ناقشت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير أعده كل من ريتشارد سبنسر وحنا لوسيندا سميث، الأوضاع في مدينة
حلب السورية، وموقف دول
الخليج من المعركة الجارية هناك، عقب فشل العملية السياسية في فرض حل ينهي معاناة أهلها.
ويكشف الكاتبان عن أن دول الخليج ستسلح قوات المعارضة: لتساعدها على تحدي نظام بشار
الأسد، مشيرين إلى أن
السعودية سترسل مزيدا من الأسلحة إلى المقاتلين السوريين؛ للرد على القصف الجوي المستمر على حلب، وفشل الجولة الجديدة من المحادثات.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21" إلى أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال عقب لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن دول الخليج، التي دعمت المعارضة المعتدلة، ستزيد من الدعم العسكري لها، وأضاف: "إذا لم تنجح العملية السياسية فنحن نعتقد أنه يجب تغيير معادلة القوة على الأرض"، وتابع قائلا: "لن يتم تحقيق هذا دون زيادة الأسلحة للمعارضة المعتدلة".
وتنقل الصحيفة عن الجبير قوله: "نناقش هذا الموضوع مع شركائنا، بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية البريطاني ونظيره الفرنسي يقودان الدعوات لمواقف متشددة من الخسائر التي يتعرض لها المدنيون بسبب القصف، إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض حتى هذا الوقت إرسال قوات أمريكية للتدخل في الحرب.
ويلفت الكاتبان إلى أن روسيا أعلنت يوم أمس التزامها بهدنة لمدة ثماني ساعات تبدأ يوم الخميس، ما بين الساعة الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء؛ وذلك للسماح للمواد الإنسانية بالوصول إلى المدنيين العالقين في حلب الشرقية، مشيرين إلى أن الإعلان الروسي جاء بعد اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكيري ووزراء خارجية الدول الإقليمية الداعمة للأطراف المتحاربة، بما فيها تركيا والسعودية وقطر وإيران.
ويفيد التقرير بأن المجتمعين ناقشوا خططا مقدمة من المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى
سوريا ستيفان دي ميستورا، التي دعا فيها إلى خروج مقاتلي جبهة النصرة/ فتح الشام، الموالية لتنظيم القاعدة من حلب الشرقية، مقابل وقف إطلاق النار، لافتا إلى أن الجماعة رفضت الخطة، بالإضافة إلى أنه لا توجد أي مقترحات أخرى، وتم استبعاد كل من بريطانيا وفرنسا المعاديتين لروسيا أكثر من كيري من ذلك الاجتماع.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم مطالب جونسون بموقف متشدد، إلا أنه قبل يوم الأحد بواقع لن يتدخل فيه الغرب بشكل مباشر، وقال: "الأساليب التي في يدنا دبلوماسية"، وهو ما يفتح الباب أمام الحلفاء الخليجيين لتقديم الدعم للمعارضة.
وينوه الكاتبان إلى أن الدبلوماسيين الخليجيين يعتقدون أن روسيا والنظام السوري مصممان على استعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وذلك قبل وصول الرئيس المقبل للولايات المتحدة إلى منصبه في كانون الثاني/ يناير، وهو ما يعني استمرار دول الخليج في دعم المقاتلين حتى يظلوا صامدين.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول الجبير إنه على الرغم من التقدم الذي حققه النظام، إلا أن لا نهاية قريبة للحرب، لافتة إلى أن حقيقة دخولها العام السادس يظهر أن المقاتلين "صامدون".