فنون منوعة

ثمن الإفراج عن وائل جسار لـ"حب مصر" هل هو 44 ألف دولار؟

وائل جسار
وائل جسار
تضاربت المعلومات حول قيمة المبلغ الذي دفعه المطرب اللبناني، وائل جسار، للسلطات المصرية، كي تقوم بالإفراج عنه، بعد توقيفه بمطار القاهرة، الأحد، أثناء عودته إلى بيروت، على خلفية حيازته حقيبة بها 54 ألف دولار، وهو مبلغ أكثر من الحد المسموح به للعملات الأجنبية، وهو عشرة آلاف دولار.

وأمام السلطات أنكر المطرب معرفته بالقانون المصري للنقد الأجنبي، مضيفا أنه حصل على المبلغ كأجر مقابل إحياء حفلات له بمصر، في خلال الأيام الماضية، بحسب تقارير إعلامية.

موسى: جسار تنازل عن المبلغ

وقال الإعلامي الموالي للسلطات، أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الاثنين، إن وائل جسار "تنازل عن المبلغ في حب مصر"، مشيرا إلى سعادة جسار جدا بذلك، وأنه "ماعندوش أي مشكلة".

وحسبما زعم موسى، فقد قال جسار له: "تنازلت عن المبلغ في حب مصر"، وأضاف: "قال لي: والله المبلغ تنازلت عنه في حب مصر، خلاص سُمح لي بجزء من المبلغ، والباقي (لم يكمل موسى الجملة)"، مشيرا إلى أن جسار لم يذهب للنيابة، وإنما تم تحرير محضر تنازل له.

وأضاف: "الراجل (يقصد وائل جسار) قال لي إنه اتعامل معاملة كريمة من أبناء مصر، وإنه لم يطلب تكسير القانون".

جسار: سددت نسبة من المبلغ

لكن وائل جسار، نفى صحة تنازله عن المبلغ كاملا للسلطات المصرية، حسبما قال موسى، موضحا أنه قام بسداد نسبة منه، حسب ما ينص القانون المصري، ثم تم التصالح بعدها، وإنهاء الأزمة.

ونشرت الصفحة الرسمية للمطرب اللبناني بيانا حول الأزمة، وصف فيه ما حدث بأنه "مجرد سوء تفاهم، وعدم معرفة بالقانون المصري".

وأضاف البيان أن "نقيب المهن الموسيقية، هاني شاكر، أنهى المشكلة، ‎وأجرى عدة اتصالات، بطرفي الأزمة، واتفق على إنهاء الأمور بسداد نسبة من المبلغ المضبوط، حسب ما ينص القانون المصري، وتم التصالح بعدها، وإنهاء الأزمة".

"رويترز" نقلا عن مصدر: تنازل عن المبلغ

لكن وكالة "رويترز" للأنباء، نقلت رواية مختلفة عن رواية جسار، فقد نقلت عن مصادر أمنية بمطار القاهرة قولها إن "سلطات المطار أخلت سبيل المغني اللبناني بعد احتجازه عدة ساعات لمحاولته السفر إلى بيروت وبحوزته مبلغ من المال أكبر من المسموح به قانونا، بعد أن تنازل عن 44 ألف دولار".

وبحسب الوكالة، قال مصدر إن جسار كان يحمل حقيبة بها 54 ألف دولار بينما يسمح لكل راكب بحيازة عشرة آلاف دولار، أو ما يعادل هذا المبلغ من العملات الأجنبية في الطائرة.

وأضاف المصدر، وفق "رويترز"، أن السلطات أخلت سبيل المغني اللبناني، وسمحت بسفره بعد أن تنازل عن 44 ألف دولار تزيد على الحد المسموح بحيازته على الطائرة (أي أنها سمحت له باصطحاب عشرة آلاف دولار فقط).

"أ ش أ" نقلا عن هاني شاكر: نسبة من المبلغ

لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) نقلت رواية مختلفة عن المستشار الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية، طارق مرتضى، إذ قال: "إن النقيب هاني شاكر فور علمه بالأمر، أجرى اتصالات عدة بالسطات المعنية، واتفق على إنهاء الأمور بسداد نسبة من المبلغ المضبوط، حسب ما ينص عليه القانون المصري".

