سجلت أسعار الأكلات الشعبية، التي تقيم أود ملايين
المصريين الذين ينضوون ضمن الطبقات الفقيرة والمتوسطة، فضلا عن حلوى الاحتفال بمناسبة "
المولد النبوي"؛ أرقاما قياسية في الساعات الأخيرة، في وقت دعا فيه صحفي بجريدة "الأهرام"، إلى اعتقال تنظيم أطلق عليه اسم "تنظيم السوق"، ويقصد به مافيا احتكار رفع الأسعار في الأسواق، في ظل غياب الرقابة الحكومية.
فقد بلغ سعر كيلو العدس 30 جنيها بشكل لم يعهد سابقا، حيث ارتفعت أسعار العدس داخل سوق التجزئة بنحو خمسة جنيهات، ليسجل الكيلو 30 جنيها بدلا من 25 في الأسبوع الماضي، وسط عزوف كامل من جانب المواطنين، عن شرائه، نتيجة للقفزة الكبيرة في أسعار بيعه.
وقال نائب رئيس شعبة الحبوب بغرفة القاهرة إن ارتفاع الدولار داخل البنوك هو السبب الرئيس في الارتفاع، مشيرا إلى أن سعر طن العدس التركي وصل إلى 19 ألف جنيه في الجملة بزيادة عن الشهرالماضي تبلغ نحو ألف جنيه.
وفي الإسكندرية، شهدت الأسواق ارتفاعا جنونيا في الأسعار، ووصل كيلو العدس إلى 35 جنيها، وقفز الفول إلى 18 جنيها للكيلو، ما تسبب في زيادة "عربات الفول المدمس" لأسعارها.
يأتي هذا في وقت رفعت فيه وزارة التموين والتجارة الداخلية، ممثلة في الشركة القابضة للصناعات الغذائية، أسعار السكر الحر لمصانع الحلويات ومصانع التعبئة إلى 11 ألف جنيه للطن، وهو ما أدى إلى وصول سعر السكر الحر إلى 12 جنيها للمستهلك في الكيلو.
أسعار حلوى "المولد" ترتفع
ويبدو أن ذلك قد تسبب في ارتقاع أسعار الحلوى بمناسبة المولد النبوي، التي تحل بعد قرابة أسبوعين، إذ قال رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة الجيزة التجارية، يحيى كاسب: "إن أسعار حلوى المولد النبوي ارتفعت خلال العام الجاري بنحو 150% مقارنة بالعام الماضي، مرجعا الزيادة الحالية لارتفاع أسعار السكر وجميع مدخلات الإنتاج المستوردة من السوق العالمية".
وأضاف كاسب في تصريحات لموقع "مصر العربية"، الخميس، أن أسعار كيلو حلوى "المولد النبوي" الشعبي تبدأ أسعاره من 35 جنيها، ويصل البعض منها إلى 60 جنيها للكيلو مقارنة بـ 15 جنيها في العام الماضي، مشيرا إلى أن هناك محالا تجارية في السوق المحلية تبيع العلبة الواحدة زنة الكيلوين بـ 560 جنيها.
واستفزَّ
غلاء الأسعار كتابا وصحفيين أخذوا يحذرون من تبعاته.
وقال الصحفي بجريدة "الأهرام"، خالد الديب، تحت العنوان السابق، إنه يوجد "في مصر تنظيم خطير يمارس الجشع جهارا نهارا، ويصر على مص دماء المصريين حتى آخر مليم في جيوبهم، ويمارس جرائمه آناء الليل وأطراف النهار".
وأضاف أن هذا التنظيم يعرف بـ"تنظيم الكارهين للبشر"، وخططه متعددة متجددة تعتمد على الابتكار في غش السلع وإخفائها، ورفع الأسعار في اليوم الواحد ألف مرة ومرة، مشيرا إلى أن الأغرب هو أن هذا التنظيم يمارس الاحتكار في دولة تحدثك كل يوم عن منع ومحاربة الاحتكار، وفشلت في وقف بشاعة المحتكرين.
وأوضح "الديب" أن هذا التنظيم يضم خليطا شيطانيا من تجار الشعارات، وتجار الدين، والكارهين للوطن، والجهلاء الذين لا يعرفون معنى الأخلاق أو حق المواطنة.
وشدد على أن "السلع يتم رفع أسعارها دون أدنى حياء.. فلا ضابط ولا رابط.. وبالطبع نحن لا نتحدث عن التسعيرة الجبرية حتى لا تختفي السلع من الأسواق في ظل سياسات حكومية فشلت في رسم خريطة محصولية تراعي احتياجات بلد يزيد سكانه على 90 مليون مواطن.. وكانت العشوائية هي شعاره في زراعة واستيراد السلع الغذائية الأساسية"، بحسب قوله.
وأشار الديب إلى أن ألوان الغش لا حصر لها، وأن بعض أصحاب المطاعم يضيفون للطعمية خبزا جافا، يتم جمعه من بائعي القمامة، وأن الجبن يضاف إليه الفورمالين، وبعض المواد الحافظة المضرة بالصحة، واللحوم المصنعة بعضها غير صالح للاستخدام الحيواني، وليس الآدمي.
وشدد على أن "تنظيم الكارهين للبشر" لن تحركهم ضمائرهم، ولن يردعهم إلا سيف القانون الذي وضعته الحكومة في أحد متاحفها، وإن لم تتحرك الدولة في مجال ضبط سلامة الغذاء، وضبط الأسعار بالأسواق، ومنع الاحتكار؛ فإن "تنظيم الكارهين للبشر" سوف يعتبر المواطن المصري عدوا له، ويطلق عليه "تنظيم العائدين من السوق".
وأضاف: "على الدولة أن تختار إما أن تواجه بحزم "تنظيم الكارهين للبشر"، أو أن تسارع بالقبض على "تنظيم العائدين من السوق"، والتحفظ عليه في مكان آمن بعيدا عن ملاحقة التجار، حتى يرتاح المواطن الغلبان من جشع وبشاعة الغشاشين"، على حد قوله.