تتجه الأنظار إلى مدينة العين السخنة المصرية بعد توجه وفد يضم 93 من رجال الأعمال والمخاتير وشخصيات المجتمع المدني في قطاع
غزة اليوم لحضور مؤتمر "العين السخنة الثاني" بدعوة من مركز الشرق الأوسط للدراسات.
ويهدف المؤتمر بحسب المشاركين لتحسين الأوضاع الاقتصادية بقطاع غزة وعرض الأوضاع المعيشية والاقتصادية لسكانه، إضافة لمناقشة فتح معبر رفح وحرية الحركة للأفراد والبضائع.
وبحسب محللين فان
التسهيلات المصرية الموعودة ستقدم لغزة عبر القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان ، ضمن سياق المنافسة مع رئيس السلطة محمود عباس ؛ وعلى ضوء الاتفاق التركي الإسرائيلي الأخير بشان منح تسهيلات لتدخل تركي أكبر في غزة عبر البوابة الإنسانية.
شراء مصالح الناس
المحلل السياسي الدكتور فايز أبو شمالة اعتبر في حديث ل"
عربي21" أن مؤتمر "العين السخنة الثاني " يعكس الحرص المصري على عدم الغياب عن ساحة غزة لا سيما بعد توقعات بإقدام رئيس السلطة محمود عباس على إقصاء دحلان ورجاله من كافة المواقع القيادية والمشهد الفتحاوي خلال المؤتمر السابع الذي يعقد نهاية الشهر الجاري برام الله ".
واشار أن "مصر تقوم الآن بشراء مصالح الناس في غزة مقابل الولاء لدحلان بهدف صناعة قاعدة شعبية له في غزة ومن خلال تسهيلات تجارية وتسهيلات سفر وفتح معابر لقطع الطريق على الاتفاق التركي الإسرائيلي الأخير".
ولفت أن ما وعد دحلان به أهالي غزة من فتح للمعابر وإدخال تسهيلات أصبح حديث الشباب الطامحين للسفر في قطاع غزة ، مضيفا "نجحت مصر إلى حد ما بفرض شخصية دحلان على قطاع غزة من خلال التخفيف من حدة الوضع المتأزم".
النفاذ لغزة بالتسهيلات
وأشار أبو شمالة لتصريح سابق لدحلان قال فيه عن وجود حماس على رأس السلطة في غزة إنه لا يفكر بأي عمل عسكري ؛ فغزة خرجت من دائرة الحسم والأجدر النفاذ لسكانها بإدخال تسهيلات وتحسينات على حياة الناس .
واستبعد أبو شمالة أن يكون للتقارب المصري مع غزة بعدا اقتصاديا رغم وجوده ذلك فعليا باعتبار أن مصر دولة كبيرة لها مواردها ولا تحتاج لها "لملعقة سكر من غزة في كأس من الشاي ".
وذكر أبو شمالة " لا أذيع سرا إذا قلت أن التبادل التجاري قائم بين غزة ومصر عبر الأنفاق التي ما زالت تعمل؛ فالبضائع المصرية موجودة في غزة بوفرة رغم الإجراءات المصرية المشددة" .موضحا "البعد المادي ليس المحرك الأساس للوجود المصري في غزة عبر محمد دحلان ؛ وإلا لسارعت مصر من سنوات لإقامة المنطقة التجارية الحدودية بين مصر وغزة" . "مصر تريد وجودا مؤثرا لها على صعيد القرار السياسي في الأراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة ".
مشروع الانفصال
واعتبر المحلل أن أبو مازن تمرد على الإرادة المصرية فيما يتعلق بالمصالحة مع دحلان وترتيب البيت الداخلي لحركة فتح معتمدا في ذلك على الأموال التي تجبيها إسرائيل من الضرائب الفلسطينية بالإضافة للدعم الأمني الإسرائيلي المسمى بالتنسيق .
وأشار أن توجهات مصر الأخيرة تمثل رسالة لأبو مازن الذي يسير في مشروعه الانفصالي عن قطاع غزة ولأنه أبدى ثقة زائدة بقدراته واعتماده على تنظيم فتح بالضفة الغربية .
وكانت شخصيات فلسطينية غزية ورجال أعمال تلقوا دعاوي من مركز الشرق الأوسط للدراسات لحضور مؤتمر العين السخنة على مدار 3 أيام متواصلة لبحث كيفية دفع الوضع الاقتصادي في غزة وتفعيل إنشاء منطقة حرة إضافة لتعزيز التواصل الاقتصادي مع مصر .
يشار أن مؤتمر العين السخنة الأول عقد منتصف أكتوبر الماضي بمشاركة 150 شخصية فلسطينية وعربية من بينها أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط.