سياسة عربية

المنهاج الفلسطيني الجديد.. تجاهل للقدس ورام الله مركز فلسطين

أوضحت وزارة التعليم الفلسطينية أنها "ملتزمة بتطوير منهاج عصري يحاكي روح التطور والعلم والابتكار"- أرشيفية
أوضحت وزارة التعليم الفلسطينية أنها "ملتزمة بتطوير منهاج عصري يحاكي روح التطور والعلم والابتكار"- أرشيفية
أثار إطلاق وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في الأول من آب/ أغسطس الجاري النسخة الأولى من تعديل المنهاج الفلسطيني الجديد، موجة من الانتقادات والجدل، بل والسخرية؛ لما احتواه من مغالطات بين صفحاته.

وكان وزير التربية والتعليم الفلسطيني، صبري صيدم، قال إن التعديل يأتي "انطلاقا من روح المبادرة وقيادة التغيير وإصلاح النظام التربوي والسعي الدؤوب من أجل تحسين نوعية التعليم والتعلم".

تجاهل القدس

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لإحدى صفحات مادة التاريخ ضمن منهج الصف الثالث الابتدائي؛ تبين أن مركز فلسطين هو مدينة رام الله في الضفة الغربية، وذلك عبر سؤال يستفسر عن المدن المحيطة بها، متجاهلين أن القدس عاصمة لفلسطين.

               

كما حملت صفحة أخرى تعريبا لمدينة (تل أبيب) الإسرائيلية، والتي أقيمت على أحياء مدينة يافا، وهي مغالطة وخطأ شائع، فـتل أبيب هي عاصمة "إسرائيل".

واستخدمت رسمة أخرى بإحدى صفحات كتاب التربية الإسلامية للصف الأول الابتدائي لامرأة عجوز يقف بأعلاها مجموعة من "الجن" للتدليل على السحر والشعوذة، وكتب بأعلاها جزء من سورة الفلق بالقرآن الكريم: "من شر النفاثات في العقد"، وبمكان آخر "أردد: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".

                                     

تغيير المفاهيم

أستاذ التاريخ في مدرسة كمال ناصر الابتدائية، أحمد سرداح، استغرب من قرار الوزارة بتغيير الكثير من المصطلحات والمفاهيم الوطنية في منهاج المواد الاجتماعية والتربية الإسلامية، لطلاب المرحلة الابتدائية، الأمر الذي قد يتسبب، من وجهة نظره، "تغيير أفكار ومعتقدات الطلاب وليس تغيير للمنهاج كما يزعمون".

وأضاف لـ"عربي21" أنه "كان من الضروري على وزارة التربية والتعليم أن تعقد ورشات عمل مع المدرسين لإقرار المنهج قبل اعتماده بهذا الشكل غير الوطني وغير الأخلاقي"، كما وصفه.

يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم أنشأت مركز تطوير المناهج الفلسطينية عام 1994، بهدف صياغة منهاج فلسطيني جديد موحد، بعد أن كان الطلبة الفلسطينيون يدرسون المنهاج الأردني في الضفة الغربية، والمنهاج المصري في قطاع غزة.

 وقد أطلقت النسخة الأولى من هذا المنهاج في العام 2000 للصفوف الثلاثة الأولى في المرحلة الابتدائية، ثم انتهى وضع المنهاج الكامل في العام 2007 لكافة المراحل، وفي العام الحالي 2016 أطلقت الوزارة الخطة التطويرية الأولى للمنهاج الفلسطيني.

ويتفق أستاذ التربية الإسلامية في مدرسة هارون الرشيد، محمد الأغا، مع سابقه بقوله، إن "إقرار الوزارة للمنهج الفلسطيني بهذا الشكل سيتسبب في كثير من المشاكل لأعضاء الهيئة التدريسية لمنافاته للقيم الاجتماعية والأخلاقية والوطنية والدينية"، مشيرا إلى أن "تصوير المرأة بالمجتمع الإسلامي بهذا الشكل يخالف التشريع الإسلامي الذي كرمها وأعطاها منزلة وقدرا كبيرا".

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "لقد تعرضنا لكثير من الانتقادات من أولياء أمور الطلاب بسبب بعض فقرات المنهاج غير الواضحة حتى اللحظة، ولا نعرف كيف نرد على استفساراتهم".

منهاج عصري

وأضحت الوزارة في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته في مقر الحكومة الفلسطينية بمناسبة بدء العام الدراسي في الأول من أيلول/ سبتمبر، أنها "ملتزمة بتطوير منهاج عصري يحاكي روح التطور والعلم والابتكار، وأنها تحرص على استقبال جميع وجهات النظر والاقتراحات المختلفة التي من شأنها أن تثري هذا المنهاج".

وأشاد مدير العلاقات العامة بمركز تطوير المناهج الفلسطيني، حامد شكري، باللجنة التي أشرفت على تطوير المنهاج الفلسطيني للمرة الأولى منذ تأسيسه قبل ستة عشر عاما، "في ظل تقييد الاحتلال لعمل اللجان وإصراره بأكثر من مناسبة على حذف بعض المصطلحات التي تهم قضيتنا، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا".

وأضاف لـ"عربي21" أن "الذي أشرف على تطوير المنهاج مختصون وخبراء ومجموعة كبيرة من منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، ليتماشى مع متطلبات المرحلة التي وصلنا إليها بكثير من المفاهيم الجديدة التي لا تنفي وجودنا في أرضنا"، مشيرا إلى أن "المنهاج قابل للتطوير والتعديل بحسب ما تراه دائرة تقييم المناهج في الوزارة".
التعليقات (0)