ذكرت مصادر محلية أن قوات
حزب الله، التي تفرض سيطرتها على مناطق شمال غرب دمشق، أبلغت -الثلاثاء- سكان بلدة
بقين بضرورة إخلاء منازلهم خلال ساعات، قبل أن تقوم باستهداف المناطق السكنية بقذائف الهاون والمدفعية، ما أجبر المدنيين على النزوح إلى المناطق المجاورة.
وقال الناشط الإعلامي، عبد الوهاب أحمد، وهو من أهالي بلدة بقين، إن "قيادات عسكرية تابعة لمليشيات حزب الله اللبناني دعت فجر يوم الثلاثاء الماضي، عبر مكبرات الصوت، قاطني الأحياء السكنية المجاورة لحاجز العسلي، الذي يسيطر عليه الحزب، إلى إخلاء منازلهم خلال ساعات من البلاغ، وتحت تهديد إطلاق النار، بحجج أمنية".
وبعد مرور عدة ساعات من إبلاغ حزب الله للأهالي، دون أن يلقى تفاعلا أو استجابة من قبل أحد، بدأ القصف والقنص واستهداف تلك الأحياء بقذائف "آر بي جي"، ما اضطر حوالي 40 عائلة من سكان المنطقة إلى مغادرة بيوتهم، دون أن يسمح لهم باصطحاب الأمتعة، وفق قول عبد الوهاب أحمد لـ"عربي21".
وبيّن الناشط الإعلامي أن قسما من الأهالي اتجه نحو بلدة مضايا المجاورة، فيما بقي القسم الآخر ضمن أحياء بلدة بقين الأكثر أمنا.
ويبلغ عدد سكان بقين حاليا -بحسب المتحدث- أكثر من 1000 عائلة، فضلا عن النازحين إليها من بلدات مضايا والزبداني، وهؤلاء يخضون لحصار عناصر حزب الله وقوات النظام السوري، حيث تلجأ تلك القوات خلال فترات متفاوتة إلى التضييق على المحاصرين في كل من مضايا وبقين، من خلال اعتماد سياسة التهديد والوعيد؛ بهدف إجبار المدنيين على النزوح من بيوتهم، والتراجع نحو مركز بلدتهم، في ظل قصف مدفعي متكرر.
بدروه، قال الصحفي السوري، عمر محمد، من أهالي
ريف دمشق، إن كلا من بقين ومضايا الجارتين تعانيان نقصا حادا في مقومات الحياة، "فتداخل البلدتين ببعضهما جعلهما تتشاركان الجوع والحصار المفروض عليهما من قبل النظام وحزب الله"، وفق قوله لـ"عربي21".
وموقع بلدة بقين المكشوف جعل من منازل المدنيين هدفا للرشاشات والقناصات المحيطة بها. وتعاني المنطقة حصارا متواصلا منذ نهاية عام 2014. وهي جزء من اتفاق الزبداني ومضايا مقابل كفريا والفوعة الشيعيتين، اللتين تحاصرها الفصائل في ريف إدلب.
وبحسب الصفحة الرسمية للمجلس المحلي في بقين ومضايا، فإن البلدتين تتعرضان بشكل متكرر لنيران عناصر حزب الله، الأمر الذي أخرج المشافي الميدانية في البلدة عن الخدمة، ومنع الكادر الطبي من مزاولة عمله، وباتت البلدة تخلو من أي مركز إسعافي.
وبين عمر المحمد أن آخر قافلة مساعدات دخلت بلدة بقين حملت أدوية للجرب والقمل، إضافة إلى المعقمات، دون وجود يذكر للأدوية الأساسية والضرورية للمحاصرين.