشتباكات في شرق المدينة حتى الآن. ولم يفصح عن حجم الخسائر بين القوات الحكومية الخاصة.