كيف أدار الأتراك دفة التظاهرات ليلة الانقلاب الفاشل؟
لندن – عربي2125-Jul-1601:10 PM
0
شارك
تركيا انقلاب اسطنبول الجيش التركي أ ف ب
تتكشف في كل يوم مشاهد جديدة عن أحداث ليلة محاولة الانقلاب التي كان فيها الشعب التركي ركيزة أساسية في إفشالها، فقد كشف أحد المتظاهرين العرب المقيمين في اسطنبول عن كيفية إدارة المواطنين الأتراك لدفة التظاهرات في تلك الليلة العصيبة.
وقال “عصام”، مفضلا عدم ذكر اسمه كاملا، لـ”عربي21": “عقب دعوة الرئيس التركي أردوغان للشعب بالنزول للشوارع ووأد محاولة الانقلاب، خرجنا أنا ومجموعة من الشباب العربي باتجاه شارع فوزي باشا المؤدي إلى مبنى بلدية اسطنبول في منطقة الفاتح”.
وكان أردوغان قال في 15 تموز/يوليو الجاري خلال اتصال مع قناة “سي إن إن تورك” عبر تطبيق “فيس تايم”: “الانقلابيون لم ينجحوا على مر التاريخ في المحاولات التي قاموا بها”، دعيا الشعب إلى النزول للشوارع وتحدي حظر التجوال ومساندة الشرعية.
وأبدى “عصام” خلال حديثه إعجابه العالي لما رآه من الشعب التركي وهو ينظم صفوفه لمواجهة الانقلاب في “ليلة عصيبة لا نعرف ماذا سيحصل لنا ساعتها، لكننا قررنا النزول مع المتظاهرين ومساندة الشعب التركي كجزء من رد الجميل لوقوفه بجانبنا في أزمتنا”.
وأوضح: “شاهدت الشباب الأتراك يوزعون الأدوار فيما بينهم لقيادة التظاهرات باتجاه مبنى بلدية اسطنبول في منطقة الفاتح حيث تتمركز قوة من الجيش التابعة للانقلابيين، بينما بادرت مجموعة أخرى من الشباب إلى الوقوف عند أبواب المصارف لحمايتها”.
ووفقا لرواية الشاب العربي، المقيم في مدينة اسطنبول منذ عامين، فإن “أصحاب المحال التجارية فتحوا أبواب محالهم وبدأوا بتوزيع الماء والطعام بين المحتجين في بادرة ذكية ومهمة لمؤازرة المتظاهرين وإدامة زخم التظاهرات منذ ساعاتها الأولى”.
وبالتزامن مع نزول الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع، فقد حافظت التظاهرات بمدها وجزرها على التنسيق العالي الحضاري، حيث لم يتعرض أي أحد للمتلكات العامة أو الخاصة، فالجهود كلها كانت منصبة للتقدم نحو المباني التي يسيطر عليها الانقلابيين، حسبما ذكر “عصام”.
وعلى الرغم من أن الرئيس التركي هو من وجه نداءً للشعب بالنزول إلى الشارع، فإن الشعارات التي كان يرددها المتظاهرون اقتصرت على المناداة بإنقاذ الوطن ورفض الانقلاب، ولم يهتفوا لشخص بعينه، وكذلك لم يرفعوا سوى علم بلدهم، حفاظا منهم على وحدة الصف.
وعلل “عصام” ذلك في حديثه لـ”عربي21"، بالقول إن “التظاهرات كانت تضم جميع الأطياف السياسية والفكرية، فإذا هتفت مجموعة باسم أحد القادة، قد يدفع غيرهم لفعل الشيء نفسه، لكن الكل كان متفق على أن الخصم في هذه اللحظات هم الانقلابيون”.
يذكر قادة أحزاب المعارضة، ترفض الانقلاب، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض والشعب الديمقراطي، تركيا عانت كثيرا من الانقلابات فلندافع عن تركيا وللنزل للشوارع.
وأشار الشاب العربي إلى أن “التظاهرات بقيت على هذه الوتيرة حتى بعد تعرض المتظاهرين لإطلاق النار، أثناء اقترابهم من مبنى الأمنيات الذي تسيطر عليه مجموعة من جنود الانقلاب، لكن سرعان ما يرتبون صفوفهم ويعاودون للتضييق على الانقلابيين”.
وشهدت تركيا في 15 تموز/يوليو الجاري، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، حاولوا خلالها إغلاق جسور عدة في إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.