يشهد ريفا محافظة
درعا الشرقي ومحافظة
السويداء الغربي حالة من التوتر، على خلفية عودة حالات الخطف المتبادلة للواجهة من جديد، وذلك بعيد خطف مليشيا "كتائب البعث"، التابعة للنظام السوري، نازحين من محافظة درعا، قابلها اختطاف من الطرف المقابل، ليصل عدد المخطوفين من أبناء المحافظتين خلال الفترة الماضية إلى أكثر من 35 شخصا.
وقال عضو "شبكة السويداء 24" نور رضوان لـ"
عربي21"، إن "مسلحين تابعين لمليشيا كتائب البعث قاموا باستدراج تسعة مدنيين من محافظة درعا كانوا عالقين في منطقة الرويشد على الحدود الأردنية، حيث قدموا لهم الوعود بتسهيل عبورهم باتجاه محافظة درعا مقابل 500 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 1000 دولار أمريكي؛ بهدف استدراجهم لأطراف البلدة".
وأضاف أنه بعد أن نجحت المليشيا باستدراج المدنيين التسعة، أقدمت على تسلميهم لفرع أمن الدولة في السويداء، فيما رد أهالي الكرك بخطف أربعة أشخاص من بلدة نجران الواقعة بريف السويداء؛ بهدف الضغط على الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري ومشايخ العقل لإطلاق سراح المخطوفين لدى الأجهزة الأمنية.
وأشار رضوان إلى أن عملية الخطف تأتي ضمن إطار مساعي النظام السوري لخلق الفتنة الطائفية بين المحافظتين، الذي بات معروفا لدى الأهالي أنه عقب كل تحرك شعبي في السويداء، يحرك النظام شبكات الخطف؛ من أجل تأجيج الوضع في المنطقة، منوها إلى أنه نجح بنسبة 50% بإشعال الفتنة، بعد أن تمت عمليات خطف متبادلة بين السكان"، على حد تعبيره.
من جانبه، قال محمد أبو زيد، أحد وجهاء عشائر المدالجة بمحافظة درعا، لـ"
عربي21"، إن "هناك محاولات لعقد اجتماع بين وجهاء ومشايخ من درعا والسويداء؛ بغية التوصل إلى اتفاق حول الإفراج عن المدنيين المخطوفين من قبل مليشيا كتائب البعث في محافظة السويداء، التي صعدت من وتيرة الخطف والسرقة تجاه أهالي درعا خلال الفترة الماضية، بينما يستوجب علينا إطلاق سراح الأشخاص التابعين للنظام السوري، الذين تم اختطافهم بهدف الضغط على الأجهزة الأمنية".
وبحسب أبي زيد، فإن خطف أشخاص محسوبين على الأجهزة الأمنية من أبناء السويداء جاء ردا على الممارسات المتكررة لمليشيا "كتائب البعث"، وبهدف مقايضتهم مع أبناء درعا، مشددا على ضرورة الإفراج عن أبنائهم المخطوفين، ومحاسبة المسؤولين الذين تسببوا بعمليات الخطف في القرى الواقعة بريف السويداء، كشرط أساسي للإفراج عن الأشخاص الذين يتعاونون مع النظام السوري، وفق قوله.
بينما قال الكاتب والصحفي حافظ قرقوط إنه "بات واضحا بالنسبة لأبناء السويداء أن هناك مليشيات وعصابات منظمة تلجأ لهذا الأسلوب الوحشي المنافي لقيم وأعراف وثقافة الشعب السوري كأحد أدوات الابتزاز المالي من جهة، وتصعيدا للعنف من جهة أخرى، بغرض زيادة نزيف الدم السوري وعرقلة أي حل سياسي ورفع الاحتقان والتوتر والشحن المذهبي والطائفي".
وتابع قرقوط بأن المطلوب بالسرعة القصوى من وجهاء المحافظتين هو تعرية هذه الأعمال ومرتكبيها، ومن يساندهم من أي جهة كانت؛ لأنهم يريدون من ورائها دفع المواطنين السوريين للاقتتال فيما بينهم؛ لكي تنجو رؤوس الفاسدين الكبار الذين مهدوا الطريق للوصول بالبلاد إلى ما وصلت إليه، على حد قوله.
يشار إلى أن ناشطين اتهموا النظام السوري في محافظة السويداء جنوبي
سوريا بالاستفادة من مبالغ كبيرة عبر ملفي التهريب والخطف، الذي خفف من عبء دعم المليشيات الموالية له، فأصبحت بمعظمها ممولة ذاتيا، ولا تحتاج إلى الدولة إلا في مجال الحصول على الشرعية والحصانة وتأمين شبكة العلاقات.