مقالات مختارة

من بركات الصوت الواحد!

حسن علي كرم
1300x600
1300x600
شدني حديث أحد المرشحين من إحدى الدوائر الخارجية إلى إحدى القنوات المحلية، حيث اعترف أنه ابن قبيلة إلا أنه لا يعول في ترشحه، ونيل الأصوات على ناخبي قبيلته فقط، إنما يعول على أبناء دائرته من كل الفئات، داعيا إلى فك الولاء القبلي والانتماء إلى الدولة، ومما قال: "أنا ابن قبيلة لكنني انتمي إلى الكويت أولا، ولا يجوز أن اختزل الدولة في قبيلتي".

أضاف: "اذا حدث حريق في منزلي أهرول للمطافي لا لقبيلتي، واذا مرضت أراجع المستوصف أو المستشفى لا قبيلتي"، إلى آخر حديثه الذي اسمعه للمرة الأولى من مرشح يفترض أنه ينتمي لقبيلة ويعول على أبنائها في النجاح والوصول إلى قاعة عبدالله السالم.

هذه الروح الشبابية الجديدة لعلنا نسمعها للمرة الأولى من احد أبناء القبائل، وهي قناعة لم يقلها من ضعف قطعا، وإنما من الإحساس أن النائب في مجلس الأمة، أو المواطن في أي وظيفة عامة لا يمثل القبيلة ولا يجوز أن يمثل القبيلة بقدر ما يفرض عليه الواجب الوطني أن ينتمي للكويت… لكل الكويت، ويخدم كل أبناء الكويت بكل طوائفهم وانتماءاتهم وفئاتهم، واذا كان هناك من يخالف ذلك التوجه ويصر على الولاء والانتماء للقبيلة لا للدولة فلانه يريد أن يصل إلى البرلمان على أكتاف قبيلته من دون أن يحمل أي كفاءة أو صدقية.

هذا النوع من المرشحين يشكل خطرا على القبيلة قبل أن يطول خطره الوطن وأبناؤه، فذاك المرشح القبلي الذي انتشرت صورته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يحذف عقاله وشماغه الأحمر، ملتمسا من أبناء قبيلته الفزعة ونخوتهم يوم الانتخاب، من المؤكد أنه لا يمثل القبيلة، وإنما يريد الوصول إلى البرلمان بأي شكل، وشتان بين المرشح القبلي غير المنتمي الذي يخاطب الناخبين من خلال عقله ومن خلال أفكاره ورؤاه، و ذاك الذي رصيده القبيلة فقط.

لا شك أن نوع الأخير من المرشحين ووصولهم إلى البرلمان يشكل خطرا على الكويت وعلى الوحدة الوطنية والانتماء الوطني، ولعلنا متفائلون أن ثمة روحا جديدة تنبع بين شباب القبائل تقوم على الولاء للدولة.

في ديباجة مرسوم حل المجلس السابق رد السبب للأوضاع الأمنية المحيطة في الكويت، وهو ما يعني أن امننا مهدد اذا لم نحتاط له جيدا، ولعل اقوى واهم السلاح الذي ندحض به الشر عن بلادنا هو التنادي بالوحدة الوطنية والولاء والانتماء للكويت، فالوحدة الوطنية هي السياج الأمني الأقوى لتكسير رماح العدو وهزيمة الطامعين.

أن تجربتنا في الغزو كانت كافية لكي نعي أن لا امن ولا وطن ولا بقاء لنا اذا فرطنا في وحدتنا وتماسكنا كشعب واحد، لذلك فالانتخابات المقبلة فرصة لكي نثبت ولاءنا ووحدتنا وانتماءنا للكويت، وان نتجاوز الانتماءات القبلية والطائفية والفئوية ونمنح أصواتنا لمن نرى فيهم الكفاءة والوطنية.

الانتخابات المقبلة فرصة ربما قد لا تتكرر في الاختيار الأفضل، فالكويت تستحق الأفضل، لأن الكويت لنا جميعا ولا قبلية لا طائفية ولا فئوية، وعلينا أن نتذكر مقولة الشيخ سعد رحمه الله: "كلنا للكويت والكويت لنا"، فالصوت الواحد يجب أن يذهب للأفضل كفاءة ووطنية.

السياسة الكويتية
0
التعليقات (0)