أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، بوجود توجه لمنح
اللاجئين السوريين الجنسية التركية من خلال إجراءات معينة العديد من ردود الفعل في المجتمع التركي ظهرت في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التركية.
وكان أردوغان قال خلال حفل إفطار في مدينة كيليس التركية القريبة من الحدود مع سوريا إن "سأزف إليكم خبرا سارا. سنساعد أصدقاءنا السوريين من خلال منحهم الفرصة إذا كانوا يرغبون بالحصول على الجنسية التركية".
وحصل وسم أطلقه معارضون أتراك لأردوغان على المرتبة الأولى في موقع "تويتر" كأعلى نسبة مشاركة وكان تحت اسم "لا أريد سوريين في بلادي".
وعلى الرغم من اتجاه كثير من المشاركين في هذا الوسم لمهاجمة القرار بل ولإطلاقهم تغريدات عنصرية ضد السوريين في
تركيا إلا أن أعدادا كبيرة وملحوظة من الأتراك لم ينتقدوا تصريحات أردوغان بل هاجموا من أطلق الهاشتاغ ووصفوهم بالعنصريين.
وقالت إحدى المعلقات التركيات على تويتر: "هاشتاغ لا أريد السوريين في بلادي عار.. بسببكم سنصبح بلدنا عنصريا".
وغردت أخرى موجها كلامها لرافضي وجود السوريين: "تذهبون إلى الإنتخابات وتصوتون للإرهابيين (أنصار حزب العمال الكردستاني) بينما ترفضون منح أبسط الحقوق للمظلومين المطرودين من بلادهم".
وتحدى مغرد تركي رافض لمهاجمة السوريين المغردين الآخرين عبر فيديو يسأل فيه مذيع فلسطيني أطفالا في غزة حول موقفهم من قدوم اللاجئيين السوريين إلى غزة وكان إجاباتهم جميعها مرحبة بهم وقال المغرد: "انظروا أطفال غزة الفقراء مستعدون لتقاسم بيوتهم مع اللاجئين وأنتم تريدون طردهم".
وغرد آخر بالقول: "أصدقائي السوريين اللاجئين.. أعتذر منكم.. هؤلاء المهاجمون لكم لا يمثلوننا".
وقال أحد النشطاء الأتراك المعارضين: "الإخوة الأكراد.. الإخوة العرب.. إخواننا جميعا.. ما هذا المرض الذي تحمله؟".
وقال معلق آخر مهاجما تصريحات أردوغان: "بعد 3 سنوات من لجوء السوريين بدأنا بتعلم لغتهم الأم (العربية) وبعد خمس سنوات سيأخذون حقوقا خاصة.. لكن بعد 10 سنوات سيقولون إن ولاية هطاي لنا".
من جانبه قال الكاتب التركي إسماعيل ياشا إن الخطوة التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهدف لمنح اللاجئين السوريين حقوقا إنسانية تسهل عليهم العيش في تركيا كباقي المواطنين.
وأشار لـ"
عربي21" إلى أن منح اللاجئين الجنسية سيساعدهم على النهوض بأنفسهم وتحسين أحوالهم وتأسيس شركات ومصالح تعود عليهم بالنفع وتحافظ على حقوقهم.
وقال إن تركيا لا تريد أن تفعل مع اللاجئين السوريين كما فعلت بعض الدول العربية مع اللاجئين الفلسطينيين حين حرمتهم من أبسط حقوق الإنسان وتركتهم بلا وثائق ولا أوضاع قانونية مثل اللاجئين في لبنان الذين ليس لهم حقوق حتى في العمل.
وأشار إلى أن حجج الخوف من التوطين التي ساقتها بعض الدول العربية ضد الفلسطينيين آنذاك سلبتهم حقوقهم وتركيا لا تريد أن تقوم بذات الشيء.
ولفت إلى أن الموضوع ليس بجديد إذا سبقه مناشدات من العديد من الجهات في تركيا لكن الأمر المهم هذه المرة أنه صدر عن رأس الهرم في تركيا هو والرئيس والتوجه جدي لكن لا يعرف موعده.
وشدد على أن القانون التركي يسمح بازدواج الجنسية أي أن السوري إذا حصل على جنسية تركية فستبقى معه الجنسية السورية حتما ولن يفقدها.
وحديث أردوغان عن منح الجنسية للاجئين السوريين ليس الأول بل سبقه تصريحات في شهر آذار/مارس من العام الجاري حين قال إن إن بلاده تعمل على إستثمار الطاقات والكفاءات السورية وذلك بمنحهم الجنسية التركية حتى "لا تهاجر هذه العقول إلى الدول الأخرى".
وقال أردوغان في حينه على قناة "TRT" التركية إن بلاده "تنظر إلى السوريين كمهاجرين ونحن الأنصار".
وكانت فتاة سورية تدعى روضة نور جمعة حصلت أوائل آذار من العام الجاري على الجنسية التركية بأوامر من الرئيس التركي أردوغان بعد مقابلته في القصر الرئاسي.
وأشارت مواقع تركية إلى أن نور حصلت على الجنسية بسبب سرعة تعلمها للغة بعد لجوئها إلى تركيا بالإضافة لانتسابها إلى كلية العلوم السياسية في جامعة تركية.
كما أفاد وزير الشؤون الدينية التركي محمد قورماز قبل نحو شهرين بوجود نية لمنح العلماء السوريين المتواجدين في تركيا الجنسية.
وأشار قورماز في حينه بأن رئاسة الشؤون قدمت طلبا إلى أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو للحصول على الجنسية لقائمة أسماء من العلماء السوريين المتواجدين في تركيا.