تناولت تقارير عدة حالة زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي الذي لم يظهر في أي تسجيلات منذ فترة طويلة، لا سيما بعد أن أوردت صحف أجنبية أنه مصاب أو قتل، إثر قصف لقوات التحالف.
وبحسب ما رصدته "
عربي21"، فقد روّجت صحف عدة أبرزها أمريكية وروسية وإيرانية وحتى إسرائيلية، إصابة البغدادي برفقة عدد من قادة التنظيم، في قصف تجمع لهم، في حين تضاربت التفاصيل أين ومتى تم ذلك، وذهبت بعضها إلى القول بأنه لقي مصرعه.
وآخر ما تم تداوله حول إصابة البغدادي، هو ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن السفير السوري لدى موسكو، الذي قال الجمعة، إن زعيم تنظيم الدولة جريح.
وبحسب الوكالة الروسية، فإن السفير رياض حداد أوضح أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن وفاة البغدادي، ولكنه يعرف تمام المعرفة أنه جريح، وفق قوله.
لكنه لم يوضح ما هو مصدر معلوماته، واكتفى بالقول: "ننتظر تصفية زعيم داعش وسائر عناصره الآخرين في أقرب وقت".
ومن النادر ظهور البغدادي في تسجيل صوتي أو مصور، ولا يعرف المكان الذي يوجد فيه.
هل قتل البغدادي؟
وكانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نشرت تقريرا لها تساءلت فيه عن مصير البغدادي، بعد غارة جوية أمريكية قالت إنها استهدفته.
وقالت الصحيفة إن تقارير تحدثت عن وفاته في مدينة الرقة السورية، مشيرة إلى أن خبر مقتله جاء في الصحيفة التركية "يني شفق"، مستدركة بأنه لم تصدر تأكيدات من قوات التحالف الدولي التي تخوض حربا ضد التنظيم.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن مقتل البغدادي، حيث قيل في كل مرة إنه جرح أو قتل، ليظهر لاحقا عدم صحة التقارير.
اقرأ أيضا: صحيفة بريطانية تتساءل: هل قُتل البغدادي بغارة جوية؟
"ميت سائر"
وروّج خبير أمني إسرائيلي يدعى يوسي ميلمان، في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن زعيم تنظيم الدولة يعيش على وقت مستقطع، واصفا إياه بـ"الميت السائر"، مشددا على أن نهاية التنظيم اقتربت.
وتابع في مقال على صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن البغدادي "يواصل العيش، ولكنه في واقع الأمر (ميت سائر)"، مضيفا: "فآجلا أم عاجلا ستتجمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة".
اقرأ أيضا: خبير أمني إسرائيلي: البغدادي يعيش على وقت مستقطع
بدورها، نقلت قناة "السومرية" العراقية المقربة من حكومة بغداد، على لسان مصدر في محافظة نينوى، تأكيده أن "أبو بكر البغدادي"، زعيم تنظيم الدولة، أصيب بقصف للتحالف الدولي.
إلا أنه أيضا لم يوضح مصدر معلوماته.
اقرأ أيضا: مصدر مقرب من الحكومة العراقية يزعم إصابة البغدادي
وأوضحت صحيفة "الغارديان" في تحقيق لها نشرته في وقت سابق عن مصير زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، أنه أصيب بجراح خطيرة العام الماضي، ولم يعلم بالحادث إلا مجموعة من المقربين له، وفريق من الأطباء والممرضين، الذين سهروا على علاجه والعناية به.
وقالت الصحيفة إن التحقيق الصحفي، الذي أعده كل من مارتن شولوف وسبنسر إكرمان، وامتد على فترة عام، استند إلى مصادر أمنية كردية وعراقية وغربية من داخل التنظيم، أكد أن الهجوم الذي تعرض له البغدادي حصل في بلدة الشرقاط في 18 آذار/ مارس، وليس غرب العراق، كما تم الاعتقاد في البداية، مشيرة إلى أن الشرقاط تبعد 190 ميلا عن العاصمة بغداد.
وأشار التحقيق إلى أن البغدادي أخذ وقتا طويلا كي يتعافى من جراحه، حيث قضى ستة أشهر في بلدة الباعج شمال العراق، وليس بعيدا عن الحدود مع إقليم كردستان.
اقرأ أيضا: الغارديان: البغدادي يعود إلى قيادة التنظيم بعد علاج طويل
بيان مزوّر
من جهتها، بثّت أبرز وكالات الأنباء الروسية والإيرانية، خبرا يتحدث عن مقتل زعيم تنظيم الدولة "أبي بكر البغدادي"، في ريف الرقة.
الوكالات المحسوبة على الحكومتين الروسية والإيرانية، بنت كامل خبرها على بيان منسوب لـ"ولاية الرقة" حمل عنوان "استشهاد أمير المؤمنين، الخليفة أبي بكر البغدادي".
وقال البيان الذي نشرته "روسيا اليوم، وسبوتنيك، وقناة العالم، وغيرها"، في وقت سابق، إن البغدادي قتل بقصف جوي للتحالف الدولي على الرقة.
بدورها، تحقّقت "
عربي21" حينها من البيان المنشور، الذي تبيّن أنه مزور، ولم يصدر عن تنظيم الدولة، أو أي من أنصاره.
واعتمد مزوّر البيان، نوع خط مختلف عن الخط المستخدم في بيانات تنظيم الدولة الرسمية.
اقرأ أيضا: وكالات روسية وإيرانية تستند لبيان مزور عن مقتل البغدادي