رياضة دولية

الرياضة الإلكترونية تشهد تحولا كبيرا.. فهل تصبح رياضة العصر؟

واستحوذ نادي "فيلادلفيا سكسرز" على ناديي "تيم ديغنيتاس" و"آبكس- أرشيفية
واستحوذ نادي "فيلادلفيا سكسرز" على ناديي "تيم ديغنيتاس" و"آبكس- أرشيفية
ستشهد الرياضة الإلكترونية ازدهارا تجاريا وتحولا كبيرا، بعدما قام ملاك نادي كرة سلة يتمتع بشعبية كبيرة بين جمهور كرة السلة الأمريكية ومستثمرين في نادي كريستال بالاس، أحد أكبر أندية كرة السلة في الدوري الأمريكي الممتاز، بشراء ناديين افتراضيين رائدين في هذه اللعبة.

واستحوذ نادي "فيلادلفيا سكسرز" على ناديي "تيم ديغنيتاس" و"آبكس"، ويسعى في الوقت الحالي إلى ضمهما للاتحاد الوطني الأمريكي لكرة السلة على أمل أن يكونا مركزا للقوة في هذه المرحلة التي يشهد فيها هذا القطاع ازدهارا كبيرا، لكنه لم يطور تجاريا حتى الآن.

ووفقا لموقع "بي بي سي" فإن "جوش هاريس" و"دايفيد بليتزر"، مالكا نادي "فيلادلفيا سكسرز"، اشتريا حصة في نادي "كريستال بالاس" لكرة السلة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ورغم أنها صفقة ليست بالكبيرة، لكن يبدو أن لديهما خططا طموحة يستهدفون تنفيذها من خلال عملية الشراء التي تمت العام الماضي.

وقال "هاريس" إن :"الرياضة الإلكترونية قطاع يتوقع أن يحقق نموا مذهلا، ونحن متلهفون لأن نكون ملاك نادي عريق مثل "تيم ديغنيتاس"."

ويستمر مالك فريق "تيم ديغنيتاس" ومديره الفني "مايكل أودي أوديل" في أداء مهام عمله في إطار التشغيل المشترك التي تتضمن إدارة فريق "آبكس" الذي يحقق نجاحا مبهرا في دوري ليجندز.

وتعد الصفقة بالنسبة إلى "أوديل" لحظة تاريخية. وعندما زرته في منزله المتواضع في ساري، وصفته بأنه يجمع بين خصال "أليكس فيرغسون" و"رومان إبراهيموفيتش". لكن احتلاله دائرة الضوء والهالة التي تحيط به بسبب إدارته الجيدة لفريق "تيم ديغنيتاس" الذي يضم أكثر من 50 لاعبا محترفا حول العالم لا تضاهي ما حققه "فيرغسون" في "أولد ترافورد" ولا ما عرف عن إبراهيموفيتش أثناء لعبه على "استاد برنابو".

وفي حين يحصد لاعبوه أموالا طائلة من الإعلانات التي تظهر على قناة الرياضة الإليكترونية تويتش، لا زال هذا القطاع الناشئ يصارع من أجل الوصول إلى نموذج أعمال واضح يعمل من خلاله.

ولكن هذه الصفقة منحت أوديل الموارد عبر مؤسسات رياضية احترافية تدعمه، وهو ما اتضح من خلال حديثه عن فيلادلفيا سكسرز، إذ كان متحمسا جدا أثناء تأكيده أن "لديهم أطباء نفسيين وخبراء تغذية، وهذا هو المستوى التالي الذي كنت أستهدفه."

وأضاف المتحدث نفسه قائلا  :"كنت في تغطية لتوقيع عدد من أندية الدوري الإنجليزي مع لاعبين إلكترونيين لمست من خلالها أن أندية كبرى مثل ويست هام ومانشستر سيتي بدت أثناء التوقيع وكأنها تتحسس موطأ أقدامها في هذا لقطاع بحرص بالغ على عكس فيلادلفيا سكسرز الذي بدأ نشاطه في الرياضة الإلكترونية على نطاق واسع".

وتابع :"قلت لرئيس نادي فيلادلفيا سكوت أونيل إن الرياضة الإلكترونية قد تجتذب جمهورا كبيرا، لكن تحقيق أرباح من المباريات سوف يمثل تحديا كبيرا للنادي، لكنه أكد لي أنه يرى فرصا كبيرا في هذا القطاع".

وقال سكوت إن "متوسط إنفاق كل واحد من جماهير الرياضة التقليدية على أنشطة مشاهدة اللعبة يصل إلى 77 دولارا في السنة في حين ينفق جمهور الرياضة الإلكترونية أقل من دولار سنويا على تلك الأنشطة."

وأشار إلى أن تحقيق عوائد مالية لابد ألا يعتمد على الإعلانات فقط، بل على الترويج للعبة.

وأضاف أن الخصائص الديموغرافية لجمهور الرياضة الإلكترونية تشير إلى أن 75 في المائة منهم ذكور، وأن أعمارهم تتراوح بين 18 و34 سنة، وأنهم يتابعون باهتمام بالغ ويتفاعلون مع المباريات، لكنهم لا يسمعون الإذاعات ولا يشاهدون التلفزيون التقليدي، ما يجعل الوكالات الإعلانية في جهد متواصل لتحقيق الارتباط بين هذا الجمهور وما يعلنون عنه من منتجات وخدمات.

وتعتبر مشاهدة العالم لبعض الأشخاص وهم يلعبون مباراة ألعاب فيديو أسطورة لا يمكن تصديقها بالنسبة لأغلب من تجاوزوا الثلاثين من عمرهم، بمن فيهم كل من يعملون في التسويق.

لكن أمازون، التي استحوذت على موقع بث مبارايات الرياضة الإلكترونية تويتش مقابل مليار دولار منذ عامين، كانت أول من راهن على أن يتحول الموقع إلى شركة كبرى. وينضم هاريس وبلتيزر إلى أمازون بالتحرك الذي اتخذاه على صعيد شراء أنصبة في أندية رياضية إلكترونية إلى أمازون في الاتجاه الذي اتخذته والقناعة التي كونتها بهذا المجال، ليكون هذا التحرك علامة فارقة في تاريخ نمو الرياضة الإلكترونية.

وهنا نتوقع أن يشغل بال الأندية الرياضية التقليدية سؤال ملح حول مدى حاجتهم إلى فهم الأسباب التي قد تدفع الملايين من جمهور كرة القدم إلى متابعة دوري ليجندز الإلكتروني، مفضلين ذلك على مشاهدة مباراة بين ميدلزبره وبيرنلي.
التعليقات (0)