شنّ فنانون وناشطون هجوما لاذعا ضدّ عدد من نجمات الفنّ والسينما من تونس وبلدان عربية، إلى جانب منظّمي سهرة افتتاح أيّام قرطاج السينمائية، التي انطلقت مساء الجمعة بقصر المؤتمرات بالعاصمة تونس، وسط حضور لافت لعدد من السياسيين والإعلاميين.
وضجّت صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، السبت، بالتعليقات الساخرة والمنشورات المنتقدة لفساتين عدد من النجمات الحاضرات، حيث وصفوها بالفاضحة التي كشفت عن أجسادهن ونهودهن.
وانتقدت الممثلة السينمائية، سوسن معالج، في منشور على فيسبوك، بشدّة أجواء حفل الافتتاح بقولها: "افتتاح بطعم الفشل، ورائحة الخيانة.. خارج القاعة أضواء وسجاد أحمر وصحافة ومصورون، وداخلها ظلام داحس.. نريد إضاءة للسينما، لا إضاءة للفساتين والنهود".
نجوم الدعارة
وتابعت معالج، وهي زوجة الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزيون التونسي، في صفحتها الرسمية: "فوضى عارمة في نقل الضيوف من النزل إلى القاعة، وحالة تيه وضياع على وجوه الضيوف العرب والأجانب -احنا استأنسنا بهم- (تعودنا على ذلك)، وهبّة بوليسية مفزعة مع وصول ركب الشاهد (رئيس الحكومة)".
وأضافت بقولها: "حتى في أحلك أوقات بن علي، سواء تحت الهرماسي أو الباسطي (وزيرا الثقافة في عهد بن علي) أو غيرهم، لم نر بوليس يقتحم اللوج (غرفة التمارين) على موسيقيين يعدلون آلاتهم لحظات قبل صعودهم على الركح. إمالا كيفاش قلتولي، (إذن ماذا قلتم لي) أيام قرطاج مؤسسة ثقافية مستقلة؟ باهي هاو في بالي (طيب سيكون هذا في حسابي)".
وقالت معالج: "للأسف لم أجد مكانا، ولم أشاهد فيلم الافتتاح، لكنني شاهدت داخل القاعة وخارجها خلطة مفزعة بين نجوم الدعارة التلفزيونية المحلية والعربية ومموليها من "شيوخ" الدولار. ثم إني لم أجد إجابة لكل ذلك الإسقاط الفرنسي السافر على سهرة احتفال بخمسينية مهرجان بعث ليكون إفريقي/ عربي".
حكومة التقشف
وتساءل الناشط علي الطاهر (أستاذ إنجليزية)، على صفحته في فيسبوك: "كم أنفقت حكومة التقشف على مهرجان الدعارة حتى يرقص الغلمان والساقطات من الداخل والخارج على سجاد أحمر يتمّ تمويله واقتطاع ثمنه من جيوب المفقّرين؟".
وتابع بقوله: "هل أصبحت تونس دولة تضمّ شعبين على طرفي النقيض.. شعب ماجن يتلاعب بالمليارات وينفق كما يحلو له على الملأ، مقابل التعالي في البنيان والأطعمة الفاخرة والحفلات الراقصة والسيارات الفارهة وتعليم أبنائهم في مدارس أشبه بالحضانة.. وشعب آخر على خطّ التماس لا يملك سوى قوت يومه، أو بالكاد يحقق ذلك، ومع ذلك يواجه الظلم والحيف و مطرقة الجباية.."
وختم بقوله: "ها هو يموت قهرا حين يشاهد ما تفعله الدولة بالميزانية.. دعارة.. فساد بكلّ أنواعه، أشبه بفساد الدولة الأموية في الأندلس".
حفرة
وفيما علّقت صفحات التواصل الاجتماعي على صور لنجمات تونسيات ولبنانيات لحظات مرورهن فوق السجاد الأحمر، على غرار هند صبري، ودرة زروق، وفريال يوسف، وسلمى محجوبي، ومروى العقربي، بعبارة "فضائح بالجملة"، بثت إذاعة "شمس إف إم" مشاهد تعثّر عدد من ضيوف أيام قرطاج السينمائية؛ بسبب حفرة تحت السجاد الأحمر.
وكتب الناشط وليد عرف: "لابسين من غير هدوم ... فادين من حوايجهم (ضجرن من ملابسهن).. يقلقو كي يبداو مستورين (يصابون بالقلق إذا ما ستروا أنفسهم).. لا حول و لا قوة إلا بالله".
وأطلق محمد عزيز بلهادي على التظاهرة اسم "أيام قرطاج للملابس الداخلية.. يخلق من الشبه أربعين"، فيما وصفها أكرم شعبان بـ "أيام قرطاج الإباحية".
وأعاد عدد كبير من النشطاء نشر تصريح إذاعي للمخرجة والنائب السابقة بالمجلس الوطني التأسيسي، سلمى بكار، في ختام دورة أيام قرطاج السينمائية العام الماضي، ردّت فيه على استنكار عدد من التونسيين ملابس فنانات وبعض الصور الخليعة في الأفلام المعروضة بالقول: "من لا يريد رؤية الصدور العارية فليبق في بيته".
أناقة عالية
من جهته، قال الإعلامي أمين الضبابي لقناة "نسمة" إنّ ميزة حفل افتتاح دورة هذا العام هي "الأناقة العالية للضيوف من النساء والرجال"، فيما وصف المخرج فارس نعناع أجواء التنظيم والافتتاح بـ"الجذّابة التي لها روح تونسية خاصة"، لافتا إلى أنّ التظاهرة ليست موجهة إلى السينمائيين أساسا، بل إلى كل التونسيين، وإلى ضيوف المهرجان"، وفق تعبيره.
وردّت الممثلة سلمى محجوب على الانتقادات اللاذعة التي طالتها بسبب فستانها، بقولها: "لا يزعجني كشف جسدي"، مضيفة في تصريح لإذاعة "شمس أف أم" أنّها "في النهاية قمت بكشف جسد امرأة جميلة"، مؤكّدة أنها اختارته لجرأته، وأيضا بعد أن رفضت عدد من الممثلات ارتداءه.
زهرة حلب
وتتواصل الدورة 27 لأيّام قرطاج السينمائية، من 28 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث سجّلت سهرة الافتتاح مشاركة ممثلين من مصر، على غرار طارق عبد العزيز، وعزت العلايلي وجميل راتب الذي ظهر على كرسي متحرك.
كما حضر المخرج خالد يوسف، والممثلة ناهد السباعي، والإعلامي الساخر باسم يوسف، فيما ينتظر أن يكون النجم المصري عادل إمام أحد أبرز نجوم سهرة الاختتام.
وسجّلت سهرة الافتتاح حضور وجوه سياسية، على غرار لطفي زيتون، المستشار السياسي لزعيم حركة النهضة، والنائب والقيادي النهضوي حسين الجزيري، والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي، وعديد الوجوه السياسية الأخرى.
وافتتحت التظاهرة، التي ينتظر خلالها عرض أكثر من 322 فيلما من 20 دولة، بفيلم "زهرة حلب" الذي يتناول ظاهرة انضمام عدد من شباب تونس إلى صفوف "داعش" والقتال في سوريا، وهو فيلم للمخرج التونسي رضا الباهي وبطولة الممثلة هند صبري.