سياسة دولية

أردوغان: أمير قطر أول من اتصل ليلة الانقلاب.. فمن الثاني؟

أردوغان قال إن بوتين اتصل به في اليوم الثاني من محاولة الانقلاب- أرشيفية
أردوغان قال إن بوتين اتصل به في اليوم الثاني من محاولة الانقلاب- أرشيفية
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، كان أول من اتصل به ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف تموز/ يوليو الجاري، لتقديم دعم بلاده لتركيا، مشيرا إلى أن الأخير، كان على اتصال دائم مع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، برات آلبيرق، للاطلاع على تطورات الأحداث.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه قناتان محليتان، أجاب خلالها الرئيس التركي عن أسئلة تتعلق بمحاولة الانقلاب، وعدة أمور أخرى حول تداعياتها، ولا سيما على الساحة الداخلية للبلاد.

ولفت أردوغان، إلى أن أمير قطر، قال للوزير التركي: "نحن إلى جانبكم في كل لحظة، ومستعدون للقيام بأي شيء يقع على عاتقنا"، وأنه بعث بعض الرسائل (لم يفصح عن فحواها) مع وزير خارجيته، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي وصل تركيا أمس السبت.

وأوضح أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصل به في اليوم التالي (لمحاولة الانقلاب الفاشلة)، ثم زعماء الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، مضيفا أن "المتصلين قالوا نهنئكم على هذا الصمود الذي قدمتموه ضد الانقلاب، دون أن يجهدوا أنفسهم بالمجيء أو يرسلوا وزراءهم المعنيين".

وحول قرارات الحكومة بتوقيف موظفين في القطاع العام عن العمل بشكل مؤقت، أكد الرئيس التركي، أن "التوقيف المؤقت عن العمل يتم عبر تفعيل الآليات القضائية، وضمن القانون"، مؤكدا أن التوقيفات ستستمر "حتى القضاء على المتورطين".

وحول إعادة هيكلة مؤسسة الجيش عقب محاولة الانقلاب، أشار إلى أنهم يعتزمون تأسيس أكاديمية للدرك، لكي تكون مركزا لتدريب العناصر، لافتا إلى أن المرحلة الحالية ستشهد أيضا إتباع كافة المستشفيات العسكرية بوزارة الصحة التي ستتولى إدارتها وسير عملها، بحسب قوله.

وذكر أردوغان أنه سيتم إغلاق الثانويات العسكرية، بالتوازي مع منح إمكانية التحاق الطلاب في الثانويات العادية بالكلية الحربية بشكل مريح، مبينا أنه سيتم أيضا إنشاء جامعة الدفاع الوطنية، التي تضم تحت سقفها الكليات العسكرية البرية والجوية والبحرية، فضلا عن إلحاق أحواض صناعة السفن إلى وزارة الدفاع.

وشدد الرئيس التركي، على أن المرحلة الحالية تشهد مناقشة إمكانية إلحاق هيئة الأركان وجهاز الاستخبارات إلى رئاسة الجمهورية، مع الأحزاب المعارضة، وذلك من خلال حزمة دستورية في حال الموافقة عليها.

وحول منظمة "فتح الله غولن" التي تتهمها الحكومة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، قال أردوغان إن "ما يحزنني، أن هؤلاء تم تجنيدهم في الدول الغربية وأفريقيا وأماكن كثيرة، ولا توجد منظمة إرهابية منتشرة حول العالم مثلهم، والحقيقة هي أن كل مدرسة (تابعة للمنظمة) تقوم بمهمة خلية منظمة إرهابية هناك".

وأوضح الرئيس التركي، أنهم يخططون للاحتفال بمظاهرات "صون الديمقراطية" (يخرج فيها المواطنون منذ الانقلاب وحتى الآن دفاعا عن الشرعية والديمقراطية) في إسطنبول الأسبوع المقبل، عن طريق تتويجها بليلة مختلفة، يدعون إليها قيادة الجيش والفنانين والرياضيين وقادة الأحزاب السياسية، لتكون بمثابة رسالة للمواطنين، وقال إن "إعادة الحياة الطبيعية للبلاد أمر في غاية الأهمية".

وتطرق أردوغان مجددا إلى تعليقات قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، حول إبعاد عدد من ضباط الجيش في تركيا عن مهامهم، على ضوء تحقيقات النيابات العامة في المحاولة الانقلابية، قائلا إنه "عندما لا نضع حدا لمثل هؤلاء، فسيبدأون بالتصرف كما لو أنهم على حق. قبل كل شيء، نحن شركاء استراتيجيون لكم (للولايات المتحدة)، هذا علاوة على أنكم تعملون معنا في إطار حلف (شمال الأطلسي) الناتو، ومن ثم فلماذا لا تتواصلون في هذا الأمر مع الجهات المعنية؟".

