تناقض واضح برز في تصريحات المسؤولين العراقيين والأمريكيين حول ما يجري في مدينة الفلوجة، ففي الوقت الذي تؤكد فيه بغداد سيطرتها على 80 بالمئة من المدينة، تؤكد تصريحات لمسؤولين أمريكيين وحتى في التحالف الدولي أنه لم يتم "تحرير" أكثر من ثلث الفلوجة من تنظيم الدولة.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في واشنطن إن نحو ثلث المدينة تم "تطهيرها" من مقاتلي الدولة، وإن التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة نفذ 85 غارة جوية بالمدينة على مدى الأسابيع الأربعة الماضية.
وأضاف المتحدث بيتر كوك أن "القوات العراقية تواصل التقدم لتسيطر على ما نسبته خمسة أو عشرة بالمئة من المدينة كل يوم، مع الحرص على تأمين حياة المدنيين، وتقليل الخسائر في الممتلكات لأدنى حد ممكن".
ووافق تصريح كوك، آخر للناطق باسم التحالف الجنرال كريستوفر غارفر، والذي قال فيه إن القوات العراقية لا تسيطر إلا على ثلث مساحتها، وهي مستمرة في حملتها على تنظيم الدولة، انطلاقا من وسطها لاستعادة الأطراف.
وأشار إلى أن معظم المناطق التي "حررت" في الفلوجة تقع في جنوبها، لافتا إلى أن تنظيم الدولة ركز قوته في محيط المدينة، وهو الآن يخوض معارك شرسة للدفاع عنها.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان قد أعلن مساء الجمعة الماضية في كلمة بثها التلفزيون أن "الفلوجة عادت إلى حضن الوطن، وقواتنا سيطرت على قضاء الفلوجة، وأحكمت سيطرتها على داخل المدينة، وما زالت هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير في الساعات المقبلة".
وأكد أن القوات العراقية -مدعومة بالضربات الجوية للتحالف الدولي- نجحت في تحرير 80% من مدينة الفلوجة العراقية.
وفي الأثناء، أعلنت مصادر أمنية الثلاثاء أن القوات
العراقية سيطرت على مناطق جديدة في مدينة
الفلوجة بغرب بغداد.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن "القوات الأمنية استطاعت تطهير مناطق الجغيفي الثانية ومنطقتي الضباط الأولى والثانية والحي العسكري والشرطة من تنظيم داعش".
وتقع هذه المناطق في الجانب الشمالي والشمالي الشرقي من المدينة الواقعة على بعد 50 كلم غرب بغداد.
نقص الدعم السني
وللسيطرة على الفلوجة أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للحكومة العراقية، لكن تبقى المشكلة في قوات الحشد الشعبي الشيعية، المتهمة بارتكاب جرائم واسعة في كل المناطق السنية التي تدخلها، وأهمها القتل على أساس طائفي.
وقد أشار نشطاء محليين في منطقة الصقلاوية الواقعة في شمال المدينة أن مليشيا الحشد قامت بقتل العشرات من المدنيين الفارين من المدينة المحاصرة.
وحذر محللون من أن الحفاظ على التقدم في المناطق ذات الأغلبية السنية، مثل الفلوجة وباقي محافظة الأنبار، سيكون صعبا إذا لم يكن هناك محاولة لكسب القلوب والعقول (السنية).