سياسة عربية

مطالبات بفك ارتباط الفصائل السورية بـ"الموك"

تعتبر غرفة الموك بمثابة غرفة العمليات للجبهة الجنوبية - أرشيفية
تعتبر غرفة الموك بمثابة غرفة العمليات للجبهة الجنوبية - أرشيفية
طالبت عدد من الشخصيات الدينية والنشطاء في الداخل السوري، الفصائل المقاتلة بفك ارتباطها بغرفة عمليات "الموك"؛ إثر إعلان "جبهة النصرة" فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة"، مشيرين إلى إمكانية توحيد صفوف الفصائل في جسم عسكري موحد، في حال تمت الاستجابة من تلك الفصائل.

ولعلّ أبرز مطالبي الفصائل بفك ارتباطها بـ"الموك"، التي تتخذ من الأردن مقرا وتشرف عليها الولايات المتحدة ودول أخرى في التحالف الدولي، أيمن الهاروش الذي قال بهذا الخصوص لـ"عربي21": "من البداية كنت ضد غرفة الموك، وأفتيت بتحريم الدخول فيها، وكان البعض يقول بالجواز؛ على اعتبار أن المسألة من باب الاستعانة بكافر على كافر، وفيها قولان لأهل العلم".

ويعتبر الهاروش من أبرز المشايخ على الساحة الفصائلية السورية، إذ يشغل منصباً في الهيئة القضائية لحركة أحرار الشام، وهو كذلك عضو في تجمع أهل العلم في بلاد الشام، كما أنّه كان من المبادرين في أوقات عديد من أجل تحقيق مشروع وحدة بين الفصائل على الساحة السورية.

واعتبر الهاروش أنّه "من الفغلة ألا ينظر إلى ملابسات تلك الاستعانة وأهدافها، وأبعادها، فضلاً عن أهداف الغرب منها"، لافتاً إلى أنّ الغرب لو كان صادقاً في حل القضية السورية، لفرض الحل خلال أيام، وطوى ملفها، وفق تقديره.

وقال إن البعض كان لديه هوس "القاعدة"، وأنّ فيها المشكلة الكبرى والأخطر على الساحة السورية، في إشارة إلى جبهة النصرة سابقا.

ورأى الهاروش أنّ فك الارتباط بالموك، عقب إعلان النصرة عن فك ارتباطها بالقاعدة، وعودة أبنائها السوريين إلى حضن الثورة، وهو ما كان مطلبا للفصائل على الساحة السورية، "أصبح الآن موجباً".

ودلل على وجوب ومصلحية دعوته لذلك؛ بما آلت إليه الأمور في درعا، حيث إن أغلب فصائلها مدعومة من "الموك"، معتبرا أنه تم إلقاء السلاح، وأن عددا من الفصائل عقدت المصالحات مع النظام، كما قال. وتحدث عن أنّ الأمر ذاته يتكرر في حلب، لكن وجود جيش الفتح جعل الأمور أفضل حالاً من درعا، وفق قوله.

وفيما يتعلّق باستجابة الفصائل بدعوة الهاروش، أشار الأخير إلى أنّ "على العلماء البيان"، متحدثا عن "وجود عناصر كُثر في تلك الفصائل يسمعون إلى قول العلماء ويلتزمون به".

وبشّر عضو تجمع أهل العلم في الشام بـ"وحدة قريبة للفصائل"، بمبادرة من التجمع، لافتاً إلى أنّ العمل توقف بعض الوقت بهذا الاتحاه لارتباط "جبهة النصرة" فيما سبق بتنظيم "القاعدة".

وجاءت دعوة الهاروش، بالتوازي مع مطالبات من قبل ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة فك الارتباط بـ"الموك" والوصول إلى مشروع جامع للفصائل.

من جهته، دعا مصطفى سيجري، القيادي في ألوية المعتصم المدعومة أمريكياً؛ من يطالب الفصائل بفك ارتباط الفصائل بـ"الموك" بتوفير موارد دعم لتلك الفصائل تعينها على دعم الجبهات، وتمول عملياتها، وتؤمن المعيشة لمقاتليها، وقال لـ"عربي21" إنه "ليس من أخلاق الجيش الحر خطف الصحفيين أو الأجانب وعقد الصفقات حولهم، حتّى يتم ملء خزينتهم"، وفق تعبيره.

وأوضح سيجري العلاقة بين الفصائل و"الموك"، بالقول: "الموك ليس جمعية خيرية، وليس جماعة فكرية، ولا منظمة حزبية، حتى يقال بوجوب فك الارتباط بها.. الموك غرفة عمليات يجتمع فيها مندوبو الدول الداعمة للفصائل العسكرية، ونقدم للفصائل رواتب وذخيرة وأليات وسلاح بشكل دوري"، وفق قوله.

وأشار سيجري، في حديثه لـ"عربي21"؛ إلى أنّ الدعم الذي يُقدم للفصائل من خلال تلك الغرفة، يقنسم إلى قسمين، حيث أنّ هناك قسماً ثابتاً، وهو عبارة عن رواتب وذخيرة لصد تقدم النظام، فيما القسم الآخر يتم التوافق حوله، وهو مخصص لفتح عمليات ضد النظام؛ ويعتمد على تقديم الفصيل خطة عسكرية لتحرير منطقة معينة، حيث تعرض تلك الخطة على الدول الداعمة وهي تتقاسم فيما بينها تقديم الدعم، فمنهم من يتعهد بتقديم الذخيرة والآخر يقدم المال، وهكذا".

ويقرُّ سيجري برفض أو تأجيل الدول الداعمة لعدد من العمليات التي يتم التقدم بها، لكنه في الوقت ذاته اعتبر أنّ "دعم الموك يُحافظ على صدّ تقدم قوات النظام على مناطق سيطرة فصائل المعارضة".

وبحسب سيجري، فإنّه لا خيار آخر أمام المعارضة، أو مصادر دعم أخرى من تحت الطاولة، أو عبر صفقات سرية.

والمطالبات بفك ارتباط الفصائل بـ"الموك" ليست بجديدة، إذ غالباً ما يُهاجم القائمون على الفصائل الإسلامية في الداخل السوري، نظراءهم في الفصائل المعرّفة أمريكياً بـ"الاعتدال"، ويدعونهم لفك الارتباط بـ"الموك"، في الوقت الذي تهاجم الفصائل المدعومة من قبل "الموك" نظيرتها الإسلامية، مطالبة إياها بالكشف عن مصادر تمويلها، في صراع يصفه مطلعون على الشأن السوري بـ"صراع الإيديولوجيات، والتأثير على الحاضنة الشعبية".
التعليقات (1)
متابع
السبت، 06-08-2016 01:41 ص
وقال مصطفى سيجري، القيادي في ألوية المعتصم المدعومة أمريكياً إنه "ليس من أخلاق الجيش الحر خطف الصحفيين أو الأجانب وعقد الصفقات حولهم، حتّى يتم ملء خزينتهم"، ياسلام .. يعني بيع الذمم للأمريكي وتلقي الأوامر منهم هو من الأخلاق ؟