وقال فوتيل، في منتدى "آسبن" الأمني، بولاية كولورادو، في وقت سابق، إن "هناك شخصيات من مستويات عليا في القيادة، كنّا نتواصل معهم، قد باتوا خلف قضبان السجون"، معربا عن قلقه من "إبعاد وإقالة عدد كبير من المسؤولين العسكريين الأتراك"، على خلفية المحاولة الانقلابية.

وشدد أردوغان على ضرورة قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم زعيم الكيان الموازي، فتح الله غولن، لتركيا، وقال: "نحن نطالب بتسليمه لنا، ونقول، إن هذا الرجل حاول القيام بانقلاب عسكري في بلدنا وتسبب في سفك الدماء، وليس لدينا أدنى شك بأنه المسؤول الأول عمّا حدث في تركيا، أنا شخصيا لو قالوا لي قبل 10 أعوام أو 20 عاما إن غولن سيفعل كذا وكذا لما كنت قد صدّقته وقتها، لم نكن نتوقع منه كل ذلك، لكن مع الأسف إننا ارتكبنا هذا الخطأ".

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة الجمعة (15 تموز/ يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولت السيطرة على مفاصل الدولة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، وتوجه المواطنون بحشود غفيرة باتجاه البرلمان ورئاسة الأركان في العاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
التعليقات (2)
mansour hassan
الإثنين، 01-08-2016 08:05 ص
تنظيم غولن هو تنظيم دينى وانا لا اقصد التصنيف العلمانى المغرض حيث يضعون دينى فى مواجهة مدنى ولكنى اقصد التصنيف الصحيح .. يعنى عسكرى / مدنى ... هكذا ثم يفترق المدنى الى المشروع المدنى الدينى والمشروع المدنى المادى الليبرالى والمشروع المدنى المادى الاشتراكى .. وقد اوضحت الطبيعة التنظيمية لمنظمة غولن او الاخوان او حتى السلفيين القرب الشديد بينهم وبين البناء التنظيمى للمشروع المدنى المادى الاشتراكى والفروق بينهم وبين المشروع المدنى المادى الليبرالى .... الفكرة وآلية التنفيذ .. وكل مشروع يطلب السلطة ليعبر عن ايدلوجيته من خلال رموزه وافكاره ... ولذلك تجد الصراع شديد بين المشاريع المدنية وبعضها وتجد كل فريق منهم يسعى او يجرى الى القوة وهنا يتم بروز دولة العدل او الاستبداد .. فاذا تصور اهل المشروع ان القوة الحقيقية للشعب توقع ان يكون المشروع اقرب الى تحقيق التنمية والاستقلال الوطنى .. واذا تم تصور ان القوة هى الجيش او المليشيات المسلحة توقع ان تظهر دولة الاستبداد ولا يخرج الحكم من المؤسسة العسكرية ابدا ويضيع حلم التنمية والاستقلال الوطنى وذلك بجهل اصحاب المشاريع المدنية فهم حقيقة القوة واختيارهم قوة الدبابة على قوة الصندوق ...حيث ينحاز الصندوق الى مصالح الامة وتنحاز الدبابة الى التبعية ولا تهتم بالمشروع الوطنى ولكن تهتم بالاستمرار فى الحكم والتشبث بالسلطة ...هذه طبائع الامور .. ولن تجد لسنة الله تبديلا .. اما ان تؤمن بقوة الشعب وان القوة يجب ان تكون للصندوق وهنا تكون انسانا بسيطا واضحا شريفا ممكن تكون هيثم محمدين وممكن تكون ايمن نور وممكن تكون مجدى حسين وممكن تكون مايكل جان .. او تؤمن ان المصلحة الشخصية ابدى واعلى واهم فتعدو الى الدبابة تستدعيها وتتحالف معها وتضيع المشروع الوطنى وهنا لن تكون الا البرادعى او حمدين صباحى اوياسر برهامى او مخيون او تاوضرس .. انتهى الكلام ومن يريد السفاهة والاستعباط لا مكان له ولم يبقى من عمر الامم وقت يضيع فاما نكون او لا نكون ... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ....
عبد الحميد العوني
الأحد، 31-07-2016 04:57 م
كل مصائب العالم والفتنة والحروب وراءها امريكا فهي شيطان رجيم تقتل القتيل وتذهب إلى جنازته الشعب الأمريكي لا يعرف مايجري فكل الكوارث من اللوبيات الصهيونية اللذي تريد أن تحكم العالم ولكن أين بقية العالم وهو يعلم جيدا مايجري ويساندهم في بث الفتن وتدمير الدول أين الكنيسة الذي تدعي السلام وتحارب الإسلام لماذا دول العالم لاتخرج من الأمم المتحدة لأنها أداة لأمريكا والصهيونية

خبر عاجل