تساءل الباحث الأمريكي سايمون هندرسون، المتخصص في شؤون دول الخليج العربي، عما إذا كان تنفيذ حكم
الإعدام بحق الأمير السعودي
تركي بن سعود الكبير يعدّ تقدما في المملكة العربية
السعودية.
وطرح هندرسون تساؤلاته في ورقة بحثية له في معهد واشنطن للدراسات، قائلا: "هل كانت نهاية الأمير تركي جزءا من مناورات العلاقات العامة؛ لتغيير صورة السعودية، التي جمعت في الأسبوع الثالث من الشهر الحالي سندات بقيمة 17,5 مليار دولار لتمويل "الرؤية 2030"؟ ".
وقال: "إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن يكون مستشارو ولي ولي العهد الأمير
محمد بن سلمان قد أخطأوا في حساباتهم.
وبين أن الأمير تركي كان فردا غير هام في العائلة المالكة، أي أن لقبه كان "صاحب السمو" وليس "صاحب السمو الملكي"، ولربما اعتبره آل سعود شخصا من السهل التخلص منه؛ حفاظا على مظاهر الإذعان بشأن مسألة ضخمة. وكما غرّد رجل الأعمال السعودي، الملياردير الأمير الوليد بن طلال، عبر صفحته على موقع "تويتر": "العدل أسَاس الْمُلْك".
وقال إنه "من غير المرجح أن ينجح إعدام أمير واحد، يكاد يكون بلا أهمية، في إحداث تغيير مفاجئ في نظرة العالم بأن [لأبناء] العائلة المالكة السعودية قانونا على أنفسهم [قانونهم الخاص]".
وأضاف: "إنني لأشك في ما إذا كان من الممكن أن تكون الرياض مسرورة إذا ما تم إلقاء القبض على أحد صغار الأمراء؛ بسبب جريمة متعلقة بالمخدرات، جعلته يقضي فترة عقوبة في السجن".
اليخت في الأسبوع ذاته
وأشار إلى تناقض الأحداث التي حصلت في الأسبوع ذاته فيما يتعلق بالشأن بالسعودي، ففي الوقت الذي تم الحديث فيه عن إعدام الأمير تركي، ضجت وسائل الإعلام بالخبر الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" على صفحتها الأولى عن الأمير محمد بن سلمان واليخت الضخم، "سيرين"، الذي اشتراه بمبلغ 550 مليون دولار عام 2015 -بناء على نزوة- من ملياردير روسي يتاجر بالفودكا.
وقال إن مما يزيد الإحراج أن الخبر المنشور في "نيويورك تايمز" هو من إعداد اثنين من الصحفيين اللذيْن كانا قد حصلا على تأشيرة دخول إلى السعودية، في محاولة لإظهار انفتاح جديد. وكان صحفي ثالث قد كتب خبرا آخر قبل ذلك بيومين عن الكفاءة الاقتصادية (المريبة) لمزارع الألبان في الصحراء.
ونظرا إلى مكانة الأمير محمد بن سلمان والطاقة التي يتمتع بها، سيكون من الحماقة الرهان ضدّه في الوقت الذي يدير فيه العملية الانتقالية في المملكة، ويزداد احتمال تعيينه الملك القادم أكثر من أي وقت مضى.
بيد أن السعوديين العاديين ليسوا فاحشي الثراء، ويعانون من ارتفاع فواتير الخدمات العامة وتجميد الأجور، بينما تواجه السعودية انخفاض أسعار النفط، شأنها شأن الدول الأخرى المصدّرة للنفط. ونظرا إلى محيط المملكة -الذي يضم قوى شديدة العداء للسعودية، في إيران وسوريا واليمن- فإنّ سير عملية التحول الراهنة على نحو سلس سيكون بمثابة معجزة.