اتهمت مواقع إعلامية مقربة من "حزب الله" اللبناني، المعارضة السورية بالتعاون مع
إسرائيل، بعد نشر مقطع فيديو جديد لإعدام الجاسوس الإسرائيلي إيلين
كوهين، فيما نفى صحفي سوري منشق عن النظام إمكانية حصول ذلك، في ظل سيطرة النظام على مكاتب التلفاز والإذاعة الرسمية.
وكان موقع "NRG" الإسرائيلي كشف عن فيلم قصير يوثق لحظة إعدام الجاسوس الإسرائيلي الشهير "إيلي كوهين" وسط العاصمة السورية دمشق، وقال إن الفيلم حصل عليه بعدما وصل إلى أيادي مجموعات سورية مسلحة يبدو أنها احتلت مكاتب التلفزيون السوري وسلمت الفيلم إلى جهات إسرائيلية، حسبما نقل موقع "معا" الفلسطيني.
اقرأ أيضا: فيديو للحظة إعدام الجاسوس كوهين بدمشق 1965
اتهامات للمعارضة
واتهم موقع قناة "المنار"، وصحيفة "الأخبار" اللبنانيتين، التابعتين لحزب الله المعارضة السورية بالتواصل مع إسرائيل وتسليمها مقطع الإعدام، قائلة إنه "يرسم مجددا العلاقة" بين إسرائيل والمعارضة.
وقالت "المنار" إن "هذه الحادثة تشير من جديد إلى طبيعة العلاقة بين المسلحين والعدو وطبيعة التعاون، كما أنها تؤشر من جديد إلى ما كان يمكن أن يرتسم من معالم مستقبلية لسوريا لو نجح هؤلاء في القبض على مفاصل قرار، من حيث إيصال معلومات وتعاون على أكثر من صعيد"، بحسب اتهامها.
"استحالة" و"إيحاء"
من جانبه، قال الصحفي المنشق عن النظام السوري محمد منصور، إنه "من سابع المستحيلات" الحصول على المقطع المصور بدون إذن خطي من مدير التلفزيون، مؤكدا "عدم إمكان أي فصيل مسلح أن يعثر على شريط كهذا لمجرد أنه استولى على أرشيف الدولة".
وأكد منصور، الذي تابع قضية كوهين واطلع على التلفزيون السوري وبحثه في الأرشيف، في مقال له على موقع "الغراب"، الأربعاء، إن المقطع مصور باستخدام كاميرات سينمائية، بتقنية "2 إنش"، وموجودة على أشرطة ضخمة.
وتابع: "هذه الأشرطة الضخمة التي سجلت عليها المحاكمات غير قابلة للنقل والاستخدام اليوم إلا باستخدام آلة واحدة موجودة لدى النظام، في مبنى التلفاز، أو في مستودع خارجي في منطقة الصبورة"، وما زال المكانان تحت سيطرة النظام السوري.
"أرشيف سياسي"
وأكد منصور أنه حتى لو توفرت الإمكانية التقنية، فإن محاكمة كهذه لا يمكن الحصول عليها إلا "بإذن خطي من المدير العام، وقد يتطلب موافقة وزير الإعلام"، ما يجعل مادة مهمة كمادة كوهين "لا يمكن أن توجد بين يدي أكثر موظفي التلفزيون السوري موثوقية".
واتهم الصحفي المنشق النظام السوري بتسليم الشريط لإسرائيل، موضحا أن المطلوب هو "الإيحاء بأن مسلحي المعارضة يتعاملون مع إسرائيل، ويتواصلون معها، ويخطبون ودها، في نقطة ضعفهم التاريخية، إيلي كوهين".
وكوهين "1924- 1965"، هو أشهر جاسوس إسرائيلي عمل في
سوريا تحت الاسم المستعار "كامل أمين ثابت"، وتم إعدامه وسط دمشق بعد اكتشاف أمره رغم تدخل قوى كبرى لمنع إعدامه.
وتصف إسرائيل "كوهين" بأنه "أهم جواسيسها"، وتؤكد نقله معلومات أدت إلى تحقيق إسرائيل النصر في حرب عام 1967، وذلك بحسب اعتراف رئيس وزراء إسرائيل في تلك الفترة "ليفي إشكول".
وأعدمت السلطات السورية هذا العميل يوم 18 أيار/ مايو 1965 وسط ساحة المرجة، ودفنت جثته في مكان ما زال سريا حتى الآن، وفشلت إسرائيل في استرجاعها رغم عشرات المحاولات السرية والعلنية.