تدخل العاهل السعودي
الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لتسريع حل مشاكل
العمالة الأجنبية المتضررة في بلاده، وفق بيان صادر عن وزارة العمل.
وقال وزير العمل السعودي مفرج الحقباني، الاثنين، إن "الملك سلمان وجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أوضاع العمالة المتضررة من تردي الخدمات المقدمة من بعض المنشآت".
وأضاف الوزير في بيان صحفي للوزارة، أن نظام العمل في المملكة نص على حفظ حقوق العاملين في منشآت القطاع الخاص.
وأضاف الوزير: "الوزارة تود التأكيد على أن ما حصل مؤخرا (يقصد أزمة العمالة الهندية)، مجرد حالة خاصة لشركة سعودي أوجيه (من كبرى شركات المقاولات في البلاد)، ولا يمثل مشكلة عامة في سوق العمل".
وبحسب البيان، فقد أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا بضرورة إنهاء هذا الوضع بشكل حاسم وسريع، واتخذ نتيجة لذلك الإجراءات التالية: السماح للعمالة بتجديد إقاماتها واستخراج تأشيرات الخروج النهائي مجاناً وعلى حساب الدولة، والانتهاء من أعمال الصيانة والنظافة، وتوفير المياه الصالحة للشرب بشكل مستمر والتعاقد مع المقاولين الأكفاء القادرين على تأمين هذه الخدمات.
ومن ضمن الإجراءات: تأمين إعاشة مستمرة للعمالة المتواجدة في الموقع، ومتابعة أداء متعهدي
الإعاشة لهذه المواقع، وتأمين الخدمات الصحية المجانية في المواقع، والتعاقد مع مكاتب قانونية لمساندة العمالة مجانا في متابعة قضاياهم لدى الشركة.
وأمر العاهل السعودي بتكليف الخطوط
السعودية بتأمين سفر العمالة من مختلف الجنسيات الراغبة في المغادرة مجانا إلى بلدانهم، والتنسيق مع السفارات ذات العلاقة لتحديد الراغبين في نقل خدماتهم، والاستمرار في العمل في المملكة، وأولئك الراغبين في المغادرة النهائية، والالتقاء بسفراء الدول ذات العلاقة، وتوضيح ما تم من إجراءات.
وكانت صور التقطتها القنصلية الهندية في جدة أثناء قيامها بتوزيع أكثر من 15 طنا من المواد الغذائية على العاملين من الجنسية الهندية، قد أثارت جدلا واسعا.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي فيجاي كومار، الأربعاء الماضي، إنه اجتمع مع وزير العمل السعودي بشأن أزمة العمالة الهندية في المملكة، واصفا اللقاء بـ"الجيد جدا".
وأضاف الوزير الهندي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن المشكلة ترتبط بشركة سعودية لم تقدم التسهيلات الإنسانية وفقا لقانون البلاد، فيما الحكومة السعودية اتخذت الأمر بشكل جاد واتخذت الإجراءات الفورية لتوفير الخدمات الطبية والغذاء والنظافة والصرف الصحي للعمالة الهندية في مخيمات الشركة.
وكتبت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج على صفحتها في "تويتر" مطلع الأسبوع الماضي، أنها ستقوم بإرسال كومار إلى السعودية لاستعادة العمال الذين تم تسريحهم من وظائفهم، ويزيد عددهم على 10 آلاف عامل.
وقالت الوزيرة إن هؤلاء العمال يواجهون "أزمة غذاء"، مؤكدة أنها ستقوم بإرسال الوزير في الحكومة الهندية محمد أكبر إلى الكويت، لاحتواء
الأزمة نفسها هناك، لافتة إلى أن مشكلة العمالة الهندية في الكويت أقل حدة من السعودية.
وذكرت أن عدد العمالة الهندية في السعودية يصل إلى 3 ملايين عامل.
وتعاني السعودية، أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم في الوقت الراهن من تراجع حاد في إيراداتها المالية، الناتجة عن تراجع أسعار النفط الخام عما كان عليه عام 2014 تزامنا مع إعلانها موازنة تتضمن عجزاً يبلغ 87 مليار دولار أمريكي للسنة المالية الحالية، بعد تسجيلها عجزا بـ 98 مليار دولار العام الماضي.
وخفضت السعودية نفقات لعام 2016 إلى 224 مليار دولار مقابل 229 مليار دولار العام الماضي، ما انعكس على أنشطة العديد من الشركات في البلاد، خاصة شركات لمقاولات اضطرت لتسريح جزء من العمالة لديها.