وأضاف مرتضى أن هاني شاكر أجرى اتصالا بوائل جسار الذي وافق على اقتراحه، وأنه تم التصالح بعدها، وإنهاء الأزمة.

هل المبلغ مقابل "بحبك يا مصر"؟

وكان جسار قال في بيانه إنه كان في زيارة قصيرة لمصر، سجل خلالها أغنية جديدة هدية لبلده الثاني مصر بعنوان "بحبك يا مصر"، تدور حول التفاؤل بمستقبل مصر، والحث على العمل، وبث الأمل، ومن كلمات الشاعر الغنائي محمد رفاعي، وتلحين وليد سعد، وتوزيع الموسيقي عادل عايش.

وبينما لم يشر البيان إلى حفلات أخرى نظمها جسار لدى زيارته القصيرة إلى مصر، وبالتالي لم يوضح من أين حصل على المبلغ المضبوط معه حال مغادرته مصر، إلا أنه صرح بأنه وفريق عمل الأغنية حدد موعد طرحها غدا، الأربعاء، تزامنا مع احتفالات ذكرى انتصار 6 أكتوبر، التي توافق الخميس.

وتقول كلمات الأغنية: "بحبك يا مصر وخيرك عليا.. وبعشق ترابك يا أم الدنيا ديا.. يا بلد الأصالة والشعب الكريم.. يا بلد الشهامة والجيش العظيم".

عمر طاهر: لماذا يأخذ المبلغ أصلا؟

وأثار حصول جسار على المبلغ الذي كان بحوزته لقاء أداء الأغنية، حسبما فهم كثيرون، استياء البعض في الوسط الإعلامي.

وانتقد الكاتب والصحفي عمر طاهر استقدام المطرب اللبناني لكي يغني ما وصفه بـ"الكليشيهات" مقابل ما يقرب من نصف مليون جنيه.

وقال في تدوينة عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "يعني انتوا بتدوا جسار المبلغ ده علشان يغنى اكليشيهات بلحن اكليشيه كالعادة بس تبقوا عملتوا نمرة ومنظر.. في  حين فيه خمسين فرقة ومطرب وشاعر وملحن في مصر يقدروا يقولوا: "بحبها"، بفن بجد عليه القيمة وببلاش، بس أدوهم فرصة".

وأضاف: "ولا ليكم في الغنا ولا التليفزيون ولا الكورة، وأتفه ناس عدت على الحتة دي في مصر .. الفاتحة للقوة الناعمة .. جتكوا نيلة"، بحسب تعبيره.

وأضاف توضيحا للتدوينة: "تحديث: فيه ناس كتير لفتت نظري أنه ممكن مايكونش ده أجر المطرب عن الأغنية لكن عن أعمال فنية أخرى في مصر: فرح أو حفلة على هامش تسجيل الأغنية .. هيبان عموما".

ماذا يقول القانون المصري؟


وينص القانون المصري بشأن القيمة النقدية المسموح باصطحابها للمسافرين القادمين إلى مصر، والمغادرين لأراضيها، بأنه يسمح للراكب عند المغادرة، أو الوصول بحمل مبلغ لا يزيد عن عشرة آلاف دولار أمريكي، أو ما يعادلها بعملات أخرى.

كما يسمح بحمل نقد مصري في حدود خمسة آلاف جنيه مصري، ويحظر ما زاد عن ذلك.

وفي حالة ثبوت وجود مبلغ يزيد عن 10 آلاف دولار، أو ما يعادلها من العملات العربية أو الأجنبية عن المسموح بها، المقدرة بنحو 10 آلاف دولار، يتم التحفظ على هذه الأموال حتى يتم عرض المضبوط على نيابة الأموال العامة، التي يتم من خلالها إصدار قرار بالإفراج عن العملة من عدمه.

وعادة ما يتم التصالح في تلك الحالات مقابل مصادرة جزء من المبلغ، أو تحال الأوراق والمبالغ المضبوطة إلى المحكمة، التي تصدر حكما في القضية، إلا إذا تنازل حامل المال الزائد عنه، وإذا تمت مصادرتها تدخل خزانة الدولة.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل