أفاد ناشطون سوريون ولبنانيون بأن أعداد المعتقلين من اللاجئين السوريين في
لبنان، وصل خلال اليومين الأخيرين إلى 500 معتقل، ممن تم اعتقالهم بشكل تعسفي على يد الجيش اللبناني، وذلك على خلفية التفجيرات التي استهدفت بلدة
القاع اللبنانية رغم تأكيد رسمي أن المنفذين جاؤوا من
سوريا ولا علاقة للاجئين السوريين بهم.
وقال الناشط اللبناني "أبو محمد" من أبناء بلدة عرسال لـ"
عربي21" إن الجيش اللبناني ومقاتلين محسوبين على حزب الله، من الخارجين عن سلطة الدولة، شنوا حملة اعتقالات عشوائية طالت معظم بلدات ومدن لبنان، وخاصة المخيمات المخصصة للاجئين السوريين وحتى منازل سكناهم خارج المخيمات، في كل من طرابلس، وعكار، وبيروت، والبقاع، ووصل عدد المعتقلين إلى ما يزيد عن 500 شخص، فيما هُدد اللاجئون بالقتل والاغتصاب والحرق.
وأضاف المتحدث: "نشرت مجموعة تسمي نفسها بـ"أحرار البقاع الشمالي" بيانا هددت فيه اللاجئين بالحرق والاغتصاب ما لم يغادروا منطقة البقاع خلال 48 ساعة، وقد وزع البيان في المناطق التي تحتوي على تجمعات للاجئين السوريين في المنطقة، وجاء فيه: تعلن حركة أحرار منطقة البقاع الشمالي عن قرار بحق السوريين، يجب عليكم مغادرة منطقة البقاع الشمالي خلال مهلة 48 ساعة تبدأ من ساعة يبلغكم هذا القرار، وإلا سنتعامل معكم كأعداء ولن تكونوا بأمان؛ سنحرق بيوتكم، ونغتصب بناتكم ونسائكم، وسنقتل أطفالكم، وقد أعذر من أنذر".
وأفاد الصحفي السوري عمر محمد وهو أحد اللاجئين في لبنان في اتصال هاتفي مع "
عربي21" أنه وبعد التفجيرات الانتحارية التي استهدفت بلدة القاع اللبنانية، قامت قوى الأمن الداخلي اللبنانية بإصدار بيان يفيد بمنع تجول اللاجئين السوريين في عدة بلدات منها القاع ورأس بعلبك، فيما شن الجيش عدة عمليات مداهمة للمخيمات في هذه البلدات واعتقل قرابة 124 سوريا من مخيم القاع وبعلبك ورأس بعلبك، كما تم اعتقال قرابة 70 آخرين من المناطق المحيطة بالعاصمة بيروت، واعتقلوا ما يقارب 500 لاجئ من المخيمات، اتهمهم الجيش بعدم حوزتهم على أوراق دخول نظامية ومنهم يحملون أوراقه منتهية، فضلا عن قيام بعض الشبان اللبنانين بالاعتداء على السوريين في منطقة جبيل، وكسروا سياراتهم.
وذهب المتحدث إلى أن التصعيد الذي يشهده لبنان ضد اللاجئيين السوريين أتى على خلفية التفجيرات التي شهدتها منطقة البقاع، والتي أكد وزير الداخلية اللبناني أن الذين نفذوها جاؤوا من الداخل السوري وليس من مخيمات اللاجئين، بينما أعلن محافظ "بعلبك –الهرمل" بشير خضر فرض حظر تجوال لمدة 72 على السوريين في بلدة القاع التي شهدت التفجيرات وكذلك في منطقة "رأس بعلبك"، فيما طالب رئيس الرابطة المارونية نعمت أفرام الحكومة اللبنانية بإعلان القاع ومشاريع القاع ورأس بعلبك منطقة عسكرية.
وردا على ذلك قام بعض الشباب اللبناني من أبناء الطائفة السنية وخاصة أبناء بلدة عرسال المتضامنين مع الشعب السوري بتنظيم حملة "ضد العنصرية" رفعوا خلالها لافتات ترحب باللاجئين السوريين وتقدر معاناتهم والظلم الذي أجبرهم على النزوح من منازلهم إلى الدول المجاورة، بحسب ما أفاد الناشط اللبناني "أبو محمد".