ملفات وتقارير

هل كانت أمريكا تعلم بالانقلاب في تركيا قبل فشله؟

تركيا انقلاب اسطنبول الجيش التركي أ ف ب
تركيا انقلاب اسطنبول الجيش التركي أ ف ب
تداول عدة ناشطين ومتابعين ما أسموه "شواهد" على علم الولايات المتحدة بالانقلاب، في حين رأى بعضهم أنها كانت "تدعمه وتتمنى نجاحه".
 
 ومنذ الساعات الأولى للانقلاب، قبل ظهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة، قال البيت الأبيض في بيان إنه "يتابع عن كثب" ما يجري في تركيا.
 
وكان البيت الأبيض أعلن أن معاوني الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يطلعونه على تطورات الأوضاع في تركيا حيث يجري انقلاب عسكري.
 
"انتفاضة"
 
من جانبها، أصدرت السفارة الأمريكية في أنقرة بيانا دعت فيه المواطنين الأمريكيين لالتزام الحذر مما أسمته "الانتفاضة التركية"، في إشارة إلى الانقلاب.
 
وحذفت السفارة الأمريكية البيان عن موقعها، إلا أن نسخة أرشيفية من الموقع تظهره. واستنكر متابعون هذه التسمية من السفارة الأمريكية، التي تحمل توصيفا شبيها بالدعم، خلال ساعات من بدء الانقلاب.
 
"لم يكن مخططا جيدا"
 
من جانبه، وفي أول تصريح له عن الانقلاب، السبت، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن "الانقلاب لم يكن مخططا بشكل جيد".
 
وأشار كيري، على هامش لقاء جمعه مع وزير خارجية لوكسمبورغ، إلى أنه "بحسب فهم الحكومة الأمريكية فإن الأوضاع هادئة الآن وتمت استعادة النظام"، بحسب قوله.
 
ووصف متابعون هذا التوصيف من وزير الخارجية الأمريكي بأنه "تعاطف مع الانقلاب العسكري"، معتبرين أن "زلة اللسان تكشف ما في القلب"، بحسب ما قال رئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية عبد الله العذبة.
 
وتتابعت تصريحات كيري التي تهاجم تركيا، حيث إنه قال الاثنين، في مؤتمر صحافي إثر اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "ندعو الحكومة التركية بحزم إلى الحفاظ على الهدوء والاستقرار في البلاد وندعوها أيضا إلى احترام المؤسسات الديموقراطية للأمة واحترام دولة القانون".
 
"ستراتفور" تتعقب
 
وفي سياق آخر، تابعت مؤسسة "ستراتفور" للدراسات الأمنية الطائرة التي أقلت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، من مرمريس إلى إسطنبول.
 
ونشرت المؤسسة، التي تعرف بأنها "وكالة المخابرات الأمريكية المركزية في الظل"، موقع الطائرة عدة مرات أثناء انتقالها بشكل مباشر، فيما يشكل تهديدا لسلامته، في ذروة الانقلاب التركي.

وكان الرئيس التركي عائدا إلى إسطنبول من إجازة قرب منتجع ساحلي في مرمريس بعدما أطلقت مجموعة من الجيش محاولة انقلاب ليلة الجمعة، أغلقت خلالها الجسور الواصلة بين طرفي مضيق البوسفور، وحاولت السيطرة على مطار إسطنبول الرئيس وأرسلت دبابات إلى مقر البرلمان في أنقرة.
 
وأكّد مسؤول تركي رفيع المستوى لوكالة "رويترز"، أن طائرة أردوغان المدنية تعرضت لمحاولة اعتراض في الوقت الذي كانت تغادر فيه مرمريس من قبل طائرتي "أف-16" كان يقودها مشاركون في محاولة الانقلاب، لكنها تمكنت من الوصول إلى إسطنبول بأمان.
 
وأكد مسؤول تركي رفيع المستوى آخر أن الطائرة الرئاسية "تعرضت لمشكلة أثناء الرحلة" دون أن يقدم تفاصيل أخرى.
 
