صحافة دولية

لافانغارديا: استعادة الموصل لا يجلب السلام دون اتفاق سياسي

تمثل الموصل المعقل الأكبر لتنظيم الدولة - أرشيفية
تمثل الموصل المعقل الأكبر لتنظيم الدولة - أرشيفية
قالت صحيفة "لافانغارديا" الإسبانية إن تحقيق السلام في الموصل غير ممكن من دون اتفاق سياسي، كما أن استعادة الموصل من التنظيم ستشكل ضربة له، ولكنها لن تؤدّي إلى نهاية "الخلافة أو التمرد الجهادي".

وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن السلام سيكون مستحيلا؛ إذا لم يتم الاتفاق بين العراقيين، عبر وساطة الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية.

وشددت الصحيفة على أن معركة الموصل تعد من أهم المعارك ضد تنظيم الدولة، نظرا إلى أنها ستؤدي حتماً إلى تدهوره وتراجع قوته، ولكن ليس إلى نهايته أو نهاية "الإرهاب عامة"، كما أن المعركة لا تزال طويلة ومعقدة، رغم تقدم الجيش العراقي في بعض المناطق بدعم جوي واستخباراتي ولوجستي أمريكي.

واعتبرت الصحيفة أنه ليس من المتوقع أن تجري معارك عنيفة مع تنظيم الدولة على الضفة الشرقية لنهر دجلة، الذي يمتد من شمال إلى جنوب الموصل؛ لأنه مكان صعب وخطر لا يمكن المواجهة فيه خاصة وأن معظم شوارعه الضيقة تعيق تقدم الدبابات والمدفعيات.

كما تستعد عناصر التنظيم للهجوم، وذلك من خلال بناء شبكة من الأنفاق، وتكوين قيادة مركزية وأيضا حفر خنادق ملئت نفطا كما ذكرنا من قبل. لذلك ستتم عملية التحرير في البداية في الشوارع ذات الكثافة السكانية العالية، حيث يمكن تعرض السكان لخطر استخدامهم كدروع البشرية.

وفي هذا السياق، تذكّر الصحيفة بأن الجيش الأمريكي كان قد احتل العراق سنة 2003 دون تحقيق السلام، والآن لا يوجد اتفاق حول إدارة الموصل ذات الأغلبية السنية.

وتثير مشاركة مليشيات الحشد الشعبي الشيعية في المعارك؛ المخاوف من ارتكاب جرائم حرب ضد السكان السنّة في الموصل، على غرار انتهاكات سابقة في مناطق مثل الفلوجة والرمادي، والتي ساهمت ظهور تنظيم الدولة.

وقالت الصحيفة إن التنظيم سوف يفقد السيطرة على الموصل، ولكنه لا يزال ممسكاً بالرقة السورية بقبضة من حديد، باعتبارها عاصمة "الخلافة". ويشكل القبض على "الخليفة" أبي بكر البغدادي المفتاح لإزالة هذا التنظيم، ولكن لا يبدو ذلك متوقعا، فالأرجح أن تكون نهايته القتل.

وبينت الصحيفة أنه من الضروري إعادة بناء الموصل، ولكن الأهم هو خلق إدارة قادرة على توفير الخدمات الأساسية، بدءا بالأمن، دون الوقوع في الفساد والطائفية، على الرغم من أن ذلك يعدّ صعبا في الوقت الحالي.
التعليقات (0)

خبر عاجل