كشف
الإعلامي الجزائري المقيم بتونس،
عثمان لحياني، الأحد، أنه وصحفيين تونسيين اثنين هما، أيمن منصور وعلاء الدين زعتور، تعرضوا لعملية
اختطاف "على الطريقة الهوليوودية"، على يد ميليشيا بليبيا، الخميس، واحتجزوا لأربع ساعات قبل إطلاق سراحهم.
وقال عثمان لحياني، الذي يشتغل مراسلا صحفيا لفائدة صحيفة "الخبر" الجزائرية من تونس، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأحد، "لقد تم إختطافنا على الطريق المؤدي إلى مطار معيتقة عندما كنا نستعد للعودة إلى تونس، حيث أجبرتنا المجموعة التي كانت مدججة بسلاح الكلاشينكوف والمسدسات على الركوب في الصناديق الخلفية للسيارات واقتادونا إلى مكان مهجور".
وشرح لحياني "تم احتجازنا لما يقارب الأربع ساعات، قبل أن يتم التحقيق معنا والإفراج عنا لاحقا". وعاد الفريق الصحفي إلى تونس مساء الجمعة سالما، دون أن تكشف الجهة الخاطفة عن هويتها.
وتزايدت حالات الاختطاف في العاصمة الليبية طرابلس، خاصة بالنسبة للصحفيين والناشطين المدنيين.
وأفاد لحياني مفصلا "كانت الساعة الثالثة وخمس دقائق عندما غادرت ورفيقي علاء مع السائق فندق الودان في قلب العاصمة طرابلس، على مقربة من مقر السفارة الجزائرية المغلق، كنا نتوجه إلى مطعم باراكودا للسمك لأخذ وجبة غذاء قبل العودة إلى الفندق مجددا والتوجه إلى المطار".
وتابع الإعلامي الجزائري "حتى تلك اللحظة كان كل شيء على ما يرام، وعلى طريقة عصابات كولومبيا وأفلام الأكشن، وفي منعرج صغير توقفت السيارة التي قبلنا وأغلقت علينا الطريق ونزل منها ومن السيارة التي خلفنا ثمانية أشخاص يحملون أسلحة كلاشينكوف ومسدسات، لا يتيح المشهد لك أن تفهم أي تفاصيل، كنت أعتقد لحظتها أن الأمر يتعلق برد فعل نتيجة مضايقة السائق لسيارتهم، لكن الأمر لم يكن كذلك، وكان عملية اختطاف متكاملة الأركان".
وأضاف لحياني في تصريحه لـ"
عربي21"، قائلا "سريعا طلب منا المسلحون النزول والجثوم علي الأرض وتسليمهم الهواتف، مع كثير من الكلام البذيء، كان يحدث ذلك وسط الطريق والسيارات تمر بالقرب من المشهد دون أن تترك قوة السلاح إمكانية التدخل لأي كان".
وتابع لحياني "انطلق الموكب المحتفي بما اعتبرته الميليشيا المسلحة صيدا ثمينا بسرعة جنونية، ولاحقا، تم إنزالنا بسرعة وطلب منا أن نطأطئ الرأس، وأدخلنا إلى غرفة لم يكن بها سوى كرسي واحد، وثلاجة، وقارورات مياه كبيرة الحجم، وكان عدد المسلحين يفوق العشرة، تجمعوا فوق رؤوسنا وتم تفتيشنا وأخذ كل ما بحوزتنا من هواتف ووثائق وجوازات السفر وأموال والأحذية أيضا".
واستطرد "بعدها حققوا معنا عن سبب تواجدنا هنا، وطبيعة عملنا، وعن عدد زياراتنا إلى ليبيا سابقا، قبل أن يطلب منا أن نخرج واحدا واحدا ورؤوسنا مطأطأة لركوب سيارة رباعية الدفع، وطلب منا أن لا نرفع رؤوسنا تحت تهديد السلاح، حيث رفع أحدهم المسدس في وجوهنا وتعهد بإطلاق الرصاص لأدنى حركة".
وواصل لحياني روايته لمأساة الاختطاف قائلا "بعد مسافة سير لخمس دقائق، توقفت السيارة وطلب منا أن ننزل الواحد تلو الآخر ونركب سيارتنا، لنسير بأقصى ما يمكن للوصول إلى مطار معيتقة ومن هناك عدنا إلى تونس حامدين الله على النجاة".
وتعرض صحفيون كثر بليبيا للاختطاف وبعضهم قتل، وقد اختطف المصور الصحفي سليم الشبل، مصور قناة "ليبيا روحها الوطن"، من قبل مجموعة مسلحة في العاصمة الليبية طرابلس أواخر تموز/ يوليو.
وتعرف العاصمة طرابلس عمليات اختطاف للصحفيين والناشطين منذ عدة أيام، فبالإضافة إلى سليم شبل، اختطف الناشط جمال زوبية قبل ذلك، خلال مظاهرة مناهضة للمجلس الرئاسي.
وأدان الاتحاد العام للصحفيين العرب، ببيان، مطلع آب/ أغسطس، الجاري، ما أسماه "الجرائم المتكررة في ليبيا باختطاف واعتقال الصحفيين على يد الجماعات المسلحة والميليشيات".