سياسة عربية

تصريحات متضاربة حول حادثة "الجفر".. هل هناك ما يراد إخفاؤه؟

الدخول للقواعد العسكرية التي يتواجد بها أمريكيون يحتاج عمليات تفتيش أمني دقيقة- أرشيفية
الدخول للقواعد العسكرية التي يتواجد بها أمريكيون يحتاج عمليات تفتيش أمني دقيقة- أرشيفية
وقع تضارب في الروايات الرسمية التي صرح بها مصدر عسكري أردني بشأن حادثة مقتل مدربين أمريكيين صباح اليوم الجمعة في قاعدة الملك فيصل الجوية بمنطقة الجفر والتي تبعد 200 كم جنوب العاصمة الأردنية عمان.

واختلفت الرواية الأولى التي بثتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" عن الرواية الثانية حيث ورد في الأولى الحديث عن عدم امتثال الأمريكيين للتوقف عن البوابة بينما لم يرد في الثانية ذكر لأمر التوقف من قبل الحراسات وعدم امتثالهم للأوامر.

إقرأ أيضا: مقتل 3 عسكريين أمريكيين بإطلاق نار في الأردن

وجاء في الرواية الأولى أن ما وقع كان "إطلاق نار متبادل على بوابة قاعدة الأمير فيصل إثر محاولة سيارة مدربين الدخول من بوابة القاعدة دون الامتثال لأوامر الحرس بالتوقف ما أدى لمقتل مدربين أمريكيين وجرح ثالث وإصابة ضابط صف أردني".



لكن الرواية الثانية التي بثتها الوكالة نقلا عن مصدر عسكري لم تذكر ما ورد ابتداء من عدم امتثال قائد سيارة المدربين الأمريكيين لأوامر التوقف وقالت "إن إطلاق نار متبادل على بوابة قاعدة الملك فيصل الجوية في الجفر اثر محاولة سيارة مدربين الدخول من بوابة القاعدة ما ادى الى مقتل اثنين من المدربين (من الجنسية الاميركية) وجرح ثالث واصابة ضابط صف اردني".




ولم يتوقف سيل التصريحات المتضاربة إذ صرح مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه لوكالات أنباء أن أمريكيين اثنين قتلا ليعود ويقول إنه واحد ثم ظهر مسؤول آخر ليؤكد أنهما اثنان كما أعلن في بادئ الأمر ثم ظهر مسؤول أخير كشف عن أن عدد القتلى 3 أمريكيين ومصاب أردني.

وحسم الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البتاغون" تضارب التصريحات حول عدد القتلى حين أكد أنهم 3 عسكريين أمريكيين لكنه في الوقت ذاته لم يوضح سبب الحادثة وكيفية حدوثها وفيما إذا كانت متعمدة أم نتجت عن سوء فهم.

وقال بيتر كوك المتحدث باسم البنتاغون "يحزننا أن نبلغ عن أن ثلاثة عسكريين أمريكيين قتلوا اليوم في حادث إطلاق نار عند قاعدة عسكرية أردنية" مضيفا أنه سيتم تقديم مزيد من المعلومات "في الوقت المناسب".

وأوضح كوك أنه لا يملك أي معلومات عن الحادثة سوى ما نشر وقال "نعمل مع الحكومة الأردنية لمعرفة ما جرى بالضبط".

وبالإضافة إلى التضارب الحاصل في طبيعة الحادثة أصدر الجيش الأردني تصريحا يمنع بموجبه وسائل الإعلام من تداول أي تفاصيل حول الحادثة بالإضافة لحظر تداول أسماء القتلى الأردنيين واسم ضابط الصف الأردني المصاب جراء تبادل إطلاق النار.

ويؤكد مطلعون على الإجراءات الأمنية على بوابات القواعد العسكرية التي يخدم بها جنود أمريكيون أن عمليات الدخول والخروج منها تخضغ لفحص دقيق ومسار معين تدخله السيارات التي تقلهم وبعد التأكد من هويات القادمين يتم السماح لهم بالعبور وهذا الأمر يستغرق قليلا من الوقت لاعتبارات أمنية.

حادثة مركز الموقر

ويعيد هذا التضارب إلى الأذهان حادثة مدينة الملك عبدالله التدريبية في منطقة الموقر والتي قتل فيها 6 أشخاص بينهم أمريكيان العام الماضي ونفذها ضابط أردني يعمل في جهاز استخباري.

وفتح ضابط يعمل في جهاز الأمن الوقائي وهو جهاز استخباري النار على مدربين أمريكيين وجنوب إفريقي وأردنيين خلال تناولهم الطعام في إحدى قاعات مركز التدريب فقتلهم على الفور.

وعلى الرغم من أن التحقيقات التي أفصحت عنها السلطات الأردنية في حينه قالت إن الحادثة عمل فردي وليس لها ارتباطات بتنظيمات إلا أن مقربين من الضابط الذي يدعى أنور أبو زيد قالوا إنه يتعاطف مع جماعات جهادية.

ونقلت وكالات أنباء في حينه عن مقربين من أبو زيد إرساله قبل الهجوم بأيام رسالة إلى بعض أصدقائه يخبرهم فيها أنه بصدد رحلة طويلة "إما إلى الجنة وإما إلى النار".

ونقلت "رويترز"عن اثنين من المسؤولين المطلعين على المسائل الأمنية وأقارب لأبو زيد أن الأدلة كانت تتزايد بوجود تأثيرات للتشدد على أبو زيد وأشار مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن الرسالة التي بعث بها لأصدقائه المقربين تؤكد هذه الفكرة.

وقال المصدر "حينما نجهز متاعا لسفر.. نخاف أن ننسى شيئا ولو يسيرا.. وكلما كانت مدة السفر أطول كان الحرص أشد فكيف إذا كانت جنة أو نار" بحسب قوله. 
التعليقات (0)