على الرغم من أهمية المكالمة الهاتفية المصورة التي خرجها فيها الرئيس التركي على القنوات المحلية لمطالبة المواطنين الأتراك الدفاع عن الديمقراطية في بلادهم ضد الانقلاب العسكري إلا أن المدنيين بدأوا الاشتباك مع العناصر الانقلابية منذ اللحظة الأولى لنزولها إلى الشوارع بحسب العديد من مقاطع الفيديو التي التقطها نشطاء أتراك.
ومع أن الحسم جاء بالقوة عبر سلاح الشرطة والقوات الخاصة إلا أن شرارة المواجهة أطلقها المدنيون الرافضون للحكم العسكري وساندها بعد ذلك سلاح الشرطة والجنود الذين رفضوا تنفيذ أوامر الانقلابيين بحسب المشاهدات التي رصدتها “عربي21”.. فماذا فعل الأتراك لعرقلة الانقلاب؟
الاشتباك بالأيدي:
تظهر العديد من المقاطع المصورة التي رصدتها “عربي21” على المواقع التركية للحظات الانتشار الأولى لعناصر الانقلاب في الطرق قيام المدنيين العزل بمهاجمة الجنود سواء عبر الاحتجاج ومطالبتهم بالتراجع أو عبر الاشتباك بالأيدي وبما يتوفر في الطرقات من حجارة أو لافتات طرق لعرقلة عمليات الانتشار التي نفذتها الدبابات وناقلات الجنود ونجح المدنيون في العديد من المناطق بهذه الطريقة في منع الجنود من مواصلة التحرك والانشغال بمواجهة الناس عن تنفيذ أوامر قادة الانقلاب بالتوجه نحو أهداف معينة.أبواق السيارات في الأحياء:تفاعل المدنيون الأتراك منذ ظهور أردوغان على القنوات للحديث عن انقلاب عسكري وقاموا بتحرك سريع باستخدام سياراتهم الشخصية داخل الأحياء السكنية في إسطنبول وأنقرة والعديد من المدن وإطلاق أبواق السيارات بكثافة لتحريض المواطنين من أجل النزول إلى الشوارع.ولم يتوقف الحد عند سيارات المدنيين بل قام موظفو البلديات وبعض الهيئات باتباع ذات الطريقة عبر الأبواق مرتفعة الصوت للشاحنات وسيارات نقل المياه والنفايات واستمرت العملية حتى ساعات الفجر ولجأت بعض السيارات إلى الدوران في ذات المنطقة عدة مرات لضمان مواصلة تنبيه المدنيين بضرورة النزول للشارع.
إغلاق القواعد العسكرية:
لجأ المدنيون إلى قيادة شاحنات البلديات المحملة بالأتربة ورصها بجانب بعض البعض على أبواب القواعد العسكرية من أجل عرقلة أي تحركات أو خروج تعزيزات لإسناد عناصر الانقلاب التي سبق أن خرجت وانتشرت في الشوارع.ووفق مراقبين فإن هذه الخطوة ساهمت في قطع خطوط الإمداد لعناصر الانقلاب الذين انتشروا سابقا وبدأت الخسائر تتزايد في صفوفهم مع تصدي الشرطة لهم بالسلاح.
التدفق البشري:
وهذه الطريقة أحدثت إرباكا للقوات التي انتشرت في المدن وصعبت من تحركهم ووضعتهم في موقف المحاصر حيث أظهرت العديد من المقاطع تدفق عشرات الالاف من المدنيين على الشوارع والنقاط التي انتشر بها الانقلابيون ومن أبرزها مطار أتاتورك الذي حوصر لنحو ساعتين فقط وأجبرت جموع بشرية كبيرة الدبابات والجنود على الانسحاب من المكان ليتمكن الرئيس التركي من الهبوط في المطار ويستقبله رافضوا الانقلاب.كما ظهرت هذه الطريقة في حصار الدبابات وقوات الانقلاب على جسر البوسفور الرابط بين شقي إسطنبول بطرفيها الآسيوي والأوروبي وعلى الرغم من ارتكاب الانقلابيين لمجزرة بحق المدنيين العزل الرافضين للانقلاب وقيامهم بإعدامات ميدانية للعديد منهم استطاع المدنيون قطع الطريق بتجمعات بشرية بالالاف من طرفي الجسر وبدل محاصرة المدنيين تمت محاصرة الجنود عدة ساعات بمساعدة الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وطلقات من الرصاص حتى الساعات الأولى من الصباح ليقرر بعدها الجنود الاستسلام.
السيارات مقابل الدبابات:
لجأ العديد من الأتراك للتضحية بمركباتهم الشخصية وقاموا بإيقافها في عدد من النقاط في الطرق المتوقع أن تتحرك فيها الدبابات بهدف عرقلتها وعلى الرغم من عدم قدرة السيارات الصغيرة على الوقوف بوجه الدبابات إلا أنها عرقلت بعض الشيء تحرك القوات داخل المدن.