نصائح للانقلابيين
 
وفي تحليلات أشبه بـ"النصائح"، ظهر عدة مسؤولين استخباراتيين وعسكريين أمريكيين سابقين في مقابلات تلفزيونية، وقدموا تحليلاتهم للانقلابيين.
 
وكان أبرز هؤلاء المسؤول الاستخباراتي السابق روبرت باير، الذي قال إنه "شارك في انقلابات سابقة"، موضحا أن "الانقلاب لم يتم بطريقة احترافية".
 
ودعا باير، في لقاء له على قناة "سي أن أن" الأمريكية، الانقلابيين لـ"اقتحام قناة (سي أن أن ترك) وإغلاقها وإغلاق الراديو والإنترنت والإعلام الاجتماعي"، مشيرا إلى أنهم "حتى إن لم يفعلوا ذلك، فإنه كان عليهم أن يعتقلوا رجب طيب أردوغان".
 
وكشف باير أنه ناقش احتمالية الانقلاب مع ضباط أتراك خلال الشهور الماضية، مؤكدا أن "حجم الدعم داخل الجيش التركي لهذه الفكرة قليل، إلا أنه كان يمكن أن ينجح رغم احتماليته القليلة".
 
واختتم باير تصريحه بالقول إن "غدا يوم آخر، والأمور في الجيش التركي ليست محسومة تماما".

من جانبه، قال مدير الاستخبارات الأمريكية السابق جيمس ويزلي، في مقابلة له مع قناة "سي أن أن" مساء الأحد، إن "الانقلابات لا تنجح في الجزء الأول من العملية"، داعيا إلى "تغيير التكتيكات" لاستمرار الانقلاب.
 
 من جانبه، قال الجنرال الأمريكي المتقاعد، ومسؤول الناتو السابق في أوروبا، ويزلي كلارك، إن "القيام بانقلاب يعني الاستمرار فيه حتى النهاية"، مستدركا بأنه لا يشجع الانقلاب.
 
وأضح كلارك في مقابلة مع محطة "سي أن أن" أن الذي أفشل الانقلاب هو أربعة أمور تتمثل في:
"عدم اعتقال الرئيس، وعدم وقف خدمات الإنترنت، وعدم حجب وسائل التواصل الاجتماعي، والأهم هو عدم وجود عناصر وقوات كافية لترهيب المتظاهرين".
  
وأضاف كلارك: "لم يبد الانقلاب ناجحا من بداياته باعتبار أن السيطرة على العاصمة التركية، أنقرة ومفاصل الدولة المهمة لم تتحقق، وإن حصل فسيكون بعد ذلك السيطرة على المناطق التي تتمتع بأعداد كبيرة من الموالين للرئيس التركي وهو الأمر الذين سيكون صعبا بأعداد قوات قليلة".
 
تاريخ من دعم الانقلابات
 
 من جانبه، قال موقع "هافينغتون بوست" الأمريكي، إن هذه التصريحات للمسؤولين السابقين مهمة "بسبب التاريخ الطويل لدعم المخابرات الأمريكية للانقلابات في البلدان الغربية، بما يتطابق مع مصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية أو الاقتصادية".
 
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، الأحد، إلى أن الولايات المتحدة دعمت عدة انقلابات خلال الحرب الباردة، كانت متعاطفة جدا مع الاتحاد السوفييتي.
 
وحول تركيا؛ أشارت الصحيفة إلى أن هناك أنباء عن "مشاركة ضمنية" للمخابرات الأمريكية في عدد من الانقلابات العسكرية في تركيا منذ الستينيات، حيث عمل الجيش الأمريكي والاستخبارات التركية بقرب مع مؤسسة الأمن القومي التركية، التي تسمى أحيانا بـ"الدولة العميقة"، لدورها وتأثيرها في الحياة السياسية، كجزء من تحالف الولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة مع البلاد.
0
التعليقات (0)